شجرة ديناصورات ما قبل التاريخ تعود للحياة في حديقة بريطانية

موقع أيام تريندز

 شجرة من عصر الديناصورات تُحيي أسرار ما قبل التاريخ في حديقة بريطانية  
في عالمٍ تزداد فيه محاولات إحياء التراث الطبيعي، تبرز قصة استعادة شجرة إنكيفالارتوس وودي (Encephalartos woodii) أحد أقدم الكائنات النباتية على الأرض، كحدث علمي استثنائي. هذه الشجرة النادرة، التي عاصرت الديناصورات قبل 200 مليون سنة، تعود إلى الواجهة مجدداً عبر مشروع طموح في حدائق بريطانيا، بهدف إحياء الأحفورة الحية وحمايتها من الانقراض .  

1. الشجرة التي تحدّت الزمن: تاريخ إنكيفالارتوس وودي
تنتمي هذه الشجرة إلى فصيلة السيكاديات وهي نباتات عاړية البذور هيمنت على الغابات خلال العصر الجوراسي، حيث كانت مصدر غذاء للديناصورات العاشبة مثل البرونتوصور والستيغوصور . اكتُشفت العينة الوحيدة المعروفة من النوع الذكري لهذه الشجرة في غابات جنوب أفريقيا عام 1895، ومنذ ذلك الحين، أُجريت محاولات عديدة لإيجاد أنثى للتكاثر، دون نجاح. تُعتبر اليوم الكائن الأكثر وحدة على الأرض وفقاً لعلماء النبات .  

مشروع الإحياء في بريطانيا  
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت حديقة إيدن النباتية البريطانية في مايو 2025 عن نجاحها في زراعة نسخة مُستنسخة من الشجرة، باستخدام تقنيات متطورة في الاستنساخ النباتي. جاء ذلك بعد تعاون مع حديقة ديربان النباتية في جنوب أفريقيا، حيث تُحفظ النسخ الأصلية المُستنسخة من الشجرة الأم .  

2. التحديات العلمية: لماذا تُعد إعادة إحياء هذه الشجرة معجزة؟  
أ. عقبة التكاثر الچنسي  
الشجرة ثنائية المسكن (تحتاج إلى ذكر وأنثى للتكاثر)، ولم يُعثر على أي أنثى في البرية حتى الآن. هذا يعني أن جميع النسخ الموجودة (حوالي 500 نسخة في الحدائق العالمية) هي استنساخات من الذكر الأصلي، مما يجعلها غير قادرة على إنتاج بذور قابلة للحياة .  

ب. تقنيات الاستنساخ الحديثة  
اعتمد الفريق البريطاني على تقنية التكاثر الخضري حيث تم أخذ عينات من السيقان أو الجذور لإنشاء نباتات جديدة متطابقة جينياً. رغم نجاح هذه الطريقة، إلا أنها لا تحل مشكلة التنوع الجيني، مما يزيد من هشاشة النوع أمام الأمراض أو التغيرات المناخية .  

ج. الأمل في الهندسة الوراثية
تعمل مختبرات متخصصة على تعديل جيني لتحويل النسخ الذكرية إلى خنثى، أو دمجها مع جينات سيكاديات قريبة لإنتاج هجين قابل للتكاثر. هذه الجهاز ما زالت في مراحلها التجريبية .  

3. السياق التاريخي: السيكاديات وشهية الديناصورات  
خلال العصر الجوراسي، شكلت السيكاديات مع الأشجار السرخسية جزءاً رئيسياً من النظام الغذائي للديناصورات العملاقة. اكتشافات أحافير الديناصورات في الصين والهند، مثل تيتانوصورس إنديكوس تُظهر بقايا هذه النباتات في أحشائها المتحجرة، مما يؤكد دورها البيئي الحيوي .  

أ. دليل أحفوري حي 
لا تختلف الشجرة المستنسخة حديثاً عن أسلافها الذين عاشوا قبل 200 مليون سنة، مما يجعلها نافذة حية على عصر الديناصورات. كما تُظهر حفريات الديناصورات المكتشفة في تكوينات جيولوجية مثل شكسيامياو في الصين تشابهاً كبيراً مع التركيب النباتي لتلك الفترة .  

4. الآثار البيئية والثقافية للمشروع
أ. تعزيز الوعي البيئي  
يهدف المشروع إلى تذكير الزوار بأهمية الحفاظ على الأنواع المھددة، خاصة في ظل تزايد معدلات الانقراض التي تُقدر بـ 100-1000 ضعف المعدل الطبيعي بسبب النشاط البشري .  

ب. جسر بين الماضي والمستقبل
تُعرض الشجرة في قسم مخصص لعصر الديناصورات داخل الحديقة، مصحوبة بنماذج لديناصورات آكلة النباتات، مثل ستيغوصور وشونوصورس، مما يعزز التجربة التعليمية .  

ج. التعاون الدولي 
يشمل المشروع شراكات مع حدائق نباتية في جنوب أفريقيا والصين، حيث تُجرى أبحاث مماثلة على سيكاديات محلية، مثل أوميصورس بوكسياني المكتشفة في متنزه يونيانغ الجيولوجي .  

5. التحديات المستقبلية ومسارات التطوير 
1. البحث عن التنوع الجيني: تُخطط الفرق العلمية لاستكشاف غابات موزمبيق وزيمبابوي بحثاً عن إناث محتملة، مدعومة بتقنيات الاستشعار عن بعد .  
2. دمج التكنولوجيا الرقمية: استخدام مسح ضوئي ثلاثي الأبعاد لمراقبة نمو الشجرة ومقارنتها بالأحافير النباتية المُكتشفة في كهوف بريطانيا العائدة للعصر الترياسي .  
3. برامج التوعية: إطلاق ورش عمل لطلاب المدارس حول تقنيات الحفظ، مستوحاة من نجاحات مشابهة في أستراليا ضمن مشروع حلم الديناصورات .  

الخاتمه
إحياء شجرة من عصر الديناصورات ليس مجرد إنجاز علمي، بل رسالة قوية عن إمكانية تصالح الإنسان مع الطبيعة. رغم التحديات الجينية، فإن المشروع يفتح الباب أمام إعادة إحياء أنواع منقرضة أخرى، مستفيداً من الدروس المستخلصة من حفريات الديناصورات والنباتات القديمة. كما يُذكّرنا بأن هذه الكائنات، سواء أكانت ديناصورات أو سيكاديات، هي جزء من قصة واحدة متصلة: قصة الحياة على الأرض.