بلقيس فتحي تحيي حفل خيري لمرضى سړطان الأطفال في الكويت

موقع أيام تريندز

بلقيس فتحي تُلهب القلوب في الكويت: حفل خيري يضيء الأمل لمرضى سړطان الأطفال

 

في مشهد جمع بين الفن والإنسانية، وبين الأضواء والدموع، أحيَت النجمة بلقيس فتحي حفلًا خيريًا استثنائيًا في الكويت، كان عنوانه الأبرز: "الفن في خدمة الحياة". الحفل الذي خُصص ريعه بالكامل لدعم أطفال مرضى السړطان، لم يكن مجرد أمسية غنائية فاخرة، بل تحوّل إلى منصة تضامن ووعي، جسدت فيها بلقيس دور الفنان الحقيقي الذي يتجاوز حدود الشهرة نحو رسائل التأثير والاستدامة.

فمن هي بلقيس في هذا السياق؟ وماذا حملت هذه الليلة من رسائل وأصداء؟ وكيف يمكن للفن أن يتحول إلى قوة تغيير فعالة ومستدامة؟

بلقيس: فنانة بمواقف لا تُنسى

ليست المرة الأولى التي تظهر فيها بلقيس فتحي بصورة الفنانة الواعية، فالمطربة اليمنية الإماراتية لطالما استخدمت صوتها في أكثر من مناسبة لدعم القضايا الإنسانية، من التعليم إلى تمكين المرأة، ومن اللاجئين إلى المرضى. إلا أن حفل الكويت جاء ليضعها مجددًا تحت الأضواء من زاوية جديدة: الفن المسؤول.

في قاعة مكتظة بالجمهور من مختلف الأعمار، وبحضور شخصيات رسمية ووجوه إعلامية بارزة، صعدت بلقيس إلى المسرح بقلب مليء بالحب، وغنّت من أجل الصغار الذين يقاتلون مرضًا لا يرحم. كل نغمة كانت بمثابة رسالة أمل، وكل تصفيق كان وعدًا بأن لا أحد وحده في المعركة.

الحفل في التفاصيل: دموع وفرح

احتضن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الحفل مساء الخميس، وسط تنظيم محكم وطابع فني راقٍ. افتتح الحدث بكلمة من ممثل الجمعية الكويتية لدعم الأطفال المصابين بالسړطان، الذي شدد على أهمية هذا النوع من المبادرات التي تمزج بين الترفيه والتوعية.

ثم أطلّت بلقيس بثوب أنيق يحمل ألوان الطيف، رمزًا للأمل، وبدأت بأغنية خاصة للأطفال بعنوان "بكرا أحلى"، تفاعل معها الحضور بحرارة، خصوصًا الأطفال الذين تمت دعوتهم للحضور خصيصًا من المستشفيات.

وتوالت الأغاني بين الطرب الخليجي والموسيقى الحديثة، تخللتها لحظات مؤثرة حين تحدثت بلقيس مباشرة إلى الأطفال قائلة:
"كل واحد منكم بطل... وإحنا هنا نغني من أجلكم، ونحارب معاكم."

الفن من أجل الاستدامة: أكثر من حفل

لكن الأهم من الحفل لم يكن فقط الأضواء والأنغام، بل الرسالة الأعمق التي أرادت بلقيس إيصالها: العمل الخيري ليس فعلاً طارئًا بل التزام مستدام.

فقد أكدت في كلمتها أن "الدعم لا يجب أن يكون مرتبطًا فقط بالمناسبات، بل علينا كفنانين ومؤسسات وشعوب أن نجعل الخير جزءًا من أسلوب حياتنا".

ولم تكتفِ بالحفل، بل أعلنت عن مبادرة مشتركة بين فريقها الفني والجمعية الراعية، لإطلاق حملات توعية مستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي للتبرع پالدم وزيارة الأطفال المرضى، بالإضافة إلى تخصيص جزء من عائدات أغنياتها الرقمية الجديدة لدعم علاج الأطفال.

الأثر المجتمعي: صدى واسع على وسائل التواصل

ما إن انتهى الحفل، حتى ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع مؤثرة من الحدث، حيث تصدّرت وسم #بلقيس_في_الكويت و#أمل_لأطفال_السرطان ترند تويتر في أكثر من دولة عربية.

رواد المنصات الرقمية أشادوا بأداء بلقيس الفني، لكنّ الأهم أنهم أعادوا تداول رسائلها الإنسانية، مشيرين إلى أن "هذا هو الفن الحقيقي الذي يصنع الفرق".

وفي مشهد مؤثر، انتشر مقطع قصير لطفلة من المرضى وهي تعانق بلقيس وتقول: "أنا بحبك قد الدنيا"، لترد الفنانة: "وأنا بحبك أكثر... وإنتِ أقوى من الدنيا".

الكويت: حاضنة للفن الإنساني

لم يكن اختيار الكويت مكانًا عابرًا لهذا الحفل، فالدولة الخليجية تُعرف بتاريخها الطويل في دعم المبادرات الإنسانية، ورعايتها للمشاريع الخيرية الصحية والتعليمية.

ويؤكد القائمون على الجمعية أن حفل بلقيس هو بداية لسلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى دمج الفن بالعمل الخيري، في خطوة لتطوير آليات الاستدامة المجتمعية، وجعل الدعم مستمرًا عبر وسائل مبتكرة وجذابة للجمهور.

خاتمة: حين يُغنّي القلب قبل الحنجرة

ما فعلته بلقيس في تلك الليلة كان أكثر من غناء، وأكثر من مجرد حفل. لقد كانت صوتًا لمن لا صوت له، وأملًا لمن لا دواء له.

فهي لم تستخدم شهرتها لأغراض تسويقية، بل حولتها إلى منصة تأثير وإنقاذ، مؤكدة أن الفنان الحقيقي هو من يسكن قلوب الناس، لا فقط شاشاتهم.

وفي عالم يتخمنا بالنجومية الزائفة، تبرز نماذج مثل بلقيس لتعيد الاعتبار لفكرة "الفنان الإنسان"، وتؤسس لجيل جديد من الفن الهادف والمستدام.