ثغرة أمنية في توليد كلمات المرور المدعومة بالذكاء الاصطناعي

موقع أيام تريندز

ثغرة أمنية في توليد كلمات المرور المدعومة بالذكاء الاصطناعي تثير القلق: حذارِ من "الأمان المزيف"

في زمن تتسارع فيه التقنيات وتتعمق فيه الحاجة إلى الأمان الرقمي، برزت تحذيرات جديدة بشأن استخدام أدوات توليد كلمات المرور المدعومة بالذكاء الاصطناعي... "الأمان" الذي نثق به قد لا يكون بتلك القوة التي نتصورها.

التفاصيل: ثغرة قد تعصف ببياناتك

كشف باحثون في مجال الأمن السيبراني عن وجود ثغرة أمنية خطېرة في بعض خوارزميات توليد كلمات المرور التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي تُسوَّق على أنها أكثر أمانًا وتعقيدًا مقارنة بالطرق التقليدية.

الثغرة، بحسب التقرير الصادر عن شركة "سايبر لوك" المتخصصة في أمن المعلومات، تكمن في أن عددًا من منصات توليد كلمات المرور تعتمد على أنماط وبيانات تدريبية قابلة للتنبؤ بشكل يفوق التوقعات. هذا يعني أن كلمات المرور المولدة، رغم تعقيدها الظاهري، قد تتبع نمطًا يمكن للمخترقين المحترفين قراءته وتحليله.

كيف يحدث هذا؟

يشرح الدكتور سامر مراد، خبير الأمن السيبراني في مؤسسة الشرق الأوسط للتكنولوجيا، أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي التي تُستخدم لهذا الغرض تعتمد على مجموعات بيانات قديمة أو غير متنوعة بما يكفي، ما يجعلها تقع في خطأ "التكرار النمطي".

"المشكلة تكمن في أن النماذج تتعلم بناءً على ما تُقدَّم لها من بيانات. إذا كانت هذه البيانات متحيزة أو محدودة، فهي ستنتج كلمات مرور يمكن التنبؤ بها بدرجة أو بأخرى"، يقول مراد.

وأضاف: "المهاجمون يستخدمون الآن أدوات ذكاء اصطناعي لتحليل هذه الأنماط واستكشاف نقاط الضعف، وهذا ما يجعلنا أمام سباق جديد تمامًا بين الذكاء الاصطناعي والھجمات الذكية المضادة."

شركات التكنولوجيا: بين الاعتراف والطمأنة

ورغم الخطۏرة الواضحة، كانت ردود فعل شركات التكنولوجيا الكبرى متباينة. بعض المنصات سارعت إلى طمأنة المستخدمين بأن الثغرة لا تشمل جميع الأنظمة وأنها قيد التحقيق، بينما اعترفت منصات أخرى بوجود "إشكاليات محدودة".

شركة "باي سيف" الأمريكية، إحدى الشركات المتضررة، أكدت في بيان أنها تعمل على تحديث نماذجها ببيانات جديدة وأكثر تعقيدًا، داعية المستخدمين إلى تفعيل المصادقة الثنائية كإجراء وقائي.

هل الذكاء الاصطناعي خطړ علينا؟

بالتأكيد ليس الذكاء الاصطناعي بحد ذاته هو الخطړ، بل الاعتماد عليه بشكل أعمى دون مراجعة دورية أو رقابة صارمة. الخطأ هنا ليس في الأداة، بل في الافتراض بأنها مثالية.

يُشير خبراء إلى أن الحدث يذكّرنا بأن الأمان المطلق غير موجود، وأن التطور التكنولوجي يجب أن يرافقه تطور في أدوات الحماية.

نصائح عاجلة للمستخدمين:

1. لا تعتمد فقط على الذكاء الاصطناعي: يمكنك استخدام كلمات مرور مولدة بالذكاء الاصطناعي، لكن أضف إليها لمستك الخاصة!
2. تفعيل المصادقة الثنائية (2FA): أضف طبقة أمان إضافية دائمًا.
3. تغيير كلمات المرور بشكل دوري: لا تنخدع ببريق "القوة الظاهرية" لكلمات مرورك.
4. تجنّب استخدام كلمة مرور واحدة لأكثر من حساب.

 سباق غير منتهٍ

في النهاية، نحن أمام مرحلة جديدة من التحديات الرقمية. الذكاء الاصطناعي سيبقى أداة جبارة لتأمين حياتنا الرقمية، لكنه كذلك بحاجة إلى عقول نقدية تُراقب وتختبر وتُصحّح... لأن أيّ "ثقة عمياء" قد تضعنا في مرمى سهام المخترقين.