ديفيد باتون، مؤسس مستشفى العيون الطائر، ېموت عن عمر يناهز 94 عامًا

في 3 أبريل 2025، وافته المنية د. ديفيد باتون عن عمر يناهز 94 عامًا في منزله بمدينة رينو بولاية نيفادا الأمريكية، مخلفًا وراءه إرثًا رائدًا في مجال طب العيون العالمية .

د. باتون، المولود في 16 أغسطس 1930 بمدينة بالتيمور، نشأ في عائلة طبية عُرِفت بإنجازاتها في علوم العين، فكان والده ريتشارد تاونلي باتون مؤسِّس أول بنك للقرنية في العالم، وجده ستيوارت باتون أخصائي الأمراض العصبية والنفسية .

حصل باتون على درجته الجامعية من جامعة برينستون عام 1952 ثم تخرّج في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز عام 1956، قبل أن يلتحق بمعهد ويلمر لطب العيون في ذات الجامعة ويبدأ مسيرة أكاديمية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود .

في أواخر السبعينات، طرح د. باتون فكرة تحويل طائرة مدنية إلى مستشفى عائم لتدريب أطباء العيون في الدول النامية ومعالجة حالات العمى المبكر، وتمكّن من جمع تبرعات بلغت نحو 1.25 مليون دولار لتحويل أول طائرة من طراز “دي سي-8” تبرعت بها خطوط يونايتد إيرلاينز عام 1982 .

أسَّس باتون في عام 1970 منظمة “مشروع أوربس” (التي أصبحت لاحقًا منظمة أوربس العالمية)، وتولّى منصب المدير الطبي فيها حتى عام 1982، ثم استمر في دعمها والترويج لزمالة ديفيد باتون في طب العيون العالمي حتى سنواته الأخيرة .

ساهمت مستشفيات “أوربس الطائرة” التي سعت إلى نقل الخبرات الجراحية ورفع مهارات الكوادر المحلية في أكثر من 95 دولة، وأجريت عبرها عشرات الآلاف من العمليات التدريبية والعلاجية، ما جعل من هذه المبادرة علامة فارقة في مكافحة العمى حول العالم .

لعب د. باتون أدوارًا قيادية في مؤسسات بارزة مثل كلية بايلور للطب ومعهد ويلمر، وحاز على جوائز مرموقة من بينها وسام جوقة الشرف الفرنسي وشهادة المواطن الرئاسية الأمريكية تقديرًا لإسهاماته الإنسانية والطبية .

يبقى إرث د. ديفيد باتون حيًّا في قلوب ملايين من المرضى والمتدربين وأطباء العيون الذين أنقذوا بصرهم بفضل رؤيته المبتكرة وإيمانه بأهمية نقل المعرفة إلى حيث الحاجة ملحة .