لماذا نشعر بـ'وهم' سقوط الهاتف أثناء النوم

موقع أيام تريندز

لماذا نشعر بـ'وهم' سقوط الهاتف أثناء النوم؟
يُعد شعور "سقوط الهاتف أثناء النوم" من الظواهر التي قد يعاني منها الكثيرون أثناء استرخائهم أو محاولتهم النوم. هذا الشعور المفاجئ والمربك، الذي يتضمن إحساسًا وكأن الهاتف أو شيء آخر يسقط من اليد، قد يكون محيرًا للعديد من الأشخاص. في هذا المقال، نستعرض الأسباب العلمية وراء هذه الظاهرة، كيفية التعامل معها، بالإضافة إلى النصائح التي قد تساعد في التقليل من تأثيراتها.

1. تعريف ظاهرة "وهم سقوط الهاتف"
تُعرف هذه الظاهرة علميًا بـ "Hypnic Jerk" أو "Sleep Start"، وهي تحدث عندما يشعر الشخص فجأة وكأن شيئًا ما يسقط من يده أثناء الاسترخاء أو النوم. يمكن أن تكون هذه الظاهرة مزعجة، وقد يعاني منها الأشخاص بعد يوم طويل من الإجهاد أو عند استخدام التكنولوجيا لفترات طويلة قبل النوم.

لا تقتصر هذه الظاهرة على الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف فقط، بل قد تحدث أيضًا مع أشياء أخرى مثل الكتاب أو المفاتيح. ولكن، تساهم الأجهزة الإلكترونية الحديثة بشكل كبير في انتشار هذه الظاهرة.

2. أسباب حدوث الوهم
التشويش العصبي
من أبرز أسباب هذه الظاهرة هو التشويش العصبي الذي يحدث عند الانتقال من اليقظة إلى النوم. أثناء هذه المرحلة، يدخل الدماغ في حالة من الاسترخاء، لكنه قد يرسل إشارات غير صحيحة إلى الجسم. في بعض الأحيان، يعتقد الدماغ أن الجسم في خطړ، ما يؤدي إلى شعور السقوط المفاجئ.

التحفيز المفرط قبل النوم
يؤدي الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قبل النوم، مثل الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة، إلى زيادة النشاط الذهني. هذا التحفيز المفرط يؤثر على الدماغ ويجعله في حالة من الاضطراب أثناء الانتقال إلى النوم، مما يسبب هذه الظاهرة. الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يعطل إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يتحكم في دورة النوم، مما يزيد من احتمال حدوث الوهم.

التوتر والقلق
تلعب العوامل النفسية مثل التوتر والقلق دورًا كبيرًا في هذه الظاهرة. الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق أو الذين يمرون بتجارب ضاغطة يكونون أكثر عرضة لتجربة هذه الظاهرة. التوتر يمكن أن يجعل الدماغ أكثر حساسية، مما يسبب ردود فعل غير متوقعة أثناء النوم.

3. الآلية العلمية وراء الوهم
يشير العلماء إلى أن الوهم يحدث عندما يكون الدماغ في مرحلة الانتقال من اليقظة إلى النوم، وهي المرحلة التي يعرفها البعض بالحالة الانتقالية بين النوم واليقظة. في هذه المرحلة، يعمل الدماغ على تصنيف وتنظيم المعلومات الواردة، وأحيانًا قد يُخطئ في تفسير الإشارات العصبية، مما يؤدي إلى شعور السقوط المفاجئ.

يعتقد بعض العلماء أن هذه الظاهرة قد تكون رد فعل تطوري. فالأجداد كانوا يعيشون في بيئات غير مستقرة حيث كانت حياتهم مھددة أثناء النوم. وبالتالي، كان الجسم يرسل إشارات تحذيرية للدماغ ليشعر الفرد أنه يسقط ويحاول تجنب السقوط.

4. الإحصائيات حول الظاهرة
تشير الدراسات إلى أن حوالي 70% من الأشخاص قد يعانون من هذه الظاهرة في مرحلة ما من حياتهم. الأمر ليس مقتصرًا على فئة معينة من الأشخاص؛ فهي قد تحدث في أي مرحلة من العمر، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق أو قلة النوم هم أكثر عرضة لهذه الظاهرة.

كما أن هناك ارتباطًا بين زيادة استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم وبين تكرار هذه الظاهرة. الشخص الذي يقضي وقتًا طويلاً على الهاتف أو الجهاز اللوحي قبل النوم، يكون أكثر عرضة لتجربة "وهم السقوط".

5. كيفية التخفيف من الظاهرة
تقليل استخدام الهاتف قبل النوم
أفضل طريقة للتقليل من هذه الظاهرة هي تقليل التفاعل مع الهاتف أو الأجهزة الإلكترونية قبل النوم. يُنصح بتحديد وقت معين للابتعاد عن الشاشات قبل النوم، حوالي ساعة إلى ساعتين على الأقل، ليتيح للدماغ فرصة للهدوء والاستعداد للنوم.

تقنيات الاسترخاء
تساعد تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل على تهدئة الجسم والدماغ قبل النوم. هذه التقنيات تعمل على تقليل مستويات التوتر وتعزيز الانتقال السلس من اليقظة إلى النوم، مما يقلل من حدوث هذه الظاهرة.

النوم الكافي
الحصول على قسط كافٍ من النوم يُعد أمرًا بالغ الأهمية. الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم أو الأرق هم أكثر عرضة لتجربة هذه الظاهرة. تنظيم وقت النوم والتأكد من الحصول على نوم كافٍ يساعد في تقليل تأثير هذه الظاهرة.

6. الاستنتاجات
لا داعي للقلق من "وهم سقوط الهاتف"؛ فمعظم الحالات تكون غير ضارة ولا تستدعي العلاج الطبي. في الواقع، قد تكون هذه الظاهرة مجرد استجابة طبيعية للجسم عند الانتقال من اليقظة إلى النوم. ولكن إذا كانت هذه الظاهرة تزعج الشخص بشكل متكرر أو تؤثر على نوعية النوم، فقد يكون من الأفضل تعديل بعض العادات اليومية مثل تقليل استخدام الهواتف قبل النوم، وممارسة تقنيات الاسترخاء.

خلاصة
"وهم سقوط الهاتف" هو ظاهرة شائعة ولكن غير ضارة تحدث نتيجة لعدة عوامل نفسية وعصبية. مع زيادة استخدام التكنولوجيا والتوتر، أصبح هذا الوهم أكثر شيوعًا في العصر الحديث. من خلال فهم الأسباب العلمية وراء هذه الظاهرة وتطبيق بعض التغييرات في العادات اليومية، يمكن تقليل تأثيراتها على النوم.

إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من هذه الظاهرة، فلا داعي للقلق. بالقيام ببعض التعديلات البسيطة في روتينك اليومي، يمكنك الحد من تأثيرها والاستمتاع بنوم هادئ وصحي