الجمعة 23 مايو 2025

نقابة الفنانين السورية تمنح عضوية الشرف لأصالة نصري وفضل شاكر وآخرين

موقع أيام تريندز

في خطوة أثارت اهتمام الوسط الفني والجمهور معًا، أعلنت نقابة الفنانين السوريين عن منح عضوية الشرف لعدد من الفنانين البارزين، من بينهم الفنانة أصالة نصري والفنان اللبناني فضل شاكر، إضافةً إلى فنانين آخرين، وذلك ضمن مبادرة وُصفت بأنها "تكريمية وتقديرية". هذا القرار يحمل أبعادًا رمزية كبيرة، ويفتح نقاشًا واسعًا حول أهدافه وخلفياته، وتأثيره على علاقة الفنانين مع مؤسساتهم الرسمية.

خلفية القرار

لطالما كانت نقابة الفنانين السوريين مؤسسة رسمية تمثل الفنانين وتحمي حقوقهم، لكنها في السنوات الأخيرة مرت بفترات توتر مع بعض الفنانين، خصوصًا أولئك الذين اتخذوا مواقف سياسية معينة أو غادروا البلاد. بعض هؤلاء، مثل أصالة نصري، تعرضوا لفصل أو إسقاط عضويتهم من النقابة بسبب مواقفهم أو غيابهم الطويل عن الساحة السورية.

غير أن المستجدات الأخيرة أظهرت تبدلًا في سياسة النقابة، حيث أعلنت مؤخرًا عن منح "عضوية الشرف" لعدد من الفنانين الذين لم تكن تربطهم علاقة تنظيمية بالنقابة، أو كانت عضويتهم مجمدة أو مشطوبة. ويُقصد بعضوية الشرف هنا تقدير المسيرة الفنية والإبداعية، بغض النظر عن الوضع التنظيمي أو السياسي للفنان.

أسماء لامعة في قائمة المكرمين

برز اسم الفنانة أصالة نصري، التي تعتبر واحدة من أهم الأصوات السورية والعربية، والتي عرفت بمواقفها الحادة أحيانًا تجاه السلطات السورية. كما ذُكر اسم الفنان فضل شاكر، الذي رغم أزماته السياسية والأمنية في لبنان خلال السنوات الماضية، لا يزال يحتفظ بشعبية كبيرة بين الجمهور السوري والعربي.

كما شملت القائمة فنانين آخرين، مثل:

شكران مرتجى، التي كرمت بعضوية الشرف رغم أنها طوال مسيرتها لم تنتسب فعليًا للنقابة لأسباب إدارية.

صفاء سلطان وسوزان نجم الدين، تقديرًا لمسيرتهما الطويلة وإنجازاتهما الفنية في الدراما السورية والعربية.

أهمية عضوية الشرف

"عضوية الشرف" ليست مجرد لقب تكريمي، بل تمثل إشارة رمزية قوية من النقابة، تقول فيها لهؤلاء الفنانين: "أنتم جزء من المشهد الفني السوري مهما حدث"، كما أنها محاولة لإعادة بناء الجسور مع الفنانين الذين ابتعدوا عن النقابة في مرحلة معينة.

وتحمل هذه العضوية عدة رموز:

الاعتراف بمسيرة الفنان رغم الخلافات السياسية أو الشخصية.

محاولة لم الشمل داخل الوسط الفني السوري بعد سنوات من الانقسام.

تقدير شعبي وإعلامي للفنانين الذين حافظوا على اسم سوريا في العالم رغم الغياب عن أرض الوطن.

دوافع النقابة وخلفيات القرار

لا يمكن النظر إلى هذا القرار بمعزل عن السياق العام الذي تعيشه سوريا اليوم، من محاولات لتخفيف حدة الانقسامات، وإعادة دمج الشخصيات المؤثرة في المجتمع. النقابة بدورها تحاول أن تكون جزءًا من هذه الحركة، لتظهر بصورة أكثر تسامحًا وانفتاحًا.

يُضاف إلى ذلك أن إعادة هذه الأسماء الكبيرة للنقابة يمنحها دفعة معنوية قوية، خصوصًا أن أصواتًا عدة انتقدت النقابة سابقًا پتهم التسييس أو الإقصاء غير المبرر. بهذا التكريم، تحاول النقابة إعادة بناء صورتها كمؤسسة جامعة للفن والفنانين.

ردود الأفعال

تفاوتت ردود الأفعال حيال هذا القرار. البعض اعتبره خطوة إيجابية تأخرت كثيرًا، وأن النقابة بذلك تعترف بأخطاء الماضي. آخرون رأوا في ذلك محاولة لاستثمار أسماء لامعة لرفع شعبية النقابة دون تغيير حقيقي في بنيتها أو توجهاتها.

من جهتهم، عبّر العديد من الفنانين المكرمين عن سعادتهم الكبيرة. فقد أكدت شكران مرتجى أن حصولها على عضوية الشرف "حلم تأخر تحقيقه"، بينما شكرت صفاء سلطان سوريا وشعبها معتبرةً التكريم شهادة تقدير من بلدها الأم.

أما جمهور أصالة نصري، فقد عبر عن فرحته الغامرة، واعتبر أن هذا الاعتراف يعيد الاعتبار لفنانة لطالما كانت سفيرة للأغنية السورية في المحافل العربية والدولية.

هل نحن أمام بداية جديدة؟

قد تكون هذه الخطوة مقدمة لمرحلة جديدة تتسم بمزيد من الانفتاح في الوسط الفني السوري. فالاعتراف بالاختلاف، والقدرة على طي صفحات الماضي، هي مؤشرات صحية لأي مجتمع يسعى إلى النهوض من الأزمات.

إذا أحسنت النقابة إدارة هذه المبادرة، فقد تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من المصالحات، وربما يعود بعض الفنانين الغائبين لإحياء حفلات ومشاريع فنية داخل سوريا، مما قد يسهم في إنعاش الحياة الثقافية والفنية مجددًا.

خلاصة

قرار نقابة الفنانين السوريين بمنح عضوية الشرف لنجوم مثل أصالة نصري وفضل شاكر وآخرين ليس مجرد مسألة تنظيمية، بل يعبر عن تحولات أعمق في المجتمع السوري، ومحاولات لجبر الكسور التي أحدثتها سنوات الأزمة.
إنه إعلان بأن الفن يبقى فوق الخلافات، وأن الأصوات التي حملت اسم سوريا إلى العالم تستحق أن تُكرم، ولو بعد حين.