ميسي يلفت الأنظار يساعد عمال النادي ويحقق أمنية طفل صغير

ليونيل ميسي يلفت الأنظار مجددًا: يساعد عمّال النادي ويحقق أمنية طفل صغير
أسطورة الكرة العالمية يتألق خارج الملعب بتواضعه وإنسانيته
في الوقت الذي تُقاس فيه نجاحات اللاعبين غالبًا بعدد الأهداف والبطولات، يُثبت النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أن العظمة الحقيقية تتجاوز المستطيل الأخضر، وتصل إلى قلوب الناس بتصرفات بسيطة، لكنها تحمل معاني عميقة. ففي مشهدين إنسانيين متتاليين، لفت ميسي الأنظار مؤخرًا عندما شوهد وهو يساعد عمّال ناديه الأمريكي إنتر ميامي، ثم فاجأ طفلًا صغيرًا بتحقيق حلمه بلقائه والتقاط صورة معه.
لحظة عفوية مع عمّال النادي
في إحدى الحصص التدريبية التي أقيمت مؤخرًا في مركز تدريب إنتر ميامي، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر ميسي وهو يشارك عمّال النادي في ترتيب معدات التدريب بعد انتهاء التمارين، حيث قام بجمع الكرات وحمل الحواجز التدريبية إلى المخزن برفقة اثنين من الموظفين الفنيين.
ورغم أن مثل هذه المهام تُعتبر خارج نطاق عمل لاعبي الصف الأول، إلا أن ميسي، بابتسامته الهادئة وتواضعه المعتاد، أصرّ على المساعدة، وسط نظرات من الدهشة والامتنان من العاملين.
وقال أحد عمال النادي في تصريح لإحدى القنوات المحلية: لم نطلب منه شيئًا، لكنه اقترب فجأة وبدأ يساعدنا كأنه واحد منّا. إنها لحظة لن أنساها ما حييت. وأضاف: لقد رأينا الكثير من اللاعبين، لكن ما فعله ميسي يُظهر حقًا لماذا هو ليس مجرد نجم كرة، بل إنسان عظيم.
تحقيق حلم طفل صغير
لم تتوقف إنسانية ميسي عند هذا الحد، ففي اليوم ذاته، تم تداول صورة له وهو يحتضن طفلًا صغيرًا يبكي فرحًا بعد أن تحقق حلمه بلقاء النجم الأرجنتيني. الطفل، الذي يُعاني من مرض مزمن، كانت أمنيته الوحيدة أن يرى ميسي وجهًا لوجه. وبفضل تنسيق خاص بين عائلة الطفل والنادي، نُظمت لحظة اللقاء خلال تمرينات الفريق.
وأظهرت اللقطات التي انتشرت كالڼار في الهشيم عبر الإنترنت، ميسي وهو يجثو على ركبتيه ليكون في مستوى الطفل، يتحدث إليه بلطف، ويمنحه قميصه الرسمي موقعًا عليه، قبل أن يلتقطا صورة تذكارية.
وغرّد والد الطفل عبر حسابه قائلاً: لم أرَ ابني يبتسم بهذا الشكل منذ شهور. ميسي لم يحقق فقط أمنية طفل، بل أعاد له الأمل والسعادة.
ردود أفعال واسعة
الواقعتان حظيتا باهتمام كبير من الصحافة الرياضية والجماهير على حد سواء، حيث انهالت التعليقات التي تشيد بتواضع ميسي وروحه الإنسانية، في وقت تشهد فيه كرة القدم العالمية موجة من النجومية المفرطة والابتعاد عن الجماهير.
وكتبت صحيفة ماركا الإسبانية: ميسي لا يتوقف عن إبهار العالم، ليس فقط بقدمه اليسرى الساحرة، بل بقلبه الكبير، بينما قالت شبكة ESPN في تعليقها على الفيديو: هكذا يكون القائد الحقيقي. لا تحتاج إلى صړاخ أو صرامة، بل إلى لمسة إنسانية تُحدث الفرق.
لاعب أسطوري بشخصية متواضعة
لطالما عُرف ميسي بتواضعه منذ أيامه الأولى في برشلونة، حيث لم يسجل طوال مسيرته أي مواقف استعلائية تُذكر، بل بقي وفياً لجذوره ولأسرته ولمبادئه. واليوم، وهو في ختام مسيرته الكروية مع إنتر ميامي، يثبت أن البصمة التي يتركها النجم الحقيقي لا تُقاس فقط بالكؤوس، بل بالأثر الإنساني الذي يتركه خلفه.
وفي زمنٍ تزداد فيه الفجوة بين النجوم وجماهيرهم، يأتي ميسي ليذكّر الجميع بأن الإنسان يمكنه أن يكون بطلاً داخل وخارج الملعب، وأن الشهرة لا تفسد النبل الحقيقي، بل تُظهره أكثر.