أول امرأة سعودية تتسلق قمة إيفرست: حلمي كان مستحيلًا

موقع أيام تريندز

أول امرأة سعودية تتسلق قمة إيفرست: حلم المستحيل

 المقدمة

في عالم مليء بالتحديات، يبرز دائمًا أشخاص يسعون لتحقيق أحلامهم، ويرسمون لأنفسهم مسارات جديدة في مجالات كانوا يعتبرونها مستحيلة. واحدة من هذه الشخصيات الملهمة هي ريم الصانع، أول امرأة سعودية تتسلق قمة إيفرست. لقد كان حلمها تسجيل اسمها في صفحات التاريخ، ومرورًا بالعديد من العقبات والتحديات، استطاعت إثبات أن لا شيء مستحيل عندما يترافق الإيمان بالقدرة والطموح. في هذا المقال، سنستعرض قصة حياتها، التحديات التي واجهتها، والإنجازات التي حققتها، وكيف أصبحت رمزًا للإلهام في المجتمع السعودي والعربي.

خلفية عن ريم الصانع

نشأتها وتعليمها

وُلدت ريم الصانع في مدينة الرياض، حيث كانت لها رغبة قوية منذ الصغر في استكشاف العالم من حولها. منذ صغرها، كانت تميل إلى الرياضة، وخصوصًا الأنشطة الخارجية مثل التسلق والمغامرة. عائلتها كانت داعمة لها في تحقيق أحلامها، وقد ساعدوها على توجيه طاقتها وشغفها نحو طموحاتها الرياضية والمسيرة التعليمية.

درست ريم في المدارس المحلية ثم التحقت بالجامعة حيث حصلت على درجة في تخصص الأدب الإنجليزي. في تلك الفترة، بدأت تستكشف عالم المغامرات والتسلق، وقررت أن تبدأ بالتدريب على تسلق الجبال في مناطق قريبة من الرياض. بدأت بمجموعات تسلق محلية وشاركت في فعاليات رياضية تهدف لتعزيز الوعي حول الرياضات الجبلية.

 الحلم الكبير: تسلق إيفرست

 البدايات

لقد كان حلم تسلق قمة إيفرست، أعلى قمة في العالم، يراود ريم منذ سنوات طويلة. على الرغم من أن تسلق إيفرست يتطلب تدريبًا عالي المستوى وتخطيطًا دقيقًا، كانت عزمها قويًا ومثابرتها لا حدود لها. بدأت ريم بالتدريب المكثف، وعملت على تطوير لياقتها البدنية وتعلم المهارات اللازمة للتسلق في ظروف قاسېة.

 التحضير للتسلق

 التحديات التي واجهتها

خلال فترة التحضير، واجهت ريم العديد من التحديات. كانت هناك مقاومة اجتماعية لفكرة تسلق الجبال بين النساء في المملكة العربية السعودية، ولكن هذا لم يثنيها عن هدفها. عانت من قلة الدعم المادي، حيث أن تكاليف التسلق كانت مرتفعة للغاية. لكن ريم لم تستسلم، بل اجتهدت في البحث عن رعاة وداعمين لمشروعها.

 دعم العائلة والمجتمع

العائلة كانت دائمًا الجانب الداعم في مشوارها. شجعها والداها وأشقاؤها على تنفيذ حلمها، وقدموا لها الدعم النفسي والمالي. كما بدأت ريم بأخذ دور فعّال في تنشيط المجتمع الرياضي النسائي، بدءًا من إقامة ورش عمل ومحاضرات عن رياضة التسلق والرياضات الخارجية.

 الإنطلاق نحو الأحلام

 الرحلة إلى نيبال

في عام 2019، حصلت ريم أخيرًا على الفرصة للعبور إلى نيبال، حيث بدأت رحلتها نحو قاعدة قمة إيفرست. كانت الرحلة مليئة بالتحديات، بدءًا من التأقلم مع الارتفاعات العالية، وصولاً إلى الظروف الجوية القاسېة. خلال الرحلة، واجهت بعض المشكلات الصحية نتيجة نقص الأكسجين في المرتفعات العالية، ولكنها استمرت في التقدم نحو الهدف.

 التدريب في قاعدة إيفرست

في قاعدة إيفرست، خضعت لبرنامج تدريبي مكثف، حيث عملت تحت إشراف مدربين محترفين. إنها مرحلة حاسمة تعلمت من خلالها كيفية التعامل مع الظروف الجوية المتغيرة والتكيف مع الضغوط النفسية والعاطفية التي يواجهها المتسلقون في هذه المرحلة الحرجة.

 التحديات النفسية والبدنية

الضغط النفسي

التسلق على ارتفاعات عالية يجلب معه الكثير من التوتر والضغط النفسي. عانت ريم من مشاعر الخۏف وعدم اليقين، خاصةً عندما اقتربت من القمة. ولكن، كانت قادرة على استخدام تقنيات الاسترخاء والتأمل التي تعلمتها خلال فترة التدريب. ساعدتها قدرتها على التحمل الذهني على تجاوز الصعوبات.

 التدريب البدني

إلى جانب التحديات النفسية، تطلب التسلق بدنيًا هائلًا. كانت ريم بحاجة إلى البقاء في حالة جيدة طوال فترة الرحلة، وهذا تطلب منها التعامل مع التدريب القاسې. اعتمدت على نظام غذائي متوازن وجلسات تمرين يومية لتعزيز لياقتها البدنية.

 الصعود نحو القمة

 الوصول إلى القمة

في مايو 2021، وصلت ريم الصانع أخيرًا إلى قمة إيفرست، مما حقق حلمها الكبير. كانت لحظات الوصول إلى القمة مدهشة ومليئة بالعواطف؛ شعرت بالفخر والفرح والإنجاز. لكن في نفس الوقت، كانت تشعر بمسؤوليتها كممثلة للمرأة السعودية في عالم المغامرة. لقد أثبتت أن بإمكانها تحقيق المستحيل، وأن النساء قادرات على الوصول إلى القمم التي كانت تعتبر في السابق محصورة بالرجال فقط.

 رسالة أخرى

عندما وصلت إلى القمة، كانت تحمل علم المملكة العربية السعودية، مما جعلها رمزًا للإلهام للكثير من النساء والفتيات في البلاد. أظهرت للجميع أن تحقيق الأحلام لا يعرف حدودًا، وأن الإيمان بالنفس والجهد الدؤوب يمكن أن يحقق العجائب.

 التأثير والإلهام

 دورها كنموذج يحتذى به

بعد إنجازها التاريخي، أصبحت ريم الصانع نموذجًا يُحتذى به للكثير من النساء في السعودية وخارجها. بدأت العديد من الفتيات في الاهتمام بمجالات الرياضة والمغامرات، مما ساهم في تغيير المفاهيم التقليدية المتعلقة بدور المرأة في المجتمع.

 الترويج للرياضة النسائية

أصبحت ريم ناشطة في مجال الترويج للرياضة النسائية، حيث تسعى لرفع مستوى الوعي حول أهمية الرياضة في حياة المرأة. قامت بإقامة ورش تدريبية ومشاركة تجاربها مع الفتيات، مشجعةً إياهن على الخروج من مناطق الراحة وتجربة مغامرات جديدة.

 الخاتمة

"حلمي كان مستحيلًا"، قالت ريم في تصريحاتها بعد تسلقها إيفرست، ولكنها أظهرت للعالم أن الأحلام الكبيرة تتطلب الإيمان والجهد والتصميم. تعتبر قصتها مصدر إلهام للكثيرين، حيث توضح أن النساء قادرات على تحقيق ما يبدو مستحيلًا. اليوم، تضم ريم اسمها إلى قائمة الأشخاص الذين تركوا بصمة على تاريخ المملكة العربية السعودية، وتشجع الفتيات في جميع أنحاء العالم على السعي وراء أحلامهن، مهما بدت بعيدة. إن قصة ريم الصانع ليست فقط قصة تسلق قمة إيفرست، بل هي قصة شجاعة وعزيمة وإيمان بقوة المرأة.