الجمعة 23 مايو 2025

هل حذرت الأساطير الإفريقية من الذكاء الاصطناعي كيف ذلك؟

موقع أيام تريندز

الأساطير الأفريقية وتحذيراتها من الذكاء الاصطناعي رؤى قديمة لمخاطر حديثة
مقدمة التراث الأسطوري كمرآة للمستقبل
في عصر يتسارع فيه تطور الذكاء الاصطناعي بشكل مذهل يبحث الكثيرون عن إجابات حول المخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا. ومن المفارقات أن بعض الإجابات قد نجدها في أقدم مصادر المعرفة البشرية الأساطير. بينما ناقش الكثيرون تحذيرات الأساطير الإغريقية من الذكاء الاصطناعي كما في أسطورة تالوس العملاق المعدني والعذارى الذهبيات فإن الأساطير الأفريقية الغنية تحتوي بدورها على رؤى عميقة حول علاقة البشر بالتكنولوجيا والقوى الخارقة.
الأساطير الأفريقية وكائنات القوى الخارقة
في ثقافة يوروبا التقليدية بغرب أفريقيا توجد كائنات مقدسة تسمى أوريشاس تتمتع بقوى إلهية خارقة. هذه الكائنات الأسطورية انتشرت مع تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي إلى مناطق مثل البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية . الأوريشاس تمثل قوى طبيعية واجتماعية ويمكن اعتبارها بمثابة تمثيلات أسطورية للقوى التكنولوجية الفائقة في عصرنا.
الفنان النيجيري أديه أوكيلارين المعروف باسم Àsìkò استكشف هذه الأساطير في سلسلتيه الفنية Guardians و Myth and Legend حيث مزج بين التصوير التقليدي وتقنيات الذكاء الاصطناعي لخلق أعمال فنية تعيد تصور هذه الكائنات الأسطورية . هذا المزج بين القديم والحديث يكشف عن روابط عميقة بين الأساطير الأفريقية وتصوراتنا المعاصرة عن الذكاء الاصطناعي.
التشابه مع الأساطير العالمية
لاحظ أوكيلارين أثناء أبحاثه تشابها مذهلا بين آلهة ثقافة اليوروبا والأساطير الغربية. على سبيل المثال الإله سانغو في ثقافة اليوروبا يشبه الإله الاسكندنافي ثور بينما الإلهة أولوكون التي تمثل البحر لها نظيرها اليوناني بوسيدون . هذه التشابهات تشير إلى أن التحذيرات من القوى الخارقة التي تفوق السيطرة البشرية هي موضوع متكرر في الأساطير عبر الثقافات.
الذكاء الاصطناعي كصندوق باندورا الأفريقي
في الأساطير اليونانية يحذر صندوق باندورا من مخاطر المعرفة غير المقيدة . وبشكل مشابه تحتوي الأساطير الأفريقية على تحذيرات من الاستخدام غير الحكيم للقوى الخارقة. الفنان أوكيلارين يرى أن عمله الفني يمثل التطلع إلى الوراء للنظر إلى الأمام أي استخدام التراث الثقافي لفهم الحاضر واستشراف المستقبل .
في ثقافات أفريقية أخرى توجد قصص عن سحرة أو آلهة تمنح البشر قوى خارقة لكن هذه القوى غالبا ما تأتي بثمن باهظ أو تؤدي إلى عواقب غير مقصودة. هذه الحكايات يمكن قراءتها كتحذيرات أسطورية من التكنولوجيا التي قد تفوق فهمنا أو سيطرتنا.
التوازن بين القوة والحكمة
العديد من الأساطير الأفريقية تؤكد على أهمية التوازن بين القوة والحكمة. على عكس بعض الرؤى الغربية التي تركز على التقدم التكنولوجي كغاية في حد ذاته تقدم التقاليد الأفريقية نموذجا أكثر شمولية يأخذ في الاعتبار العلاقات المجتمعية والروحية. هذا النموذج يحذر من أن القوة بدون حكمة يمكن أن تكون مدمرة وهي رسالة بالغة الأهمية في عصر الذكاء الاصطناعي.
الخاتمة الأساطير كدليل أخلاقي
في حين أن الأساطير الأفريقية لا تتحدث صراحة عن الذكاء الاصطناعي بالمعنى الحديث فإنها تحتوي على حكمة عميقة حول العلاقة بين البشر والقوى التي تتفوق عليهم. كما يعبر الفنان أوكيلارين في عالم تتزايد فيه العولمة من المهم الحفاظ على حس الهوية الذي يقود نحو الهياكل المجتمعية الأفضل .
الأساطير الأفريقية مثلها مثل غيرها من التقاليد الأسطورية العالمية تذكرنا بأن التقدم التكنولوجي يجب أن يقترن بالحكمة الأخلاقية والمسؤولية المجتمعية. في عصر الذكاء الاصطناعي قد تكون هذه الدروس القديمة هي أكثر ما نحتاج إليه.