فكرة غريبة من أحد خبراء التكنولوجيا للعيش في شقة فاخرة بدون إيجار

موقع أيام تريندز

في ظل الارتفاع المستمر في تكاليف السكن حول العالم، وخصوصًا في المدن الكبرى حيث الإيجارات تصل إلى مستويات خيالية، بات حلم العيش في شقة فاخرة بالنسبة لكثيرين بعيد المنال. لكن في عالم التكنولوجيا، لا وجود للمستحيل، حيث خرج أحد خبراء التقنية مؤخرًا بفكرة مٹيرة، بل أقرب إلى الخيال: العيش في شقة فاخرة دون دفع أي إيجار.

قد تبدو الفكرة للوهلة الأولى غير منطقية، أو حتى خدعة تسويقية، لكن وراء هذا الطرح رؤية مبتكرة قائمة على استغلال أدوات التكنولوجيا الحديثة، والذكاء الاصطناعي، ونموذج الاقتصاد التشاركي، بما يشبه إعادة تعريف مفهوم السكن نفسه.

الفكرة باختصار: الشقة كمصدر دخل وليس كمصروف

يقول صاحب الفكرة، وهو مطوّر تقني يعمل في مجال الابتكار العقاري، إننا ننظر إلى الشقة عادة باعتبارها "تكلفة"، بينما يمكن أن تتحول – بذكاء – إلى "أصل منتج للدخل". لكن كيف؟

الفكرة تقوم على التالي:

يستأجر الشخص شقة فاخرة (أو يحصل على استخدامها من خلال تعاون مع مالك العقار).

ثم يقوم بتحويل هذه الشقة إلى مساحة "ذكية" مزودة بكاميرات ومعدات صوت، ومتصلة بالإنترنت، مع الحفاظ على الخصوصية وفقًا لقوانين الحماية.

تُستخدم الشقة لاحقًا كموقع لتوليد محتوى دائم، سواء عبر البث المباشر، أو إنتاج مقاطع فيديو، أو حتى محاكاة الحياة اليومية بأسلوب واقعي يجذب المتابعين.

يتم بث هذا المحتوى على منصات مثل يوتيوب، تويتش، أو حتى خدمات مدفوعة مثل باتريون أو OnlyFans (وفق الاستخدام الأخلاقي).

العائد المادي من المتابعين، الإعلانات، أو الاشتراكات، يغطّي الإيجار بالكامل، وأحيانًا يُدرّ ربحًا إضافيًا.

بعبارة أخرى: الشخص لا يعيش في الشقة فقط، بل يعيش منها أيضًا.

شقة فاخرة... واستوديو إنتاج في آن واحد

ما يجعل هذه الفكرة جذابة أنها تستفيد من الطلب المتزايد على المحتوى اليومي الواقعي (Reality Content)، حيث يتابع الناس حياة الآخرين بدافع الفضول أو الترفيه أو حتى التعلم. إذا كانت الشقة تتمتع بإطلالة خلابة، أو تصميم داخلي فاخر، فذلك يُعتبر عنصر جذب إضافي.

ومع وجود أدوات تصوير ميسورة الكلفة، يمكن بسهولة تحويل أي غرفة إلى استوديو إنتاج صغير دون أن يبدو ذلك واضحًا في الحياة اليومية. تخيل مثلاً بثًا مباشرًا لروتين صباحي في مطبخ أنيق يطل على المدينة، أو جلسة قراءة على الشرفة مع خلفية بحرية. هذا النوع من المشاهد يحظى بآلاف المشاهدات يوميًا، ويجعل من صاحب الشقة "منتج محتوى دائم".

التحديات الأخلاقية والقانونية

بالرغم من الابتكار الذي تحمله الفكرة، إلا أنها ليست خالية من الجدل. أول ما يطرح من تساؤلات هو مدى التزام هذه الطريقة بمعايير الخصوصية. فهل سيتم تسجيل حياة الشخص بالكامل؟ هل هناك رقابة على نوعية المحتوى؟ وماذا عن الضيوف أو الجيران؟

يؤكد خبير التكنولوجيا أن الالتزام بالشفافية والوضوح مع المالك ومع المنصات مهم جدًا. كما يجب احترام القوانين المحلية التي قد تقيّد التصوير داخل العقارات المؤجرة أو تمنع استخدام العقار لأغراض تجارية دون إذن. كما أن الأمر لا ينجح مع الجميع؛ فالشخص يحتاج إلى مهارات تسويق، وحضور جذاب، والتزام يومي.

هل تصبح هذه الفكرة مستقبل السكن؟

ربما لا تكون هذه الفكرة مناسبة للجميع، لكنها تعكس توجّهًا أوسع نحو "اقتصاد المشاركة" و**"التحول الرقمي في أنماط العيش"**. فمن تأجير غرف على Airbnb، إلى العمل عن بُعد من منازل فاخرة، إلى العيش داخل محتوى رقمي حي، يبدو أن الحدود بين "السكن" و"العمل" و"الربح" بدأت تتلاشى.

ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان صاحب الفكرة أتمتة الكثير من المهام، مثل الرد على المتابعين أو تعديل مقاطع الفيديو، مما يجعل هذا النمط من العيش أكثر واقعية وأقل إجهادًا مما كان عليه قبل سنوات.

خلاصة

قد يرى البعض أن فكرة العيش في شقة فاخرة دون دفع الإيجار هي مجرد حيلة جديدة في عالم التقنية، لكن بالنسبة لآخرين، قد تكون بابًا لحياة مختلفة تمامًا. بين الجدل والفرص، تذكّرنا هذه الفكرة بأن المستقبل لم يعد حكراً على من يملكون الكثير، بل على من يفكرون خارج الصندوق.