وصول أول السائحين البريطانيين إلى ثاسوس،موسم الصيف سيكون مشجعًا

في مؤشر إيجابي على بدء موسم سياحي واعد في أوروبا، استقبلت جزيرة ثاسوس اليونانية أولى دفعات السائحين القادمين من المملكة المتحدة، في خطوة اعتبرها كثيرون إشارة مشجعة إلى عودة الحراك السياحي إلى سابق عهده بعد سنوات من التقلبات والتحديات التي فرضتها الجائحة وتداعياتها الاقتصادية.
بداية مبشّرة لصيف 2025
في ساعات الصباح الأولى من هذا الأسبوع، وصلت مجموعة من السائحين البريطانيين إلى ميناء ليمنَس (Limenas)، عاصمة جزيرة ثاسوس، بعد رحلة جوية أعقبتها رحلة بحرية قصيرة من البر اليوناني. وكان في استقبالهم ممثلون عن السلطات المحلية، إضافة إلى فرق سياحية وفندقية أعدّت برامج ترحيبية مميزة.
يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها انطلاقة فعلية لموسم صيف 2025، الذي يتوقع خبراء السياحة أن يشهد انتعاشًا ملحوظًا في أعداد الزوار الأوروبيين، خاصة القادمين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا.
ويُعزى هذا التفاؤل إلى ارتفاع الحجوزات المسبقة، وتوسيع رحلات الطيران، وتحسن مؤشرات الثقة في الوجهات السياحية اليونانية.
ثاسوس: استعدادات ومرافق حديثة
تُعد جزيرة ثاسوس من أبرز الجزر اليونانية الجاذبة للسياح، نظرًا لموقعها الطبيعي المميز، وتنوع مناظرها من الشواطئ البيضاء مثل Marble Beach، إلى القرى التقليدية ذات الطابع الثقافي المحلي. وقد شهدت الجزيرة خلال الأشهر الماضية تحسينات كبيرة في بنيتها التحتية السياحية، بما في ذلك تطوير المرافئ، وتجديد الفنادق، وتعزيز خدمات النقل والتنقل بين المناطق.
الفنادق والمطاعم من جهتها كثّفت استعداداتها لتوفير تجربة ضيافة عالية المستوى للسائحين، مع التركيز على الجودة، والنظافة، والابتكار في تقديم الأطباق المحلية والمأكولات المتوسطية، التي تعتبر عنصر جذب بحد ذاتها.
دفعة للاقتصاد المحلي
التدفق السياحي البريطاني يشكل دفعة قوية للاقتصاد المحلي في ثاسوس، إذ يعتمد عدد كبير من سكان الجزيرة على قطاع السياحة كمصدر رئيسي للدخل. ويأمل التجار وأصحاب المرافق السياحية في أن يؤدي هذا الموسم إلى تعويض الخسائر التي تكبّدوها في السنوات الماضية، وأن يسهم في تحفيز النشاط الاقتصادي، وتوفير فرص العمل الموسمية.
كما تُظهر البيانات الأولية أن حجوزات الصيف قد ارتفعت بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس عودة الثقة لدى السائح الأوروبي، وخاصة البريطاني، بالوجهات المتوسطية التي لطالما كانت في صدارة خياراته لقضاء العطلات.
ثاسوس ترحب بزوارها بتفاؤل وحفاوة
رحبت بلدية ثاسوس بزوارها الأوائل بأجواء احتفالية بسيطة لكنها معبرة، حيث عُزفت الموسيقى اليونانية التقليدية، ووزعت كتيّبات تعريفية بالجزيرة وأهم معالمها السياحية. وتم التأكيد على توفير بيئة آمنة ومرحبة، مع الالتزام بالمعايير الصحية والوقائية التي ما زالت تُؤخذ في الاعتبار رغم انتهاء ذروة الجائحة.
تقول إحدى السائحات البريطانيات ممن وصلن إلى الجزيرة: كنت أزور ثاسوس قبل الجائحة، واليوم عدت إليها بعد طول انتظار. الجو، والطبيعة، وأسلوب الحياة هنا... كل شيء ساحر.
الوجهات المتوسطية تستعيد بريقها
عودة السائح البريطاني إلى الوجهات المتوسطية مثل ثاسوس تعكس تحوّلاً في المزاج السياحي الأوروبي نحو التوازن بين الراحة، والأصالة، والطبيعة. ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة توافد مزيد من الرحلات السياحية، ليس فقط إلى ثاسوس، بل إلى عدد من الجزر اليونانية الأخرى.
تبقى ثاسوس، بمياهها الفيروزية، وكرم أهلها، وأجوائها المريحة، نموذجًا للوجهة الصيفية المثالية التي يبحث عنها السائح الأوروبي في زمن باتت فيه الراحة النفسية والهروب من صخب المدن هدفًا بحد ذاته.
ومع انطلاق هذا الموسم بنجاح، تبدو المؤشرات الأولية مشجعة، وتؤكد أن صيف 2025 في ثاسوس سيكون بالفعل صيفًا مختلفًا، مليئًا بالحركة، والتجدد، والأمل.