موافقة FDA على أول دواء يعالج الشيخوخة الخلوية

موقع أيام تريندز

في 20 نوفمبر 2020، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على أول دواء يستهدف الشيخوخة الخلوية المبكرة، وهو Zokinvy (المادة الفعالة lonafarnib)، لعلاج متلازمة هاتشينسون–جيلفورد بروجيريا (HGPS) وبعض اللامينوباتيات البروغيرويدية المعالجة جزئيًا (PDPL) لدى الأطفال البالغين من العمر شهرًا واحدًا فما فوق وبمساحة سطح جسد ≥ 0.39 م² . يعتمد الدواء على آلية تثبيط إنزيم الفارنيزيل ترانسفيراز مما يقلل من تراكم البروجرين، البروتين المُسبب لعلامات الشيخوخة المبكرة في الأنسجة الخلوية . أظهرت تجارب سريرية مفتوحة تحسنًا في معدل البقاء مقارنة بمجموعة غير معالجة، مما دفع FDA للموافقة على الدواء في هذه المؤشرات النادرة والممېتة .

خلفية عن المتلازمة

متلازمة هاتشينسون–جيلفورد بروجيريا (HGPS)

هي اضطرابٌ وراثي نادر يسببه طفرة في جين LMNA، تؤدي إلى إنتاج بروتين بروجرين وسام للخلايا، مما يسرّع عملية الشيخوخة الخلوية .

يعيش المصاپون عادةً أقل من 15 عامًا، ويعانون من أمراض قلبية وعائية مبكرة كالجلطات والنوبات القلبية.
اللامينوباتيات البروغيرويدية المعالجة جزئيًا (PDPL)

تشترك مع HGPS في تراكمات خاطئة للبروتينات اللمينية، مما يسبب أعراضًا شبيهة بالشيخوخة المبكرة .

لا تُعالج بقية أنواع اللامينوباتيات أو الاضطرابات المرتبطة بالميلانين بفعالية مثبتة بـZokinvy .
تفاصيل الموافقة من FDA

اعتمدت الموافقة على بيانات من تجربتين سريريتين مفتوحتين قارنتا نتائج المرضى المعالجين مع سجل تاريخي لمرضى لم يتلقوا العلاج، حيث لوحظت زيادة في متوسط مدة البقاء .

خضعت المادة الفعالة lonafarnib لتثبيت جرعة ابتدائية 50 ملغ مرتين يوميًا، مع تعديل الجرعة بناءً على تحمل المړيض ومساحة سطح الجسم .
الآثار الجانبية والتحديات

الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا شملت الغثيان، القيء، الإسهال، وانخفاض الشهية، إضافةً لالتهابات وتعب عام.

يتطلب الدواء مراقبة دورية لوظائف الكبد والدم لتجنب مضاعفات انقطاع نخاع العظم أو سمية كبدية .

التكلفة الشهرية تُقدَّر بنحو 50,000 دولار أمريكي، مما يطرح تحديات في إمكانية الوصول والقبول ضمن نظم الرعاية الصحية المختلفة .
أهميته في مجال علاج الشيخوخة

اعتُبر هذا الحدث علامة فارقة في تاريخ الطب؛ إذ أثبتت إمكانية استهداف آليات الشيخوخة الخلوية مباشرةً لعلاج أمراض نادرة ممېتة .

يمهد الطريق لتطوير علاجات مستقبلية تستهدف بروتينات أخرى أو مسارات خلوية تشارك في الشيخوخة الطبيعية والأمراض المرتبطة بها .
آفاق المستقبل

هناك أبحاث جارية لاختبارات سريرية أوسع تشمل مؤشرات أخرى للشيخوخة الخلوية وتحسين الجرعات لتقليل الآثار الجانبية.

يدرس العلماء إمكانية دمج lonafarnib مع علاجات مناعية أو جزيئية أخرى لتعزيز إزالة الخلايا المسنة بشكل أكثر فعالية.

قد تُمهد هذه الموافقة الطريق لعلاجات تجديدية تستهدف الشيخوخة الطبيعية وعلاج أمراض أخرى مثل التليف الرئوي، والتهاب المفاصل، وغيرها.

تشكل الموافقة على Zokinvy بداية حقبة جديدة في الطب التجديدي، حيث لم يعد التركيز مقتصرًا على علاج الأعراض فحسب، بل بالإمكان الآن استهداف جذور الشيخوخة الخلوية لتحسين نوعية الحياة وزيادة أمدها.