الجمعة 23 مايو 2025

الآكيدنيا فوائد لا تحصى و طعم لذيذ

موقع أيام تريندز

فاكهة الآكيدنيا: فوائد لا تُحصى وطعم لا يُنسى

في قلب الربيع، وعند بداية الصيف، تزين الأسواق بألوان برتقالية دافئة ونكهات حلوة لاذعة، إنها فاكهة الآكيدنيا – أو كما يُطلق عليها في بعض المناطق "الأسكيدنيا" أو "النبق الياباني" أو "اللوكوات". هذه الفاكهة الصغيرة الحجم، التي تجمع بين المذاق الغني والمنافع الصحية الكبيرة، كانت منذ القدم جزءًا من التراث الغذائي في العديد من البلدان، ولكنها لم تنل شهرتها المستحقة عالميًا حتى وقت قريب.

في هذا المقال، نستعرض بتفصيل شامل القيمة الغذائية لفاكهة الآكيدنيا، فوائدها الصحية التي تدعم العديد من وظائف الجسم، وأسرار طعمها المميز، إضافة إلى استخدامها في المطبخ وكيفية إدراجها ضمن نظام غذائي متوازن.

ما هي فاكهة الآكيدنيا؟

الآكيدنيا (Loquat) هي فاكهة تنتمي إلى فصيلة الوردية (Rosaceae)، نفس العائلة التي تضم التفاح والكمثرى. تعود أصولها إلى المناطق الجبلية جنوب شرق الصين، ولكنها انتشرت منذ قرون إلى اليابان، ثم إلى البحر المتوسط، ومنها إلى مناطق كثيرة حول العالم. تعرف في اليابان باسم "بيوا" (Biwa)، وفي إسبانيا "نيزبيرو" (Níspero).

ثمار الآكيدنيا بيضاوية أو كروية الشكل، يتراوح لونها بين الأصفر الفاتح والبرتقالي، وتحتوي على لب طري عطِر، يتوسطه من 1 إلى 5 بذور كبيرة. طعمها يتراوح بين الحلو الحامض والمذاق العسلي، مما يجعلها محبوبة لدى الكبار والصغار على حد سواء.

القيمة الغذائية للآكيدنيا

رغم صغر حجمها، تحمل الآكيدنيا قيمة غذائية عالية، وهي غنية بعدد من العناصر الحيوية، ومنها:

فيتامين A: بفضل احتوائها على البيتا كاروتين، تعتبر الآكيدنيا من الفواكه المفيدة لصحة العين والبشرة.

فيتامين C: تساعد على تعزيز المناعة، وتقليل خطړ الإصابة بالعدوى.

الألياف الغذائية: تعزز من صحة الجهاز الهضمي، وتساعد في ضبط مستوى السكر في الډم.

مضادات الأكسدة: مثل الفينولات والفلافونويدات، تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة.

البوتاسيوم: معدن مهم لتنظيم ضغط الډم وصحة القلب.

المغنيسيوم والمنغنيز: يدعمان وظائف الأعصاب والعظام.

100 غرام من الآكيدنيا الطازجة تحتوي تقريبًا على:

السعرات الحرارية: 47 سعرة حرارية

الكربوهيدرات: 12.1 غ

الألياف: 1.7 غ

البروتين: 0.4 غ

الدهون: 0.2 غ

فوائد الآكيدنيا الصحية

1. تحسين صحة الجهاز الهضمي

الألياف الموجودة في الآكيدنيا تُسهم في تحسين حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك. كما تساعد في تقليل التهابات الجهاز الهضمي، وتدعم نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء.

2. تقوية جهاز المناعة

التركيبة الغنية بفيتامين C تجعل من الآكيدنيا سلاحًا طبيعيًا لمقاومة العدوى، من خلال تعزيز إنتاج خلايا الډم البيضاء، ومحاربة البكتيريا والفيروسات.

3. مكافحة الالتهابات والأكسدة

تحتوي الآكيدنيا على مركبات نباتية قوية، مثل حمض الكلوروجينيك وحمض الإيلاجيك، التي لها دور فعال في تقليل الالتهابات المزمنة، والتي قد تكون سببًا لأمراض مثل السكري وأمراض القلب والسړطان.

4. دعم صحة القلب

بفضل محتواها من البوتاسيوم، تساعد الآكيدنيا في تنظيم ضغط الډم، كما أن مضادات الأكسدة تساهم في منع أكسدة الكوليسترول الضار (LDL)، مما يقلل من خطړ تصلب الشرايين.

5. التحكم في مستويات السكر پالدم

تشير بعض الدراسات إلى أن مستخلص أوراق الآكيدنيا قد يكون له دور في خفض مستويات السكر في الډم من خلال تحسين حساسية الجسم للأنسولين. لذلك، قد تكون مفيدة كجزء من نظام غذائي لمرضى السكري من النوع الثاني – بعد استشارة الطبيب.

6. الحفاظ على صحة العيون

نظرًا لغناها بفيتامين A والكاروتينات، تساهم الآكيدنيا في الوقاية من أمراض العيون المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل التنكس البقعي.

طعم الآكيدنيا: نكهة لا تُشبه غيرها

ما يجعل الآكيدنيا فريدة ليس فقط فوائدها الصحية، بل نكهتها المميزة. يجمع طعمها بين نكهة المشمش والمانجو مع لمسة حمضية خفيفة، ما يجعلها مثالية لتناولها طازجة، أو استخدامها في صناعة العصائر، المربى، الحلويات، وحتى بعض الأطباق المالحة.

يصفها البعض بأنها "فواكه الشمس" لأن نكهتها ټنفجر في الفم بلذة تشبه نسيم الربيع.

استخدامات الآكيدنيا في المطبخ

تُستخدم الآكيدنيا بطرق متعددة:

طازجة: تؤكل مباشرة بعد غسلها وتقشيرها.

مربى ومعلبات: تدخل في صنع مربى لذيذ يُحفظ لفصل الشتاء.

عصائر ومشروبات: يمكن عصرها أو خلطها مع الليمون والنعناع لمشروب منعش.

سلطات فاكهة: تُضاف إلى سلطات فواكه استوائية لإضفاء نكهة مميزة.

مخبوزات: يمكن استخدامها في الكيكات، التارت، أو فطائر الفواكه.

صلصات للأطباق المالحة: تستعمل في بعض المطابخ لإعداد صلصات تقدم مع اللحوم البيضاء أو الأسماك.

نصائح مهمة عند تناول الآكيدنيا

البذور غير صالحة للأكل: تحتوي على مركبات قد تكون سامة إذا استهلكت بكميات كبيرة.

التخزين: يُفضل تناولها طازجة، ولكن يمكن حفظها في الثلاجة لبضعة أيام. لا تُحفظ لفترة طويلة لأنها سريعة التلف.

الشراء: اختر الثمار ذات اللون البرتقالي اللامع والخالية من التجاعيد أو الكدمات.

خاتمة: كنز طبيعي في متناول اليد

فاكهة الآكيدنيا ليست فقط لذيذة وممتعة لتناولها، بل تمثل كنزًا صحيًا حقيقيًا. قيمتها الغذائية، وقدرتها على دعم أجهزة الجسم المختلفة، ومذاقها الرائع، يجعلها إضافة مثالية إلى أي نظام غذائي.

ورغم أنها قد لا تكون شائعة عالميًا كالفراولة أو التفاح، إلا أن شعبيتها تزداد يومًا بعد يوم، خاصةً مع تزايد الوعي الغذائي والبحث عن بدائل طبيعية مغذية.

إذا لم تكن قد جربت الآكيدنيا بعد، فقد آن الأوان لتجربة هذه الفاكهة الذهبية التي تجمع بين الشفاء والطعم الجميل، وتُذكرنا بأن الطبيعة ما زالت تقدم لنا كل يوم ما هو مفيد وجميل.