الجمعة 23 مايو 2025

المخرج ياسر الياسري يكشف عن أول فيديو كليب بالذكاء الاصطناعي

موقع أيام تريندز

في مشهد يشهد تسارعًا مذهلًا بفضل التكنولوجيا الحديثة، استطاع المخرج العراقي المعروف ياسر الياسري أن يسجل اسمه كأحد أوائل المبدعين الذين دمجوا تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج الفيديو كليب الغنائي، وذلك من خلال إطلاق كليب أغنية "اللبوة" للفنان محمود التركي.

ماذا يميز هذا الفيديو الكليب؟

الفارق الجوهري في كليب "اللبوة" أنه تم إنجازه دون استخدام أي تصوير تقليدي أو كاميرات أو مواقع تصوير حقيقية. جميع المشاهد والشخصيات التي ظهرت في الفيديو تم إنشاؤها بواسطة برمجيات ذكاء اصطناعي، قادرة على محاكاة الحركات، الإيماءات، وأجواء الكليب بأسلوب يبدو طبيعيًا وسلسًا للغاية.

بكلمات أخرى، الكليب هو نتاج خيال رقمي صُنع بالكامل داخل أجهزة الحاسوب، مما يمثل ثورة حقيقية في عالم صناعة الموسيقى المصورة.

تعليقات ياسر الياسري على التجربة

عبر المخرج ياسر الياسري عن دهشته وسعادته من خلال منشور شاركه مع متابعيه على إنستغرام، حيث قال:

"لو قال لي أحدهم عندما أخرجت أول عمل لي قبل 23 عامًا، أنه سيأتي يوم يمكن فيه صنع فيديو كليب كامل من دون كاميرا، باستخدام الذكاء الاصطناعي فقط، لما صدقته. لكن اليوم أصبح الخيال حقيقة!"

هذه الكلمات تعكس الإحساس العميق بالتغيير الكبير الذي يشهده الوسط الفني بفضل تسارع التطور التقني.

تفاصيل أغنية "اللبوة"

الكلمات: كتبها الشاعر محمد الواصف.

الألحان: وضعها الفنان محمود التركي بنفسه.

التوزيع والمكساج والماسترينغ: كانت بإشراف الموزع الموسيقي علي الأمير.

اللهجة: الأغنية باللهجة العراقية، وتحمل طابعًا إيقاعيًا عصريًا يعزز جاذبيتها بين الجمهور الشبابي.

تم إطلاق الأغنية عبر القناة الرسمية لمحمود التركي على منصة "يوتيوب"، وحققت تفاعلًا ملحوظًا خلال الأيام الأولى من صدورها.

الذكاء الاصطناعي وتأثيره على صناعة الفيديو كليبات

استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الكليبات يطرح عدة أبعاد وتأثيرات مستقبلية، أبرزها:

خفض التكاليف
تقليديًا، تتطلب صناعة فيديو كليب تكلفة مرتفعة تشمل الإضاءة، الديكورات، السفر، استئجار مواقع التصوير، أجور الكوادر الفنية، إلخ. الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يقلل هذه التكاليف بشكل كبير.

المرونة الإبداعية
بفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن للمخرج أن يصنع عوالم خيالية أو مشاهد درامية معقدة يصعب تنفيذها بالوسائل التقليدية.

السرعة في الإنتاج
بدلاً من أسابيع أو أشهر من التصوير والمونتاج، يمكن إنتاج كليب كامل خلال أيام قليلة باستخدام برمجيات الذكاء الاصطناعي.

الټهديد للوظائف التقليدية
في المقابل، قد يؤدي هذا التطور إلى ټهديد وظائف بعض المصورين، الفنيين، ومصممي الديكور العاملين في مجال الإنتاج التقليدي.

تحديات الاعتماد على الذكاء الاصطناعي

رغم الفرص الكبيرة، إلا أن هنالك تحديات حقيقية تواجه هذه التقنية:

فقدان اللمسة البشرية: العمل الفني يحمل عادةً إحساسًا خاصًا يُصعب استنساخه رقميًا بالكامل.

قضايا حقوق الملكية: قد تنشأ نزاعات قانونية تتعلق بملكية الصور والمشاهد المنتجة بالذكاء الاصطناعي.

مقاومة الجمهور: بعض الجماهير تفضل الأعمال الحقيقية الملموسة على الإنتاج الرقمي البحت.

من هو ياسر الياسري؟

يُعد ياسر الياسري من أبرز المخرجين العراقيين والعرب، ويمتلك رصيدًا حافلًا في إخراج العديد من الأعمال الغنائية والدرامية الناجحة. عمل مع كبار نجوم الساحة الغنائية العربية وقدم عدة تجارب إخراجية مميزة سواء في الفيديو كليبات أو السينما.

لطالما عُرف عن الياسري اهتمامه بالتجديد والتقنيات الحديثة، ما يفسر خطوته الجريئة هذه في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إخراج عمل غنائي كامل.

هل ستكون "اللبوة" بداية جديدة؟

نجاح تجربة "اللبوة" قد يفتح المجال أمام فنانين آخرين لاستكشاف هذا الأسلوب الجديد في الإنتاج، سواء في الأغاني أو حتى في السينما والإعلانات التجارية. مع التطور المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي، قد يصبح استخدامه معيارًا طبيعيًا في المستقبل القريب.

خلاصة

خطوة المخرج ياسر الياسري بإخراج أول فيديو كليب باستخدام الذكاء الاصطناعي تمثل أكثر من مجرد إنجاز شخصي؛ إنها إعلان صريح بأن الفن يدخل مرحلة جديدة، أكثر تداخلًا مع التكنولوجيا. وبينما تبقى التحديات قائمة، لا شك أن آفاق الإبداع أصبحت أوسع من أي وقت مضى.

الذكاء الاصطناعي لا يُلغي دور الإنسان، بل يمنحه أدوات إضافية لإطلاق العنان لخياله بلا حدود.