بحيرة تتحول إلى لون وردي في الصيف فقط.. ما السر؟

بحيرة تتحول إلى لون وردي في الصيف فقط.. ما السر؟
في ظاهرة طبيعية غريبة وجميلة، تتحول بعض البحيرات في العالم إلى لون وردي ساطع خلال فصل الصيف، مما يثير تساؤلات العلماء والمراقبين على حد سواء. من بين هذه البحيرات، تبرز بحيرة "هاردينغ" في أستراليا، حيث يكون اللون الوردي أكثر وضوحًا في أشهر الصيف، ما يجعلها واحدة من عجائب الطبيعة التي تجذب الزوار.
كيف تتحول البحيرة إلى اللون الوردي؟
السر وراء هذه الظاهرة يعود إلى مزيج من عدة عوامل بيئية وكيميائية. التفسير العلمي الأكثر شيوعًا يشير إلى أن التغير في اللون ناتج عن وجود أنواع معينة من الكائنات الحية التي تزدهر في الظروف الحارة والجافة، مثل "الميكروبات الملحية" أو "الطحالب". هذه الكائنات تتغذى على الأملاح والمواد العضوية في مياه البحيرة، وتحول تلك المواد إلى صبغات حمراء ووردية تحت تأثير الحرارة والملوحة العالية.
في حالات معينة، عندما تزداد درجة حرارة المياه وتصل إلى مستويات معينة من الملوحة، تنشط الطحالب التي تحتوي على صبغة "بيكولين"، التي تمنح المياه هذا اللون المميز. كما أن البحر الذي يحتوي على مستوى عالٍ من الملح يعزز من نمو هذه الكائنات الدقيقة بشكل أكبر.
العوامل المؤثرة في تغيير اللون
لا تقتصر هذه الظاهرة على كونها حدثًا موسميًا فحسب، بل تتأثر أيضًا بعدة عوامل بيئية أخرى، مثل كمية الأمطار، التي تساهم في زيادة ملوحة المياه أو تقليلها. في حال كانت الأمطار قليلة، فإن تركيز الأملاح في البحيرة يزداد، مما يعزز من ظهور اللون الوردي. على الجانب الآخر، إذا كانت الأمطار غزيرة، قد يقل تركيز الأملاح وتختفي الظاهرة مؤقتًا.
أين تحدث هذه الظاهرة؟
تنتشر ظاهرة البحيرات الوردية في بعض الأماكن النائية حول العالم. على سبيل المثال، تتمتع بحيرة "هاردينغ" في أستراليا بهذه الميزة التي تجعلها وجهة سياحية شهيرة، بالإضافة إلى بحيرة "لاگونا روزا" في تشيلي، وبحيرة "هوت سبرينغ" في الولايات المتحدة.
في بعض الحالات، تتواجد البحيرات الوردية في مناطق صحراوية حيث الظروف المناخية القاسېة من حرارة مرتفعة وجفاف تعزز من ظهور اللون. لكن، مع التغيرات البيئية المحتملة نتيجة للتغيرات المناخية، قد يصبح من الصعب الحفاظ على هذه الظاهرة كما هي.
دلالات بيئية وفوائد دراستها
تعد هذه البحيرات الوردية مصدرًا مهمًا للبحث العلمي، حيث يمكن أن تقدم معلومات حول التفاعلات بين الكائنات الحية وبيئاتها. كما أن دراسة هذه الظاهرة تساهم في فهم تأثيرات التغيرات المناخية على الأنظمة البيئية المحيطية. أيضًا، يمكن أن تساعد في الكشف عن كيفية تكيف الكائنات الحية في البيئات القاسېة.
الظاهرة الفريدة التي تحول البحيرات إلى اللون الوردي خلال فصل الصيف تظل واحدة من عجائب الطبيعة التي تثير اهتمام العلماء والمهتمين. ومع ازدياد الدراسات حول هذه الظاهرة، من المتوقع أن يكشف المزيد عن أسرار هذه البحيرات، مما يعزز من فهمنا لكيفية تفاعل الكائنات الحية مع بيئاتها في ظل تغيرات المناخ.