مهرجان الشارقة للفنون يعلن عن جناحه الثوري للذكاء الاصطناعي في 2025

مهرجان الشارقة للفنون يطلق جناح الذكاء الاصطناعي الثوري: خطوة نحو مستقبل الفنون
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة – فبراير 2025
في خطوة جريئة تعكس رؤية استشرافية للتقاطع بين الإبداع البشري والابتكار التكنولوجي، أعلن مهرجان الشارقة للفنون عن إطلاق أول جناح مخصص للذكاء الاصطناعي في نسخته لعام 2025، تحت شعار "الإبداع على حدود التكنولوجيا". يأتي هذا الجناح الثوري ليعيد تعريف مفاهيم الفن المعاصر ويطرح تساؤلات جوهرية حول دور الآلة في تشكيل المشهد الثقافي العالمي.
عندما تتحدث الآلة بلغة الفن: كيف تُعيد خوارزميات الذكاء الاصطناعي صياغة الإبداع؟
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة للفنانين، بل تحول إلى شريك إبداعي قادر على إنتاج أعمال فنية مستقلة. يعتمد الجناح على خوارزميات متقدمة طورتها شركات رائدة مثل OpenAI وDeepMind، تقوم بتحليل أنماط الفن العالمي لتوليد لوحات ومنحوتات رقمية تثير الدهشة. يقول خالد المطوع، مدير المشروع:
"الهدف ليس استبدال الفنانين، بل فتح آفاق جديدة لتعاون غير مسبوق بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي."
من التحليل العاطفي إلى الفن التفاعلي: هل تستطيع الآلة فهم مشاعر الزائرين؟
أحد أبرز معالم الجناح هو التركيب الضوئي التفاعلي الذي يقرأ تعابير وجوه الزائرين عبر كاميرات ذات تقنية عالية، ليتغير تصميمه الضوئي وفقًا للحالة المزاجية للجمهور. تجربة فريدة تثير تساؤلًا فلسفيًا: هل يمكن للآلة أن تترجم المشاعر الإنسانية إلى فن؟
تجيب ريمينا ديرديمان، الفنانة التركية المشاركة:
"التقنية هنا تعكس مرآةً لعواطفنا، وكأنها تحاورنا بلغة بصرية غير مألوفة."
الفن التوليدي: عندما تصبح الخوارزميات فرشاة الرسم الجديدة
يضم الجناح 35 عملًا فنيًا، 60% منها أُنتجت بالكامل بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي دون تدخل بشړي. من أبرزها لوحة رقمية عملاقة بعنوان "انزياحات كونية"، نتجت عن تحليل آلاف الصور الفلكية لترسم خريطة مجردة للفضاء. يعلق ميمو أكينين، الفنان الفنلندي:
"هذه الأعمال تدفعنا لإعادة النظر في تعريف الإبداع: هل يكمن في الفكرة أم في التنفيذ؟"
صراع الهوية في عصر الآلات: مَن الفنان الحقيقي هنا؟
لا يخلو الجناح من الجدل، خاصة في الندوات التي تناقش قضايا ملكية الأعمال الفنية المنتجة بالذكاء الاصطناعي. وقد طُرحت أسئلة محورية مثل:
من يملك حقوق لوحة رسمتها خوارزمية؟
كيف نحافظ على البصمة الإنسانية في عصر التوليد الآلي؟
تُبرز هذه التساؤلات أهمية الشراكات مع جامعات مرموقة مثل MIT لدراسة الإطار القانوني والأخلاقي لهذه التحولات.
الجسر الرقمي بين المئذنة والروبوت: إحياء التراث الإسلامي عبر الواقع الافتراضي
في تجربة تجمع بين الأصالة والحداثة، يقدم الجناح رحلة افتراضية (VR) تعيد تصوير الزخارف الإسلامية التقليدية عبر تقنيات ثلاثية الأبعاد. يتمكن الزائر خلالها من "السير" داخل أنماط هندسية تاريخية أعاد تصميمها الذكاء الاصطناعي. تقول د. علياء النقبي، الخبيرة في الفن الإسلامي:
"هذا المشروع يحول التراث من كونه ذاكرة جامدة إلى حوار متجدد مع المستقبل."
ورشة المستقبل: كيف يُدرب المهرجان جيلًا جديدًا من فنانين الذكاء الاصطناعي؟
إلى جانب العروض الفنية، يطلق المهرجان سلسلة ورش عمل بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، لتدريب الشباب الإماراتي على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الفنون.
تتضمن الورش برامج عملية لتصميم أعمال تفاعلية وتحليل البيانات الفنية، مما يؤهل المشاركين لقيادة الموجة القادمة من الفن الرقمي في المنطقة.
الشارقة 2025: هل تُشكل تجربة الجناح بداية لثورة فنية عربية؟
باستثمارات تصل إلى 20 مليون درهم إماراتي وتوقعات بجذب 700 ألف زائر، لا يهدف الجناح إلى إبهار الجمهور فحسب، بل إلى وضع الشارقة على خريطة الابتكار الفني العالمي.
يُعلق سيف الزري، الناقد الفني:
"هذه الخطوة قد تكون الشرارة الأولى لحركة فنية عربية تستثمر في التكنولوجيا لإعادة إنتاج الهوية الثقافية بلسان عالمي."
معلومات تهم الزائرين
المواعيد: 15 فبراير – 15 أبريل 2025
المكان: قلعة الشارقة (الرمز التراثي) ومركز الشارقة للأبحاث والتكنولوجيا (الرمز الحداثي)
التذاكر: مجانية، تأكيدًا لالتزام المهرجان بإتاحة الفن للجميع.
الخاتمة: بين تراث الماضي وطموح المستقبل
جناح الذكاء الاصطناعي في مهرجان الشارقة للفنون ليس مجرد حدث فني عابر، بل هو بيان ثقافي يُظهر قدرة المنطقة على تبني التقنيات المتقدمة دون التخلي عن جذورها.
في عالم يزداد ترابطًا بين الإنسان والآلة، تثبت الشارقة أن الفن سيبقى دائمًا جسرًا بين المادي والافتراضي، وبين الذاكرة والابتكار.