الجمعة 23 مايو 2025

الإمارات العربية المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق الڼار وتعزيز حرية الملاحة

موقع أيام تريندز

الإمارات ترحب بإعلان وقف إطلاق الڼار: سياسة حكيمة تُرسّخ الأمن وتعزّز حرية الملاحة

في خطوة تؤكد من جديد التزامها الراسخ بنهج السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بإعلان وقف إطلاق الڼار الأخير في إحدى بؤر التوتر بالمنطقة، مؤكدة دعمها الكامل لكل ما من شأنه أن يُرسّخ الأمن، ويخفف من معاناة الشعوب، ويعيد الحياة إلى مجاريها الطبيعية، خاصة في المناطق الحيوية التي تمر منها خطوط الملاحة الدولية.

هذا الموقف ليس جديدًا على الإمارات، بل هو امتداد لعقيدة دبلوماسية قائمة على حل النزاعات بالحوار، وتعزيز القانون الدولي، واحترام سيادة الدول، في مقابل رفض التصعيد والانجرار نحو أتون الصراعات المسلحة التي أثبتت، على مر العقود، أنها لا تجلب سوى الدمار وتعميق الأزمات الإنسانية.

موقف ثابت... يرفض الحړب ويصنع السلام

منذ تأسيسها، حرصت الإمارات على أن يكون لها دور بنّاء في صنع التوافقات الدولية والإقليمية، وليس مجرد مراقب أو طرف محايد. ويأتي ترحيبها بإعلان وقف إطلاق الڼار اليوم كحلقة جديدة في هذه السلسلة من المواقف الهادئة والمتزنة، التي تهدف إلى إعادة توجيه بوصلة المنطقة نحو التنمية لا الحړب، والتكامل لا الانقسام.

البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإماراتية شدد على أهمية احترام بنود وقف إطلاق الڼار بشكل شامل، ومراقبته من قبل آليات دولية تضمن التزام جميع الأطراف، داعيًا إلى انتهاز هذه الفرصة لدفع جهود السلام المستدام والحوار السياسي، بدلًا من تجميد الصراعات أو ترحيلها مؤقتًا.

الملاحة الدولية... شريان اقتصادي وسلام سياسي

من أبرز الجوانب التي أولتها الإمارات أهمية كبرى في سياق هذا الموقف، حرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، خصوصًا في المناطق التي شهدت توترًا عسكريًا أثر بشكل مباشر على حركة السفن وناقلات النفط والبضائع. فالممرات البحرية مثل مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس، لم تعد مجرد مسالك تجارية، بل مؤشرات حساسة على مدى استقرار العالم بأسره.

وتؤمن الإمارات بأن أمن الملاحة لا يتحقق إلا من خلال تهدئة التوترات السياسية التي تؤثر على هذه الممرات، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًا وإقليميًا، يتجاوز منطق الصراعات الآنية إلى أفق استراتيجي طويل الأمد، تُبنى فيه الثقة وتُصان فيه مصالح الجميع.

صوت العقل في زمن التوتر

في وقت تعلو فيه أصوات التصعيد والاصطفافات، تمثل الإمارات صوت العقلانية والاعتدال. إنها دولة لا تبحث عن نفوذ مؤقت، بل عن مكانة دائمة قائمة على الاحترام الدولي والتأثير الإيجابي. وهذا ما جعلها شريكًا موثوقًا لدى القوى الكبرى، وعضوًا فاعلًا في المؤسسات الدولية، ووسيطًا يُستأنس برأيه في النزاعات المعقدة.

فالموقف الإماراتي لا يتحدث بلغة الشعارات، بل بلغة الدبلوماسية الهادئة المدعومة بالفعل، إذ لطالما دعمت الإمارات جهود الأمم المتحدة والمبعوثين الدوليين في مناطق الڼزاع، وقدمت مساعدات إنسانية ضخمة للدول المتأثرة بالحروب، من اليمن إلى السودان إلى غزة، ضمن رؤية ترى أن الكرامة الإنسانية لا تتجزأ، والسلام لا بديل عنه.

الانعكاسات الإيجابية للوقف الفوري لإطلاق الڼار

لا يخفى أن أي وقف لإطلاق الڼار في بؤر التوتر، لا يعني فقط إنهاء القتال، بل يحمل في طياته تحولًا نوعيًا نحو الحلول السياسية، ويفتح نافذة لاستعادة الاقتصاد، والتعليم، والخدمات، ومظاهر الحياة الطبيعية. وتؤكد الإمارات أن نجاح وقف إطلاق الڼار يتطلب حزمة دعم إنساني فوري، يترافق مع مبادرات إعادة الإعمار والمصالحة المجتمعية.

ولعل أحد أهم الانعكاسات المرجوة من التهدئة هو استقرار أسواق الطاقة العالمية. فالتوتر في الممرات البحرية لا يؤثر فقط على الدول المتنازعة، بل يمتد إلى الأسواق العالمية، ويزيد من تكلفة النقل والتأمين، ما ينعكس على أسعار النفط والسلع الأساسية. من هنا، فإن وقف إطلاق الڼار هو قرار مسؤول ينعكس على الأمن الغذائي والاقتصادي العالمي.

الإمارات... نموذج للدبلوماسية المتزنة

في ظل بيئة دولية تشهد تراجعًا في دور العقلاء، تبرز الإمارات كنموذج للدبلوماسية الرشيدة، التي توازن بين المبادئ والسياسة، وتُقدّر المصالح دون أن تتخلى عن القيم. فهي لا ترفع لواء السلام من باب الضعف أو المجاملة، بل انطلاقًا من قناعة راسخة بأن التنمية لا تزدهر إلا في ظل الاستقرار، وأن العالم بحاجة إلى قادة يبنون لا يهدمون.

وقد أثبتت تجارب السنوات الماضية أن الرؤية الإماراتية للحلول السياسية، التي تقوم على الحوار، والتهدئة، وبناء الجسور، هي الأكثر قابلية للبقاء والنجاح، مقارنة بالرهانات العسكرية التي ما تلبث أن ټنهار وتُعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.

كلمة ختامية: السلام خيار استراتيجي لا ترف سياسي

لا يُعد ترحيب دولة الإمارات بوقف إطلاق الڼار ودعم حرية الملاحة مجرد موقف عابر في بيان دبلوماسي، بل يعكس قناعة راسخة بأن الحوار والعقلانية ما زالا يشكلان طوق النجاة في عالم تتقاذفه الأزمات وتتشابك فيه المصالح. في زمن يرتفع فيه منسوب التصعيد، تظل الإمارات على موقفها الثابت بأن السلام ليس فقط ضرورة إنسانية، بل خيار استراتيجي يضمن استقرار الشعوب واستدامة التنمية.

وإذا كانت الدول تُقاس بأثرها في أوقات الأزمات، فإن الإمارات تُثبت مرة بعد مرة أنها دولة سلام بالفعل، لا بالقول، تنحاز للبشر قبل الحسابات، وللمستقبل قبل المصالح اللحظية.