سائح أمريكي يُطعن على سياج معدني في الكولوسيوم أثناء التقاط صورة سيلفي

تفاصيل الحاډث المروع: كيف وقع السائح الأمريكي ضحېة سياج الكولوسيوم؟
في مشهد مأساوي شهدته العاصمة الإيطالية روما، تعرض سائح أمريكي يبلغ من العمر 47 عاماً لإصابة خطېرة أثناء زيارته لمعلم الكولوسيوم الشهير. الحاډث وقع في حوالي الساعة الخامسة مساءً يوم الجمعة في ساحة "بيازا ديل كولوسيو"، عندما حاول السائح تسلق أحد الأسوار المعدنية المحيطة بالموقع الأثري لالتقاط صورة سيلفي.
وأثناء تسلقه السياج المعدني، فقد توازنه وسقط من ارتفاع، ليستقر جسده على أحد الأسياخ الحادة التي اخترقت عموده الفقري. كان السائح، الذي يقيم في تايوان، برفقة عائلته وأصدقائه عند وقوع الحاډث. وسرعان ما استُدعيت فرق الإسعاف التي استغرقت أكثر من 20 دقيقة لتحرير جسده من السياج وسط حالة من الذهول والذهول بين الحاضرين.
اللحظات الأخيرة قبل السقوط: سيلفي يتحول إلى مأساة في قلب روما
بحسب شهود عيان، بدا السائح متحمسًا لالتقاط صورة استثنائية توثق لحظاته في أحد أشهر المعالم الأثرية في العالم. إلا أن هذه الحماسة تحولت إلى مأساة، حيث أدى تجاهله لتحذيرات السلامة إلى لحظة فقدان توازن كادت تودي بحياته.
وقد أوضح فريق الإسعاف أن الرجل فقد كمية كبيرة من الډم أثناء انتظاره على السياج، وكان في حالة شبه فقدان للوعي عند نقله إلى مستشفى "سان جيوفاني"، حيث خضع لعملية جراحية دقيقة تَطَلَّبَت أكثر من 80 غرزة.
التسلق من أجل السيلفي: خطړ خفي في مواقع سياحية تاريخية
تزايدت في السنوات الأخيرة الحوادث المرتبطة بمحاولات السياح التقاط صور سيلفي في أماكن غير آمنة. الكولوسيوم، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ألفي عام، لم يسلم من هذه الظاهرة. ورغم وجود تحذيرات متعددة تمنع الزوار من الاقتراب من بعض الأسوار والتسلق عليها، لا يزال بعض السياح يتجاهلونها بحثًا عن لقطة مثالية.
الحاډثة الأخيرة تفتح باب التساؤلات حول ضرورة تشديد الرقابة في مثل هذه المواقع الحساسة، لاسيما وأنها لا تُمثل خطرًا على السائح فحسب، بل تهدد سلامة المعالم الأثرية ذاتها.
موجة من الحوادث الممېتة: هل ېهدد السيلفي الأمن السياحي في إيطاليا؟
الحاډث الذي شهده الكولوسيوم ليس الأول من نوعه، بل يندرج ضمن سلسلة من الحوادث المرتبطة بالتقاط صور السيلفي في المواقع السياحية الإيطالية. في عام 2022، سقط سائح أمريكي في فوهة بركان جبل فيزوف أثناء محاولته التقاط صورة، مما أدى إلى إصابته بچروح بالغة.
كما شهد الكولوسيوم نفسه حوادث مشابهة. ففي عام 2015، أُلقي القبض على سائحتين أمريكيتين بعد قيامهما بنقش أحرف أسمائهما على أحد جدران المعلم، قبل أن تلتقطا صورة سيلفي. وفي 2023، أثار سائح آخر ضجة بعد قيامه بنقش اسمه واسم شريكته على جدار آخر من الكولوسيوم.
تشير هذه الحوادث إلى ظاهرة متنامية تتطلب تدخلًا حازمًا من السلطات المحلية والسياحية للحد من التهور الذي بات ېهدد الأرواح والتراث معًا.
السياحة غير المسؤولة: كيف تضر تصرفات السياح بالمواقع الأثرية؟
إلى جانب المخاطر التي يتعرض لها السياح أنفسهم، تتسبب هذه السلوكيات غير المسؤولة في أضرار مباشرة على المواقع الأثرية. الكولوسيوم، الذي يستقبل أكثر من 7 ملايين زائر سنويًا، يعاني من آثار السلوك اللامسؤول لبعض الزوار الذين يعمدون إلى تسلق الجدران، النقش على الحجارة، أو تجاوز الحواجز الأمنية.
وقد دفعت هذه التجاوزات السلطات الإيطالية إلى فرض غرامات صارمة تصل إلى 20 ألف يورو، إضافة إلى تكثيف الحضور الأمني، وتثبيت كاميرات مراقبة حديثة لمتابعة سلوك الزوار بشكل دائم.
السلطات الإيطالية تتدخل: التحقيقات في حاډثة السائح الأمريكي بالكولوسيوم
عقب الحاډث، باشرت السلطات الإيطالية بفتح تحقيق رسمي شمل استجواب السائح الأمريكي وأفراد عائلته. ورغم أن الحاډث لم يكن نتيجة اعتداء أو فعل جنائي متعمد، فإن الشرطة تدرس إمكانية توجيه تهم تتعلق بانتهاك التعليمات العامة وتعريض النفس للخطړ في موقع تاريخي.
ويُتوقع أن تتعاون السلطات مع الجهات السياحية لاتخاذ إجراءات وقائية إضافية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، بما في ذلك زيادة الإشارات التحذيرية وتعزيز حضور موظفي الإرشاد في الموقع.
السبل الوقائية: كيف يمكن للسياح تفادي حوادث السيلفي في الأماكن الأثرية؟
في ضوء تكرار هذه الحوادث، بات من الضروري نشر الوعي بين السياح حول أهمية احترام التعليمات الخاصة بالمواقع الأثرية.
توصي الجهات المختصة باتباع النصائح التالية:
الالتزام بالتعليمات والإشارات التحذيرية داخل المواقع السياحية.
تجنب تسلق الأسوار أو الاقتراب من الحواف المرتفعة.
الامتناع عن التقاط الصور في الأماكن التي قد تعرض الشخص للخطړ.
حضور جولات إرشادية لزيادة الفهم بأهمية الموقع وتاريخه.
احترام القوانين المحلية والمحافظة على الإرث الثقافي.
خاتمة
تُسلط حاډثة الكولوسيوم الضوء على جانب مظلم من ثقافة السيلفي التي باتت تسيطر على تجارب السفر لدى العديد من السياح. وبينما يسعى البعض لتوثيق لحظاتهم بلقطات مٹيرة، يدفعون أحيانًا أثمانًا باهظة، سواء على المستوى الصحي أو القانوني.
يبقى احترام التعليمات والوعي بأهمية المواقع التاريخية ضرورة لا غنى عنها، لضمان سلامة الزوار، وصون الإرث الإنساني الذي تمثله معالم كالكولوسيوم، التي شهدت عبر قرون من الزمن حضارات وصراعات، وتستحق أن نحافظ عليها لا أن نجعلها شاهدة على تهور عصري عابر.