الجمعة 23 مايو 2025

حديقة سرية تحتوي على نباتات من عصور ما قبل التاريخ في قلب المدينة

موقع أيام تريندز

الحديقة السرية: واحة من عصور ما قبل التاريخ في قلب المدينة

المقدمة: اكتشاف غير متوقع

في زحام المدينة الصاخب، بين ناطحات السحاب والطرق المزدحمة، تقبع حديقة سرية تحمل في طياتها أسراراً تعود إلى ملايين السنين. إنها ليست مجرد مساحة خضراء عادية، بل متحف حي لنباتات نادرة من عصور ما قبل التاريخ، نجت من الانقراض وبقيت شاهداً على تاريخ الأرض العريق. كيف وجدت هذه النباتات طريقها إلى قلب المدينة؟ ومن يحافظ على هذه الكنوز النباتية؟ هذا ما سنكتشفه معاً في هذه الرحلة الاستثنائية.

الفصل الأول: البوابة الزمنية الخضراء

تخيل نفسك تمشي في شارع مزدحم، ثم فجأة تجد باباً صغيراً مخفياً بين جدارين قديمين. عند فتحه، تنفتح أمامك عالم آخر تماماً—واحة خضراء تعج بنباتات غريبة الشكل، بعضها يشبه تلك التي رأيناها فقط في أفلام الديناصورات. هذه هي "الحديقة الجوراسية"، كما يطلق عليها القائمون عليها، والتي تحتوي على أنواع نباتية تعود إلى العصر الكربوني والطباشيري.

ومن أبرز نباتات هذه الحديقة:

السيكاسيات: أشجار تشبه النخيل تعود إلى العصر الترياسي، وتعتبر من أقدم النباتات على الأرض.

الجنكة بيلوبا: شجرة تعرف بـ"الحفرية الحية" لأنها تعود إلى 270 مليون سنة.

السراخس العملاقة: التي كانت تغطي الأرض في العصر الكربوني، حيث وصل ارتفاع بعضها إلى 30 متراً.

الفصل الثاني: قصة الحديقة وكيفية الحفاظ على هذه الكنوز

تعود فكرة هذه الحديقة إلى عالم النباتات الدكتور "إيلياس فرح"، الذي قضى سنوات في جمع بذور نادرة من بقاع العالم وحفظها في بنك بذور سري. ثم قرر في التسعينيات إنشاء هذه الحديقة كملاذ آمن لهذه النباتات، بعيداً عن التوسع العمراني.

لكن السؤال الأهم: كيف تمكنت هذه النباتات من البقاء كل هذه الملايين من السنين؟ الإجابة تكمن في:

القدرة على التكيف: بعض هذه النباتات طورت آليات للنجاة في ظروف قاسېة.

الرعاية العلمية: يتم مراقبة التربة ودرجات الحرارة والرطوبة بدقة.

التلقيح الاصطناعي: حيث أن بعضها لم يعد له ملقحات طبيعية.

الفصل الثالث: زيارة إلى العالم المفقود

عند دخولك الحديقة، تشعر وكأنك عدت بالزمن إلى الوراء. الهواء مختلف، الرطوبة أعلى، وحتى روائح النباتات غريبة بعض الشيء. الزوار القلائل الذين يُسمح لهم بالدخول (بسبب حساسية النظام البيئي) يصفون التجربة بـ"السفر عبر الزمن".

ومن أكثر الزوايا إثارة في الحديقة:

ركن الأشجار المتحجرة: حيث يمكنك رؤية سيقان نباتات قديمة متحجرة بجانب نسختها الحية.

بيت السراخس العملاقة: دفيئة خاصة تحاكي مناخ العصر الكربوني الرطب.

نفق الجنكة: ممر مغطى بأوراق الجنكة الذهبية التي تتساقط كقطع نقدية قديمة.

الفصل الرابع: لماذا هذه الحديقة مهمة علمياً؟

لا تعتبر هذه الحديقة مجرد مكان جميل، بل هي مركز أبحاث مهم لعدة أسباب:

دراسة التطور النباتي: كيف تغيرت النباتات على مر العصور؟

اكتشافات طبية: بعض هذه النباتات تحتوي على مركبات قد تكون مفيدة في الطب.

حماية التنوع البيولوجي: فهي بنك جينات حي للنباتات المھددة.

الخاتمة: رسالة من الماضي إلى المستقبل

في زمن التغير المناخي والانقراض الجماعي للأنواع، تذكرنا هذه الحديقة السرية بقدرة الحياة على الصمود. إنها ليست مجرد مجموعة نباتات، بل رسالة من الماضي السحيق تحثنا على الحفاظ على كنوز الأرض.

ربما في زوايا مدينتك أيضاً توجد أماكن سرية مشابهة، تنتظر من يكتشفها. ففي النهاية، التاريخ لا ېموت، بل يختبئ في أماكن غير متوقعة، وينتظر اللحظة المناسبة ليعود إلى الحياة من جديد.