القهوة كحماية ضد أنواع السړطان: تقرير علمي جديد

موقع أيام تريندز

تعتبر القهوة من أكثر المشروبات استهلاكًا عالميًّا، وتُثار حولها تساؤلات مستمرة حول فوائدها وأضرارها، خاصة فيما يتعلق بالسړطان. في السنوات الأخيرة، كشفت دراسات علمية حديثة عن دور محتمل للقهوة في الوقاية من عدة أنواع من السرطانات، مما يضعها تحت الأضواء كعنصر وقائي قد يُغيّر مفاهيم الرعاية الصحية. هذا التقرير يستعرض أحدث الأدلة العلمية حول هذا الموضوع، مع التركيز على الآليات الكامنة والتوصيات العملية.

1. القهوة والوقاية من السړطان: الأدلة العلمية  
أ. السرطانات الشائعة
 - سړطان الكبد: تُشير الأبحاث إلى أن مضادات الأكسدة في القهوة، مثل أحماض الكلوروجينيك، قد تقلل الالتهاب وتحمي خلايا الكبد من التلف .  
- سړطان القولون والمستقيم: أظهرت تحليلات أن القهوة قد تعزز حركة الأمعاء وتقلل من الوقت الذي تبقى فيه المواد المسرطنة في الجهاز الهضمي .  
- سړطان الثدي وبطانة الرحم: خصوصًا لدى النساء بعد انقطاع الطمث، حيث لوحظ انخفاض في معدلات الإصابة مع الاستهلاك المنتظم .  

ب. سرطانات الرأس والعنق 
كشفت دراسة أن تناول 4 فناجين من القهوة يوميًّا يخفض خطړ الإصابة بسرطانات الفم والحلق بنسبة تصل إلى 30%، ويعزى ذلك إلى مركبات مثل التريغونيلين والليغنانات التي تتمتع بخصائص مضادة للأكسدة .  

ج. السرطانات الجلدية  
أشارت أبحاث إلى أن الكافيين قد يقلل من نمو الخلايا السړطانية في الجلد، خاصة سړطان الخلايا القاعدية، عبر تحييد تأثير الأشعة فوق البنفسجية .  

2. الآليات الكامنة وراء التأثير الوقائي
تعود الفوائد المحتملة للقهوة إلى مزيج معقد من المركبات النشطة بيولوجيًّا، منها:  
- مضادات الأكسدة: مثل أحماض الكلوروجينيك، التي تحارب الجذور الحرة وتقلل الإجهاد التأكسدي .  
- التأثيرات المضادة للالتهاب: تعمل مركبات القهوة على تثبيط مسارات الالتهاب المُرتبطة بتطور الأورام .  
- تنظيم التمثيل الغذائي: تحسين حساسية الأنسولين، مما يقلل خطړ الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو عامل خطړ لبعض السرطانات .  
- تعديل الميكروبيوم المعوي: قد تدعم القهوة نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مما يعزز المناعة ضد السړطان

3. التناقضات والاستثناءات  
رغم الإيجابيات، تبقى بعض النتائج متضاربة، مثل:  
- سړطان الرئة: أشارت بعض الدراسات إلى زيادة طفيفة في الخطړ لدى مدخني السچائر الذين يستهلكون القهوة بكثرة، لكن يُعتقد أن الټدخين هو العامل الرئيسي، وليس القهوة نفسها .  
- سړطان المثانة: توجد أدلة محدودة على ارتباط محتمل بين الاستهلاك المفرط للقهوة وزيادة الخطړ، لكنها غير حاسمة .  

4. توصيات لمرضى السړطان  
بالنسبة للأشخاص المصابين بالسړطان، يُنصح بـ:  
- الاعتدال في تناول الكافيين: إذ قد يسبب الجفاف أو تفاقم الإمساك خلال العلاج الكيميائي .  
- استشارة الطبيب: لتحديد الكمية المناسبة بناءً على الحالة الصحية، خاصةً لمرضى ارتفاع ضغط الډم أو اضطرابات القلب .  
- اختيار القهوة منزوعة الكافيين: إذا كان الكافيين ممنوعًا، مع الحفاظ على الفوائد المضادة للأكسدة .  

5. التحديات المستقبلية
ما زال العلم بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم:  
- الجرعات المثلى: كم يحتاج الفرد من القهوة يوميًّا للحصول على الفوائد دون أضرار؟  
- التفاعلات الجينية: كيف تؤثر الاختلافات الوراثية على استجابة الأفراد لمركبات القهوة؟  
- التركيبات الكيميائية: تحديد المركبات الأكثر فعالية في القهوة لاستخدامها في العلاجات الدوائية  

 الخاتمة
تُقدم القهوة أملاً جديدًا في مجال الوقاية من السړطان، بفضل مركباتها الفريدة وقدرتها على تعديل مسارات بيولوجية متعددة. ومع ذلك، يبقى الاعتدال واستشارة المختصين عنصرين أساسيين لتحقيق الفوائد دون المخاطرة بالصحة. مع تقدم الأبحاث، قد تصبح القهوة جزءًا من الاستراتيجيات الوقائية الشخصية، مما يعكس دورًا متناميًا للنظام الغذائي في مكافحة الأمراض المزمنة.