وصفات البرانش اللذيذة كيف يتم تحضيرها

موقع أيام تريندز

البرانش ليس مجرد وجبة، بل هو طقسٌ أسبوعي يُحييه الكثيرون حول العالم، حيث تمتزج روائح القهوة الطازجة مع ألوان المائدة المبهجة، وتتدفق الأحاديث بين الأهل والأصدقاء في أجواءٍ من الاسترخاء والبهجة. هذه الوجبة التي تجمع بين الإفطار والغداء تمنحنا الفرصة لتجربة نكهات متعددة، من الحلويات المنعشة إلى الأطباق المالحة الشهية، كل ذلك دون الحاجة إلى الاستيقاظ باكراً أو الانتظار حتى وقت الغداء.  

من بين أكثر الأطباق شعبية في عالم البرانش يأتي طبق البيض بنديكت، الذي يُعتبر تحفةً من تحف المطبخ العالمي. يتميز هذا الطبق بطبقاته المتعددة التي تبدأ بخبز التوست المقرمش، يليه طبقة من اللحم المقدد المقلي أو السلمون المدخن، ثم البيض المسلوق بطريقة تجعل صفاره سائلاً بشكلٍ مثالي. لكن القمة الحقيقية تكمن في صلصة الهولانديز الكريمية، التي تُحضّر بخلط صفار البيض مع عصير الليمون فوق حمام مائي، ثم يُضاف الزبدة الذائبة تدريجياً مع الخفق المستمر حتى تصبح الصلصة ناعمة وكثيفة. تُسكب هذه الصلصة فوق البيض، وتُزيّن برشة من البابريكا أو البقدونس الطازج، لتعطي مذاقاً غنياً وملمساً يذوب في الفم.  

أما بالنسبة للذين يفضلون الحلويات، فإن الفطائر الرقيقة أو البانكيك تُعد خياراً لا يُقاوم. تُحضر هذه الفطائر بخلط الدقيق مع البيكنج باودر، القليل من السكر، والملح، ثم يُضاف الحليب الدافئ والبيض والزبدة المذابة لصنع عجينة ناعمة. تُسكب كميات صغيرة من العجين في مقلاة ساخنة، وعندما تظهر الفقاعات على السطح، يُقلب البانكيك ليُطهى من الجانب الآخر حتى يصبح ذهبياً. تُقدم هذه الفطائر مع شريط من الزبدة الذائبة، وشراب القيقب الكثيف، أو حتى مع الفواكه الموسمية مثل الفراولة والتوت الأزرق، التي تضيف لمسةً منعشةً وحلاوةً طبيعية.  

ولا يمكن الحديث عن البرانش دون ذكر التوست الفرنسي، الذي يُعتبر من أسهل الأطباق تحضيراً، لكن نتائجه دائماً مبهرة. يُنقع خبز البريوش أو الباغيت في خليطٍ من الحليب، البيض، القليل من الفانيليا، والقرفة، ثم يُقلى في مقلاة مع الزبدة حتى يصبح ذهبياً من الخارج وطرياً من الداخل. يُقدم هذا التوست مع رشة من السكر البودرة، أو يُسكب عليه العسل أو شراب القيقب، ويمكن إضافة بعض الفواكه الطازجة مثل الموز أو التين لتعزيز النكهة.  

أما عشاق النكهات الشرق أوسطية، فلا شيء يضاهي متعة تناول الشكشوكة في وجبة البرانش. تُحضر هذه الأكلة الشهية بتحمير البصل والفلفل في الزيت حتى يذبلان، ثم يُضاف الطماطم المفرومة والبهارات مثل الكمون، الكزبرة الجافة، والقليل من الفلفل الحار. تُترك الصلصة على الڼار حتى تثخن، ثم تُكسر البيضات فوقها وتُغطى المقلاة حتى ينضج البيض. تُقدم الشكشوكة ساخنةً مع خبز البيتا أو الخبز الطازج، ويمكن رشها بالبقدونس أو الجبنة البيضاء لتعزيز النكهة.  

ولمن يبحث عن خيار صحي ولكنه لذيذ، فإن وعاء السموذي يُعد خياراً مثالياً. يُخلط الزبادي اليوناني مع ملعقة من العسل ونقاط من الفانيليا، ثم يُوزع في وعاء عميق. يُغطى الزبادي بطبقات من الفواكه مثل المانجو، الكيوي، والتوت، ثم يُضاف بعض الجرانولا للمقرمشة، وبذور الشيا أو اللوز للحصول على جرعة إضافية من البروتين. هذا الطبق ليس فقط جميلاً في مظهره، بل إنه غنيٌ بالعناصر الغذائية التي تمنح الطاقة طوال اليوم.  

أما إذا كنت من محبي الأطباق الدسمة، فإن الوافل المقرمش مع الدجاج المقلي سيكون خياراً مثالياً. تُحضر عجينة الوافل من الدقيق، الحليب، البيض، والزبدة المذابة، ثم تُطهى في آلة الوافل حتى تصبح ذهبية. يُقدم الوافل مع شرائح الدجاج المقرمشة، صلصة الباربيكيو أو العسل الحار، وشرائح المخلل لإضافة لمسة حامضة تزيد من توازن النكهات.  

ولا يُمكن إغفال الأفوكادو توست، الذي أصبح أيقونةً في مقاهي البرانش حول العالم. يُهرس الأفوكادو الناضج مع الملح، الفلفل، وقليل من عصير الليمون، ثم يُفرد على شريحة خبز محمصة. يمكن تزيينه بشرائح الطماطم، البيض المسلوق، أو حتى رش بعض بذور السمسم أو الفلفل الأحمر المجفف لإضافة ألوانٍ زاهية ونكهاتٍ غنية.  

أما المشروبات، فهي الجزء الذي يُكمل تجربة البرانش. لا شيء يضاهي كوب القهوة الطازجة، سواءً كانت إسبريسو، كابتشينو، أو لاتيه. كما أن عصير البرتقال الطازج أو كوكتيل الميموزا (المصنوع من الشمبانيا وعصير البرتقال) يضيفان لمسةً منعشةً ورفاهيةً إلى المائدة.  

في النهاية، البرانش هو أكثر من مجرد وجبة؛ إنه احتفالٌ بالحياة، فرصةٌ للاستمتاع بالأشياء البسيطة، وتجربةٌ تذوقيةٌ تمنحك شعوراً بالرفاهية دون الحاجة إلى الذهاب إلى مطعم فاخر. جرب هذه الوصفات في عطلة نهاية الأسبوع، واستمتع بلحظاتٍ لا تُنسى برفقة أحبائك.