هل تعلم أن جبلًا في كندا يصدر أصواتًا تشبه الناي عند هبوب الرياح

ما هو الجبل الذي يُصدر صوت الناي في كندا؟
الجبل الذي يُعرف بقدرته العجيبة على إصدار أصوات تشبه عزف الناي هو جبل كاسكايد (Cascade Mountain)، ويقع في مقاطعة ألبرتا الكندية، بالقرب من مدينة بانف الشهيرة، ضمن سلسلة جبال الروكي.
في ظروف مناخية خاصة، وعندما تهب الرياح بسرعة واتجاه معينين، يصدر الجبل أصواتًا طبيعية أشبه بصوت صفير أو نغمة ناعمة شبيهة بناي موسيقي، الأمر الذي يثير دهشة الزوار ويضفي على المكان طابعًا سحريًا.
ما هو سر هذه الأصوات؟
الظاهرة التي تحدث في جبل كاسكايد تعود إلى مبدأ فيزيائي يُعرف باسم الرنين الهوائي.
ويحدث ذلك عندما تتسلل الرياح إلى شقوق أو فجوات طبيعية داخل الصخور، فتبدأ هذه الفتحات في العمل مثل آلة موسيقية هوائية، تمامًا كما في آلة الناي أو المزمار. تقوم الرياح بتحفيز حركة الهواء داخل هذه التجاويف، مما يُنتج ذبذبات صوتية تتردد داخل الصخرة وتخرج على شكل نغمة مميزة.
وما يجعل هذه الظاهرة مٹيرة للاهتمام هو أن الشكل الطبيعي لتجاويف الجبل وأبعادها يلعب دورًا كبيرًا في تحديد نوع الصوت الناتج. عندما تتطابق هذه العوامل مع سرعة الرياح المناسبة، ينتج عنها صوت متناغم يشبه العزف على آلة موسيقية حقيقية، وهو أمر نادر في الطبيعة.
هل هذه الظاهرة نادرة في العالم؟
رغم غرابة الظاهرة، إلا أنها ليست فريدة تمامًا. توجد أماكن أخرى حول العالم تظهر فيها أصوات غير معتادة نتيجة تفاعل الرياح مع عناصر طبيعية. من بين أبرز هذه الأمثلة:
كهف الغناء في الولايات المتحدة: كهف يُصدر أصداء صوتية غريبة عند التحدث أو الغناء داخله، بسبب طريقة تصميم تجاويفه الطبيعية.
صخور الصفير في الصين: تشتهر بعض التكوينات الصخرية بإصدار أصوات شبيهة بالصفير عند مرور الرياح بينها، وتُعرف شعبيًا باسم "الصخور الناطقة".
الغناء الرملي في الصحارى: في مناطق معينة من الصحارى، خصوصًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تصدر الكثبان الرملية أصواتًا عميقة تشبه الطنين أو الهدير عند انزلاق كتل كبيرة من الرمال، وتعرف هذه الظاهرة باسم "الغناء الرملي".
لكن على الرغم من وجود هذه الظواهر الأخرى، يتميز جبل كاسكايد بأنه أحد القلائل في العالم التي تُصدر نغمات موسيقية طبيعية متناسقة، أشبه بعزف هادئ على آلة ناي، دون تدخل بشړي أو أدوات صناعية.
جاذبية سياحية واهتمام علمي
تحظى هذه الظاهرة الفريدة باهتمام كبير من الزوار ومحبي الطبيعة، حيث يقصد العديد من السياح الجبل في مواسم معينة أملًا في سماع تلك "الموسيقى الطبيعية".
كما يجذب الجبل اهتمام العلماء والجيولوجيين الذين يدرسون العلاقة بين التضاريس والصوت، لفهم أعمق لآليات انتقال الموجات الهوائية في الصخور، وتأثير الشكل الجيولوجي على تكوين الأصوات.
خاتمة
جبل كاسكايد هو أكثر من مجرد معلم طبيعي في كندا، إنه مثال مدهش على قدرة الطبيعة على إنتاج الجمال في أبسط أشكاله.
أن يُصدر جبل موسيقى تشبه الناي بفعل الرياح وحدها، لهو دليل على أن الطبيعة لا تزال تحتفظ بأسرار تدهشنا وتلهمنا، وتذكرنا بأن الفن والموسيقى يمكن أن ينبعثا حتى من الصخور والهواء.