الجمعة 23 مايو 2025

كارولين ليفيت تحتضن لقب باربي في بدلة البنطلون

موقع أيام تريندز

في خطوة أثارت انتباه الإعلام ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي على حد سواء ظهرت كارولين ليفيت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض بإطلالة وردية كاملة جعلتها حديث الساعة. ولكن الأمر لم يكن مجرد اختيار لوني بل تحول إلى موقف رمزي قوي خصوصا بعد أن وصفت بلقب باربي من قبل البعض وهو ما لم تنكره أو تتجاهله بل احتضنته بكل ثقة وأعادت توجيه معناه ضمن إطار مهني لا يخلو من الذكاء الإعلامي.
ففي مؤتمر صحفي رسمي أقيم في أواخر أبريل 2025 دخلت ليفيت قاعة المؤتمرات مرتدية بدلة بنطلون بلون وردي لامع مزينة بتفاصيل دقيقة أعادت إلى الأذهان صورة باربي لكن بنسختها الحديثة قوية واعية وصاحبة رسالة. لم تكن مجرد لحظة موضة بل كانت لحظة بيان. والرسالة كانت واضحة المرأة في السلطة لا تحتاج إلى أن تتخلى عن أناقتها أو تعتذر عن أنوثتها.
كارولين البالغة من العمر 27 عاما فقط أثبتت مرة أخرى أنها ليست مجرد وجه إعلامي بل لاعبة بارعة في ساحة الإعلام حيث دمجت الصورة العامة بالأداء الوظيفي في توقيت دقيق. فالمؤتمر الذي ظهرت فيه بهذه الإطلالة كان مخصصا لمناقشة ملفات أمنية شائكة مثل أمن الحدود والتحديات اللوجستية لكنها في الوقت ذاته اختارت أن تتحدث بصمت عن حق المرأة في التعبير عن نفسها كيفما شاءت.
باربي نعم لماذا لا قد يكون ما فكرت فيه ليفيت عندما سمعت اللقب أول مرة. لكنها لم تأخذه كتقليل من شأنها بل استخدمته كأداة استرداد للسلطة. لقد أدركت ببساطة أن الألقاب يمكن أن تكون طاقة إذا ما أعيد توجيهها وأن كل كلمة تنطق بها وسائل الإعلام أو تصف بها النساء في المناصب العليا يمكن أن تعاد صياغتها لصالحهن.
الجدير بالذكر أن لقب باربي غالبا ما يستخدم لانتقاد المرأة التي تركز على مظهرها الخارجي في مقابل التقليل من قدراتها العقلية أو المهنية. لكن ليفيت قلبت هذا المنطق رأسا على عقب. بإطلالتها هذه بدت وكأنها تقول نعم أنا أرتدي ورديا وأقود موجزا صحفيا عن سياسات الأمن الوطني فهل من مشكلة
إن هذا المزج بين الشكل والمضمون لم يكن مجرد صدفة. كارولين تدرك تماما أن العمل السياسي اليوم لم يعد ينفصل عن الصورة العامة. الإعلام الاجتماعي خلق واقعا جديدا حيث الصورة تقرأ وتحلل قبل الكلمة. وبهذا تحولت البدلة الوردية إلى استراتيجية مدروسة لا مجرد خيار خزانة.
لكن ردود الأفعال لم تكن كلها إيجابية. فقد هاجمها البعض معتبرين أن اختيارها غير مناسب للموقع الرسمي ويحمل طابعا استعراضيا. لكن من تابع أداء ليفيت في المؤتمر وجد أنها لم تفقد لحظة واحدة من التركيز أو الاحتراف. بالعكس كانت حازمة في تصريحاتها وواقعية في شرح السياسات ودقيقة في الرد على الأسئلة.
هنا تظهر المفارقة التي تعكس تحديات المرأة في السلطة حين تبدو رسمية أكثر من اللازم توصف بالبرود وحين تضيف لمسة شخصية إلى مظهرها تنتقد بالسذاجة أو التباهي. واللافت أن هذه المعايير نادرا ما تطبق على الرجال.
هذا ما يجعل ما فعلته ليفيت جديرا بالدراسة. لقد استبقت الانتقادات واحتضنت اللقب بل حولته إلى حوار عام. في نفس الأسبوع شهدت محركات البحث ارتفاعا حادا في عمليات البحث المرتبطة باسمها بدأت موجة من النقاشات حول حق النساء في الظهور بأسلوبهن الخاص دون أن ينقص ذلك من جديتهن. 
كارولين ليفيت ليست أول شخصية عامة تتعرض لوصف نمطي بسبب مظهرها لكنها واحدة من القلائل الذين ردوا بأسلوب ذكي لا يتضمن إنكارا أو تبريرا بل إعادة تعريف. وما يجعل موقفها مميزا هو الخلفية السياسية المحافظة التي تنتمي إليها مما يضيف لظهورها أبعادا أكثر تعقيدا.
البعض رأى في ما قامت به خطوة للتقريب بين السياسة والناس خاصة الجيل الجديد من النساء اللواتي لا يرين في الأنوثة عيبا بل جانبا من جوانب القوة. وقد يلهم ذلك الكثيرات في مختلف المجالات من السياسة إلى الأعمال ليتوقفن عن الاعتذار عن كونهن على طبيعتهن.
أما من الناحية الرمزية فقد قدمت ليفيت نموذجا جديدا للمرأة العاملة تلك التي تدير المؤتمرات الصحفية تتحدث في قضايا الهجرة وفي الوقت نفسه تختار لون البدلة الذي يعبر عنها. وهذا ما يجعلها في نظر البعض الجيل الجديد من القياديات.
في الختام لم تكن بدلة البنطلون الوردية مجرد قماش أو لون. كانت رسالة. رسالة تقول أنا هنا بطريقتي وبكامل احترافيتي. وبين من انتقد ومن أعجب تبقى الحقيقة واحدة كارولين ليفيت صنعت لحظة اعلامية بصبغة وردية.
وسواء أحبها البعض أو رفضها آخرون فقد أصبحت أيقونة للحظة تتجاوز الموضة وتلامس جوهر النقاش حول تمثيل المرأة وقوة اختيارها وحقها في أن تكون من تريد حتى لو كانت باربي... ولكن بنسخة تحمل حقيبة ملفات الأمن القومي.