إطلاق أول دواء عالمي لتساقط الشعر الوراثي بنتائج دائمة

في تقدم طبي مبهر، أفادت دراسة حديثة عن إمكانية علاج الصلع الوراثي لدى الرجال والنساء باستخدام مادة طبيعية موجودة داخل الجسم، وهي جل السكر الديوكسيريبوز، الذي يُعد مكونًا أساسيًا في تركيب الحمض النووي.
هذا الاكتشاف قد يفتح آفاقًا جديدة لعلاج تساقط الشعر بشكل دائم، ويقدم أملاً لملايين المصابين بهذه الحالة حول العالم.

بداية الاكتشاف: من شفاء الچروح إلى إعادة إنبات الشعر
خلال أبحاث أجريت لدراسة تأثير سكريات الديوكسيريبوز على شفاء چروح الفئران، لاحظ العلماء ظاهرة مٹيرة للاهتمام؛ حيث بدأ الفراء بالنمو مجددًا حول مناطق الآفات بشكل أسرع مقارنة بالفئران التي لم تتلق العلاج.
هذه الملاحظة دفعت الباحثين إلى التعمق أكثر في دراسة تأثير الجل على تساقط الشعر الوراثي.
وفي دراسة نُشرت في يونيو، استخدم فريق البحث فئرانًا ذكورًا تعاني من تساقط الشعر الناتج عن التعرض لهرمون التستوستيرون، وهو هرمون معروف بتسببه في حالات الصلع الوراثي لدى البشر.
تمت إزالة الفراء من ظهور الفئران، ثم تم تطبيق جرعة يومية صغيرة من جل السكر الديوكسيريبوز على الجلد المكشوف.
نتائج مذهلة في فترة وجيزة
خلال أسابيع قليلة، لاحظ الباحثون نموًا قويًا وكثيفًا للفراء في المناطق المعالجة بالجل.
تميز الشعر الجديد بكونه أطول وأكثر سماكة مقارنةً بالشعر السابق، ما يدل على فعالية الجل في تحفيز بصيلات الشعر وتحسين جودته.
وأظهرت النتائج أن جل الديوكسيريبوز كان فعالًا بنفس كفاءة عقار مينوكسيديل الشهير، المعروف تجاريًا باسم روجيين، والذي يُعد العلاج الموضعي الأكثر استخدامًا لعلاج تساقط الشعر الوراثي. هذا الإنجاز قد يشير إلى أن العلاج الجديد قد يصبح بديلاً طبيعياً وأكثر أمانًا لمواجهة الصلع الوراثي.
دور السكر الطبيعي في تعزيز تدفق الډم
تعليقًا على هذا الإنجاز، قالت مهندسة الأنسجة البارزة، شيلا ماكنيل من جامعة شيفيلد:
تشير أبحاثنا إلى أن الإجابة على علاج تساقط الشعر قد تكون بسيطة بقدر استخدام سكر الديوكسيريبوز الطبيعي لتعزيز تدفق الډم إلى بصيلات الشعر، مما يشجعها على النمو مجددًا.
وتعزز هذه النظرية فكرة أن تحسين إمدادات الډم والتغذية إلى البصيلات قد يكون مفتاح إعادة إنبات الشعر بشكل صحي وطبيعي.
مقارنة بين العلاجات وتأثير الجمع بينها
اختبر الفريق العلمي كذلك فعالية العلاج الجديد عند استخدامه بمفرده مقارنة باستخدامه بالتوازي مع مينوكسيديل. وقد أظهرت النتائج أن كلًا من جل السكر ومينوكسيديل عززا نمو الشعر بنسبة تتراوح بين 80 إلى 90% لدى الفئران المصاپة بالصلع الوراثي.
ومع ذلك، لوحظ أن الجمع بين العلاجين لم يُحدث فرقًا جوهريًا إضافيًا مقارنة باستخدام أي منهما بمفرده، ما يشير إلى أن جل السكر الديوكسيريبوز يمكن أن يكون كافيًا كعلاج مستقل بحد ذاته.
نحو طرح العلاج للعامة
في ضوء هذه النتائج المشجعة، يتوقع العلماء أن يتم الانتقال قريبًا إلى التجارب السريرية على البشر، مع وضع خطط لطرح الدواء عالميًا في حال تأكدت النتائج الإيجابية خلال الدراسات البشرية.
وسيتم الإعلان لاحقًا عن شروط استخدام العلاج، والتي من المتوقع أن تتضمن إشرافًا طبيًا دقيقًا لضمان السلامة والفعالية.
هذا الاكتشاف يمثل بارقة أمل جديدة لملايين الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر الوراثي، وقد يكون مقدمة لعصر جديد من العلاجات الطبيعية الفعالة في مجال الطب التجميلي.