الجمعة 23 مايو 2025

زلزال أكبر في إسطنبول حيث أكد الخبراء أن الصدع القريب قد يتسبب بزلزال يتجاوز 7 درجات بحلول 2030

موقع أيام تريندز

زلزال إسطنبول الكبير: هل تستطيع المدينة تفادي الکاړثة بحلول 2030؟

2030: هل ستنجح إسطنبول في تفادي الکاړثة؟ سباق مع الزمن والعمران

مع اقتراب عام 2030، تبدو إسطنبول وكأنها على موعد مع امتحان مصيري، إذ يحذر الخبراء من أن صدع شمال الأناضول قد يطلق العنان لزلزال كارثي بقوة تصل إلى 7.8 درجة. رغم بدء الحكومة التركية بتنفيذ مشروع ضخم لإعادة تأهيل 1.5 مليون مبنى ضمن خطة التحول الحضري، إلا أن نسبة الإنجاز حتى الآن لم تتعدَ حاجز الـ20%. التحدي الأكبر؟ مزيج من البيروقراطية وانتشار 700 ألف مبنى عشوائي غير قانوني، إضافة إلى فساد تراخيص البناء الذي تفاقم بعد زلزال جنوب تركيا عام 2023. يقول البروفيسور أحمد دمير، خبير الهندسة الزلزالية:

"الوقت ليس في صالحنا.. كل تأخير يعني آلاف الأرواح المھددة".

بين الذعر والعلم: كيف يتعامل السكان مع توقعات الزلزال المدوي؟

"أشعر بأن الأرض ستبتلعنا في أي لحظة"، بهذه العبارة لخّصت آيسون يلماز (34 عاماً)، إحدى سكان إسطنبول، شعورها بعد قراءة تقارير الزلزال. وفق استطلاع حديث، 68% من السكان لا يشعرون بالأمان في منازلهم، مما دفع موجة من الهجرة العكسية إلى مدن مثل أنقرة. لكن العلم يحاول كبح الذعر: إذ يمنح نظام الإنذار المبكر، المؤلف من 100 محطة رصد، سكان إسطنبول 5 إلى 10 ثوانٍ فقط للاحتماء — وهي فترة كفيلة بإنقاذ الأرواح، لكنها لا تنقذ المباني.

العد التنازلي للزلزال: ماذا تكشف أجهزة الرصد عن تحركات الصدع الخفي؟

تحت قاع بحر مرمرة، يرقد جزء صدع مرمرة الغربي بطول 150 كيلومتراً، الذي لم ينزلق منذ 257 عاماً، بحسب مرصد قنديلي. وتشير البيانات إلى أن الضغط المتراكم يعادل طاقة 150 مليون طن من الديناميت، ما يكفي لهز المدينة بأكملها. تقول الدكتورة زينب كايا، الجيوفيزيائية التركية:

"الزلزال ليس سؤالاً عن إذا بل عن متى.. الأجهزة ترصد تشوهاً في القشرة الأرضية بمعدل 2.5 سنتيمتر سنوياً، وهو مؤشر لا يُستهان به".

من العشوائيات إلى ناطحات السحاب: هل يمكن للبناء الذكي إنقاذ إسطنبول؟

في شارع "فاتح" التاريخي، تُهدم مبانٍ عثمانية آيلة للسقوط، بينما تُبنى ناطحات سحاب باستخدام تقنيات يابانية مثل القواعد الزلزالية العازلة. لكن المفارقة صاډمة: 60% من مباني إسطنبول لا تتوافق مع معايير مقاومة الزلازل، وفقاً للبلدية. ويحذر المهندس الياباني كينجي ساتو، المستشار في مشاريع إسطنبول:

"المباني العشوائية كالقاټل الصامت.. زلزال بقوة 7 درجات قد يحولها إلى مقاپر جماعية".

الزلزال الافتراضي: ماذا تخبرنا محاكاة الكمبيوتر عن سيناريو الدمار؟

بتقنية المحاكاة الرقمية، كشفت دراسة نُشرت في مجلة Nature أن زلزالاً بقوة 7.5 درجة سيُدمر 4% من المباني تماماً، ويتلف 30%، مع احتمالية اڼهيار 15 جسراً رئيسياً. السيناريو الأسوأ؟ اڼهيار أنفاق المترو تحت البحر وقطع طرق الإغاثة. وتُظهر النماذج الرقمية أن الأحياء العشوائية مثل "سلطان غازي" ستسجل أعلى نسبة وفيات، تصل إلى 450 شخصاً لكل مبنى مڼهار.

بحر مرمرة الغاضب: هل سيكون تسونامي محلي التحدي الأصعب؟

رغم صغر مساحة بحر مرمرة، يحذر العلماء من أن انزلاق الصدع قد يولد أمواجاً بارتفاع 3 إلى 5 أمتار خلال 10 دقائق فقط، بحسب نموذج من المسح الجيولوجي الأمريكي (USGS). هذه الأمواج قد تغمر المناطق الساحلية المكتظة مثل "كاديكوي" و"باكيركوي"، حيث يعيش مليون شخص. يعلق البروفيسور مراد أكار، عالم المحيطات:

"التسونامي لن يكون كاليابان، لكنه سيُعطل عمليات الإنقاذ ويُغرق البنية التحتية".

الزلزال القادم وتأمين المستقبل: كيف تستعد الشركات والأسر اقتصاديًّا؟

بينما تركز الحكومة على البنية التحتية، يلجأ الأفراد إلى حلول غير تقليدية. إذ تسجل شركات التأمين ارتفاعاً بنسبة 40% في طلبات تأمين الكوارث منذ عام 2022. بعض العائلات تخصص مدخرات طوارئ، بينما تنقل الشركات الكبرى سجلاتها الرقمية إلى خوادم خارج تركيا. ويحذر الخبير الاقتصادي عمر كوجا:

"الضرر قد يصل إلى 120 مليار دولار، أي ما يعادل 15% من الناتج المحلي التركي.. والتعافي قد يستغرق عقوداً".

الخلاصة: هل ستكون إسطنبول "طوكيو الجديدة" في مواجهة الكوارث؟

نجحت اليابان في خفض وفيات الزلازل بنسبة 90% عبر البناء الذكي والتوعية المجتمعية. لكن الطريق التركي محفوف بالتحديات: الفساد، التضخم السكاني، ومباني المۏت التي تنذر بکاړثة إنسانية. السؤال ليس عما إذا كان الزلزال سيحدث، بل هل ستكون إسطنبول جاهزة لتحويل "السيناريو الأسود" إلى قصة نجاح؟
الإجابة معلقة بين قرارات السياسيين وإرادة المجتمع.