روبوتات صغيرة يمكنها تنظيف شرايين القلب كيف تعمل؟

موقع أيام تريندز

الروبوتات المجهرية: مستقبل تنظيف شرايين القلب بدقة فائقة  
في تطور يُعيد تعريف حدود الطب الحديث، أصبحت روبوتات مجهرية بحجم حبات الرمل أملًا جديدًا لملايين المرضى حول العالم الذين يعانون من انسداد الشرايين. تعتمد هذه التكنولوجيا على دمج الهندسة الدقيقة والذكاء الاصطناعي لتنظيف الأوعية الدموية بفعالية غير مسبوقة، مما قد يقلل الاعتماد على الجراحات التقليدية عالية الخطۏرة. يستعرض هذا التقرير آلية عمل هذه الروبوتات، تطبيقاتها السريرية، والتحديات التي تواجهها قبل الانتشار الواسع.  

كيف تعمل هذه الروبوتات الدقيقة؟

1. التحكم عبر المجالات المغناطيسية
تُوجه معظم الروبوتات باستخدام مجالات مغناطيسية خارجية. على سبيل المثال، طوّر باحثون في جامعة دريكسل روبوتات على شكل سلاسل حديدية تُحاكي حركة البكتيريا اللولبية، حيث تدور تحت تأثير المغناطيسية لاختراق اللويحات الدهنية في الشرايين.  

2. تصميمات مستوحاة من الطبيعة  
ابتكر فريق في جامعة توينتي الهولندية روبوتات حلزونية مطبوعة بتقنية 3D، قادرة على السباحة عكس تدفق الډم، مما يمكنها من الوصول إلى مناطق معقدة في الجهاز الدوري.  

3. أنظمة ملاحة مستقلة 
في كوريا الجنوبية، يجري اختبار نظام "آي-رامان" الذي يعتمد على خرائط وعائية ثلاثية الأبعاد لتمكين الروبوتات من تحديد الانسدادات بدقة، وإزالتها دون تدخل جراحي.  

التطبيقات الطبية الثورية  

• علاج تصلب الشرايين 
بدلًا من العمليات الجراحية التقليدية، يمكن لهذه الروبوتات تفكيك اللويحات المتراكمة وإطلاق أدوية تمنع عودة الانسداد، مع تجنب المضاعفات بنسبة تصل إلى 40%.  

• إنقاذ مرضى السكتات الدماغية
في حالات السكتات الإقفارية، تستطيع الروبوتات إزالة الجلطات خلال دقائق، مقارنةً بساعات في الطرق الحالية، مما ينقذ أنسجة الدماغ من التلف الدائم.  

• توصيل الأدوية بدقة نانوية
بإمكان بعض النماذج حمل أدوية مضادة للالتهاب أو السړطان، وإطلاقها مباشرةً في الأنسجة المصاپة، مما يقلل الآثار الجانبية على الجسم.  

مزايا تفوق التقنيات التقليدية 
- تدخل طفيف التوغل: لا تتطلب سوى فتحة صغيرة لإدخال الروبوت.  
- دقة متناهية: الوصول إلى شرايين يقل قطرها عن 0.5 مم.  
- فترة نقاهة أقصر: خروج المرضى من المستشفى خلال 24 ساعة.  
- مواد آمنة: تصنع بعض الروبوتات من مركبات قابلة للتحلل الحيوي.  

التحديات والعقبات

1. تعقيدات فيزيائية
يتطلب التحكم في حركة الروبوتات داخل الډم – سائل غير نيوتوني – تطوير خوارزميات متقدمة لضمان استقرارها، خاصة في الشرايين المتعرجة.  

2. مخاۏف أمانية 
رغم استخدام مواد صديقة للجسم، لا تزال هناك حاجة لضمان عدم حدوث التهابات أو تلف في جدران الأوعية الدموية.  

3. التكلفة العالية 
تبلغ تكلفة تطوير الجيل الحالي من الروبوتات ملايين الدولارات، لكن الخبراء يتوقعون انخفاضها بنسبة 70% بحلول 2030.  

تعاون عالمي لتحقيق الحلم  
- الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية: مشروع مشترك بقيمة 18 مليون دولار لتجريب الروبوتات على البشر بحلول 2029.  
- الاتحاد الأوروبي: تمويل أبحاث بقيمة 12 مليون يورو لتحسين كفاءة الروبوتات في علاج أمراض الشرايين التاجية.  
- الشرق الأوسط: تعتزم السعودية والإمارات استضافة مراكز أبحاث متخصصة في هذا المجال خلال السنوات القادمة.  

ماذا يخبئ المستقبل 
- 2025-2027: تجارب سريرية موسعة على الحيوانات الكبيرة مثل الخنازير.  
- 2028-2030: الحصول على موافقات هيئات الدواء العالمية لاستخدام الروبوتات في حالات الطوارئ الطبية.  
- بعد 2030: دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي لتمكين الروبوتات من اتخاذ قرارات مستقلة خلال العمليات.  

الخاتمة: نحو طب دقيق خالٍ من المشاق  
تُشكل الروبوتات المجهرية نقلةً نوعية في مكافحة أمراض القلب، التي تحصد أرواح 18 مليون شخص سنويًا. بينما لا تزال التكنولوجيا في مراحلها التجريبية، فإن التعاون بين علماء المواد، المهندسين البيوميكانيكيين، والأطباء يُسرع من وصولها إلى العيادات. قد يصبح يومًا ما تنظيف الشرايين إجراءً روتينيًا يُجرى في عيادات صغيرة، دون حاجة لغرف عمليات أو تخدير عام، مما يحول أحلام الطب الدقيق إلى واقع ملموس.