ناسا تطور مركبة فضائية للبحث عن حياة على أقمار زحل

موقع أيام تريندز

في خطوة جديدة نحو استكشاف أسرار الحياة خارج الأرض أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن تقدم كبير في مشروع تطوير مركبة فضائية فريدة من نوعها تعرف باسم دراجونفلاي Dragonfly تمهيدا لإرسالها إلى أحد أقمار كوكب زحل الأكثر وعدا بالحياة إنسيلادوس.
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود ناسا لتوسيع أفق البحث عن بيئات صالحة للحياة في النظام الشمسي اعتمادا على بيانات علمية متراكمة تؤكد وجود ظروف بيولوجية مثالية على بعض الأقمار الجليدية.
يعد إنسيلادوس سادس أكبر أقمار زحل من أبرز المواقع التي تستهدفها أبحاث الحياة الفضائية. وقد كشفت مهمة كاسيني السابقة عن محيط مائي سائل تحت سطحه المغطى بالجليد يتدفق عبر شقوق عملاقة تقذف ببخار الماء إلى الفضاء.
الأكثر إثارة أن هذا البخار يحتوي على جزيئات عضوية معقدة وهو ما يشير إلى احتمالية وجود بيئة حيوية في الأعماق. ويعتقد العلماء أن هذا المحيط قد يضم ظروفا مشابهة لتلك التي وجدت فيها الحياة على الأرض كحرارة ناتجة عن نشاط حراري أرضي ومواد عضوية ضرورية لتكوين الخلايا.
مشروع دراجونفلاي المقرر إطلاقه في عام 2028 يمثل طفرة تكنولوجية في مجال استكشاف الفضاء. فهو أول مسبار فضائي يتمتع بقدرة التحليق كطائرة مسيرة فوق سطح قمر خارج الأرض ما يمنحه حرية تنقل واستكشاف تفوق أي مركبة هبوط تقليدية.
أبرز خصائص دراجونفلاي
يعمل بطاقة نووية تضمن استمرارية تشغيله لسنوات
مزود ب مراوح للإقلاع والهبوط العمودي
قادر على قطع عشرات الكيلومترات بين المواقع خلال مهمته
يحتوي على أدوات تحليلية متقدمة لدراسة التربة والمركبات العضوية
يلتقط صورا عالية الدقة ويجمع عينات من مناطق مختلفة
الهدف رصد مؤشرات على وجود حياة ميكروبية
المهمة الأساسية للمركبة هي تحليل العينات السطحية والمواد المقذوفة من باطن القمر بهدف التحقق من وجود مركبات عضوية تدل على نشاط بيولوجي.
وتأمل ناسا أن توفر هذه التحليلات أدلة حاسمة على إمكانية وجود حياة ميكروبية في المحيط الجوفي للقمر.
وفي تصريح رسمي قال الدكتور توماس زوربوشن المدير السابق للبعثات العلمية في ناسا
إنسيلادوس يعد أحد أفضل المواقع الواعدة للبحث عن الحياة خارج كوكب الأرض. مهمتنا مع دراجونفلاي ليست فقط استكشافه بل محاولة الإجابة عن السؤال الأكثر عمقا في العلم هل نحن وحدنا
نجاح مهمة دراجونفلاي قد يمهد الطريق لمرحلة جديدة في علم الفضاء تتضمن إرسال غواصات آلية لاختراق المحيطات الجوفية في الأقمار الجليدية مثل إنسيلادوس وتيتان.
كما سيسهم في توسيع آفاق البحث العلمي حول نشأة الحياة وتطورها في بيئات لا تشبه الأرض.
إذا أثبتت المركبة وجود مركبات حيوية نشطة أو مؤشرات على حياة ميكروبية فسيكون ذلك أحد أعظم الاكتشافات العلمية في تاريخ البشرية وسيغير نظرتنا إلى الحياة ومكانتنا في هذا الكون الواسع.