السيارة البرمائية: حين قررت العجلات أن تسبح

السيارة البرمائية حين قررت العجلات أن تسبح
في لحظة ما من التاريخ جلس أحدهم وحدق في البحر ثم الټفت إلى سيارته وتساءل لماذا لا تسير هذه العجلات فوق الماء لم يكن ذلك مجرد حلم أو خيال جامح بل كان بذرة اختراع مذهل غير قواعد التنقل وفتح أبوابا نحو عالم لا تعترف فيه المركبات بالفصل بين البر والماء.
مرحبا بك في عالم السيارة البرمائية الكائن الهجين الذي يمزج براعة الطريق بسحر البحار ويسير بك حيث لا تجرؤ الطرق أن تمتد.
ما هي السيارة البرمائية
هي ليست قاربا عليه عجلات ولا سيارة تخاف البلل بل هي مركبة ذكية ومرنة صممت خصيصا للسير فوق اليابسة والمياه بنفس الكفاءة تقريبا. هي رمز للابتكار تجسد قدرة الإنسان على كسر الحواجز التي فرضتها الطبيعة.
السيارة البرمائية تشبه إلى حد كبير السيارات التقليدية من الخارج لكنها تخفي في أحشائها نظاما مزدوجا للقيادة يجعلها تنزلق على الماء كما تسير على الطريق.
كيف تعمل
السحر في التقنية.
في اللحظة التي تلامس فيها السيارة سطح الماء تفعل أنظمة الدفع البحري قد تكون مراوح مائية أو محركات نفاثة أو حتى دافعات كهربائية. في الوقت ذاته تسحب العجلات أو تثبت بآلية تقلل مقاومتها للماء.
أما الهيكل فمصنوع من مواد خفيفة ومضادة للتآكل مثل ألياف الكربون أو الألمنيوم المقاوم مع تصميم يشبه بدن القارب من الأسفل ليمنحها توازنا وسرعة في العوم.
أشهر النماذج التي تحدت الطبيعة
Gibbs Aquada
هذه السيارة البريطانية الخارقة تأخذك من الطريق إلى الماء خلال أقل من 10 ثوان. سرعتها البرية تقارب 160 كمس أما على سطح الماء فتبحر بسرعة 50 كمس. وهي السيارة التي قادها الملياردير ريتشارد برانسون لعبور القنال الإنجليزي.
WaterCar Panther
من كاليفورنيا إلى المحيط تأتي هذه السيارة الأمريكية التي تبدو كسيارة جيب كلاسيكية لكنها تتحول إلى زورق بسرعات تصل إلى 72 كمس على الماء. تصميمها المفتوح يجعلها مثالية لمغامرات الصيف.
Amphicar Model 770
السيارة التي سبقت عصرها. أنتجت في ألمانيا خلال الستينيات وبيعت في الولايات المتحدة كسيارة ترفيهية. رغم تقنيتها البسيطة مقارنة باليوم فإنها تركت أثرا كبيرا في عالم المركبات البرمائية.
أين تستخدم هذه المركبات
ليست السيارة البرمائية رفاهية فحسب بل هي أداة متعددة الاستخدامات
في السياحة تستخدم لرحلات تنقلك من شوارع المدينة إلى ضفاف الأنهار بسلاسة.
في الإنقاذ والإغاثة خصوصا أثناء الفيضانات والكوارث الطبيعية.
في الجيش حيث تستعمل لنقل الجنود والعتاد عبر الأنهار والمستنقعات.
وحتى في أحلام المغامرين الذين يبحثون عن وسيلة للهروب من الملل!
مستقبل السيارة البرمائية
مع تطور التكنولوجيا بات من الممكن تصور مستقبل تصبح فيه السيارات البرمائية أمرا شائعا في المدن الساحلية وربما نراها في خدمات التاكسي أو حتى كبديل للتنقل بين الجزر.
الشركات الآن تتجه نحو الطاقة النظيفة وتطوير نماذج برمائية تعمل بالكهرباء أو الهيدروجين ما يعني أن المركبة القادمة لن تكون فقط برمائية بل صديقة للبيئة أيضا.
هل يمكن اقتناؤها
نعم لكنها ليست رخيصة. تبدأ أسعار السيارات البرمائية من حوالي 100000 دولار وقد تصل إلى أضعاف ذلك حسب المواصفات. كما أنها تتطلب ترخيصا مزدوجا بري وبحري في بعض الدول مما يجعل امتلاكها تحديا إداريا بقدر ما هو مغامرة تقنية.
في الختام عندما يصبح المستحيل وسيلة نقل
السيارة البرمائية ليست مجرد وسيلة مواصلات بل هي فكرة جريئة قررت أن تسير فوق ما كنا نظنه غير قابل للسير. هي قصة شجاعة ميكانيكية تهمس لك بأن لا شيء يقف في وجه الإبداع البشري... لا حتى الماء.
فهل سنراها في شوارعنا يوما أم ربما في موانئنا
المستقبل يطفو وهو أقرب مما نظن.