الجمعة 23 مايو 2025

مېتا تطلق مساعد ذكائي جديد يتميز بأسلوبه الاجتماعي

موقع أيام تريندز

في خطوة جديدة نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة مېتا (Meta)، المالكة لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، عن إطلاق مساعدها الذكي الجديد، الذي يتميز بقدرات متقدمة في التفاعل مع المستخدمين بأسلوب اجتماعي أقرب إلى البشر من أي وقت مضى. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من رؤية مېتا الطويلة المدى لجعل تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر قربًا واندماجًا في الحياة اليومية، ليس فقط كأداة تقنية، بل كشخصية رقمية يمكن التفاعل معها بطلاقة وطبيعية.

مساعد ذكي بأسلوب اجتماعي... ما الذي يميّزه؟

بعكس المساعدين التقليديين الذين يركزون على إعطاء الأوامر وتنفيذ المهام، مثل ضبط المنبه أو إعطاء تحديثات الطقس، فإن مساعد مېتا الجديد تم تطويره ليكون شخصية تفاعلية اجتماعية يمكن التحدث معها ومشاركتها الآراء والأفكار، بل وحتى المزاح معها.

يتميز هذا المساعد بأسلوب محادثة طبيعي، يتفاعل مع المستخدمين بمشاعر وتعابير شبيهة بالبشر، ويأخذ بعين الاعتبار السياق العام للحوار ونبرة الحديث. على سبيل المثال، إذا تحدث المستخدم بأسلوب فكاهي أو استخدم تعبيرات غير رسمية، فإن المساعد يستجيب بأسلوب مشابه يعكس طبيعته "الاجتماعية".

تكنولوجيا مدعومة بنماذج لغوية متقدمة

يعتمد هذا المساعد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وبشكل خاص على نماذج لغوية ضخمة تم تدريبها على كميات هائلة من البيانات العامة والمحادثات الواقعية. وصرحت مېتا أن المساعد مدمج مباشرة ضمن منصاتها المختلفة، ما يتيح له الوصول إلى المعلومات في الوقت الفعلي، سواء من خلال محادثات الماسنجر، أو المنشورات على فيسبوك، أو حتى القصص على إنستغرام.

ومع مرور الوقت، سيتعلم المساعد من أسلوب المستخدمين وتفضيلاتهم، مما يجعله أكثر تخصيصًا وقدرة على تقديم إجابات تتناسب مع شخصية كل مستخدم على حدة.

التكامل مع منصات مېتا: تجربة استخدام سلسة

أحد أبرز عناصر قوة هذا المساعد هو تكامله العميق مع تطبيقات مېتا. يمكن للمستخدمين استدعاء المساعد في أي وقت أثناء تصفحهم للمنصة، سواء عبر إرسال سؤال في دردشة، أو كتابة استفسار في شريط البحث. كما تم تضمينه في أدوات مثل "ريلز" (Reels) و"القصص"، حيث يمكنه اقتراح أفكار للمحتوى، أو تعديل نصوص، أو حتى كتابة تعليقات بأسلوب مميز.

على سبيل المثال، إذا كنت تكتب منشورًا على فيسبوك ولم تجد الكلمات المناسبة، يمكنك ببساطة أن تطلب من المساعد مساعدتك في الصياغة، وسيقترح لك عبارات بأساليب متنوعة تتوافق مع نبرة حديثك.

أهداف مېتا من تطوير هذا المساعد

تهدف مېتا من خلال إطلاق هذا المساعد الذكي إلى تحقيق عدة أهداف:

تعزيز تجربة المستخدم:
من خلال تقديم مساعد رقمي ليس فقط ينفذ الأوامر، بل يتفاعل بشكل طبيعي، مما يجعل التجربة أكثر غنى ومرونة.

زيادة التفاعل داخل التطبيقات:
من خلال تقديم اقتراحات ومساعدة آنية في إنشاء المحتوى أو الرد على التعليقات، ما يزيد من وقت بقاء المستخدم داخل التطبيق.

مواكبة منافسة الذكاء الاصطناعي:
مع دخول شركات كبرى مثل مايكروسوفت وجوجل إلى سباق المساعدين الذكيين، تسعى مېتا إلى أن يكون لها موقع ريادي عبر تقديم منتج يتميز بطابعه الاجتماعي المختلف.

الخصوصية والأمان... قيد المراقبة

رغم الحماسة التي صاحبت إطلاق المساعد الجديد، لم تغب المخاۏف المتعلقة بالخصوصية عن الأذهان. فقد تساءل البعض حول كيفية استخدام مېتا للبيانات التي يتم جمعها من تفاعلات المستخدم مع المساعد، وهل سيتم تخزين المحادثات أو استخدامها لتحسين أداء الذكاء الاصطناعي؟

وفي هذا السياق، أكدت مېتا أن المستخدمين سيكون لديهم سيطرة كاملة على بياناتهم، وأن المعلومات التي يتم مشاركتها مع المساعد تخضع لسياسات الخصوصية الصارمة، مع إمكانية حذف السجلات في أي وقت.

نظرة مستقبلية

يبدو أن مېتا تراهن على أن مستقبل الإنترنت ليس فقط في التفاعل البصري أو النصي، بل في وجود مساعدين رقميين اجتماعيين يرافقون المستخدمين، ويتعلمون منهم، ويوجهونهم بشكل فطري وطبيعي. ومن المتوقع أن تتوسع وظائف المساعد مستقبلاً ليشمل مهام أكثر تطورًا، مثل تقديم توصيات تسويقية، المساعدة في التعليم الذاتي، أو حتى بناء صداقات رقمية حقيقية.

ومع ازدياد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، يبدو أن هذا النوع من المساعدين سيكون عنصرًا محوريًا في تجربة المستخدم، وسيساهم في إعادة تشكيل العلاقة بين الإنسان والتقنية.