جينيفر أنيستون تتحدث عن التنويم المغناطيسي والخرافات

في عالم تتداخل فيه الشهرة مع الضغوط النفسية، وتختلط فيه المعتقدات الشخصية مع الوسائل العلمية، تبرز أصوات نادرة تتحدث بجرأة عن رحلاتها نحو التعافي الذاتي.
النجمة العالمية جينيفر أنيستون، المعروفة بأدوارها المؤثرة وشخصيتها الهادئة، فاجأت جمهورها مؤخرًا بكشف شخصيّ حول وسيلتها لتجاوز إحدى أعمق مخاوفها: رهاب الطيران.
رهاب الطيران: كيف واجهته جينيفر أنيستون بعيدًا عن الأدوية؟
لسنوات طويلة، كانت رحلات الطيران تشكّل مصدر قلق متجدد لأنيستون. فقد كان الخۏف من التحليق في السماء حاضراً في حياتها المهنية، يُقيد تنقلاتها ويزيد من توترها. غير أن خيارها لم يكن اللجوء إلى الأدوية أو المسكنات، بل اختارت طريقًا مختلفًا، أكثر هدوءًا واتصالًا بالعقل: التنويم المغناطيسي.
أوضحت أنيستون في لقائها مع المجلة أنها بدأت مؤخرًا في ممارسة التنويم المغناطيسي، والذي تطلّب منها التخلي عن بعض الطقوس التي اعتادت عليها لتهدئة نفسها، مثل لمس الطائرة بيدها اليمنى أو الصعود إليها بالقدم اليمنى.
هذه الطقوس، التي اعتاد البعض أن ينظر إليها كأوهام، كانت جزءًا من محاولاتها للتغلب على القلق، لكنها لم تكن كافية.
التنويم المغناطيسي، وفقًا لتجربتها، لم يقدّم لها الراحة اللحظية فحسب، بل أتاح لها أداة لإعادة برمجة أفكارها الداخلية، والتعامل مع الخۏف بطريقة أكثر استدامة. وبجانب ذلك، ساعدها التأمل والحركة المنتظمة داخل الطائرة في الحفاظ على هدوئها خلال الرحلات.
التنويم المغناطيسي: علاج فعّال أم خيال هوليوودي؟
لطالما ارتبط التنويم المغناطيسي في أذهان الناس بمشاهد سينمائية مٹيرة، أو عروض مسرحية تهدف إلى التسلية. غير أن الحقيقة العلمية تختلف كثيرًا عن هذه الصور النمطية. التنويم، كما تؤكد المؤسسات الطبية، هو أسلوب علاجي قائم على إدخال الفرد في حالة من التركيز العميق، تسمح له بالتواصل مع العقل الباطن.
ويُستخدم هذا النوع من العلاج في حالات متعددة، من بينها علاج الإدمان، والقلق، واضطرابات النوم. تقول أنيستون في هذا الصدد: "التنويم ليس سحرًا، بل أداة لبرمجة العقل الباطن. لقد ساعدني على التخلص من الأفكار السلبية."
رغم الاعتراف العلمي بهذا الأسلوب، تبقى هناك خرافات شائعة تعيقه، منها أنه "يسيطر على العقل" أو أنه يعمل على الجميع بنفس الفعالية. في الواقع، يبقى الفرد خلال التنويم في وعيه الكامل، وتتفاوت نتائج العلاج من شخص إلى آخر بحسب استعداده الذهني وقابليته للاستجابة.
عادات غريبة للمشاهير: من لمس الطائرة إلى ارتداء ألوان الحظ!
ما يثير الفضول في هذا السياق هو التقاء التنويم المغناطيسي، كوسيلة علاجية علمية، مع بعض العادات الغريبة التي يتبعها النجوم. جينيفر أنيستون نفسها اعترفت بأنها كانت تتمسك بطقوس محددة قبل ركوب الطائرة، مثل لمسها بيد معينة أو الصعود بقدم معينة، وهي طقوس أشبه بالخرافات، تهدف فقط إلى منح شعور زائف بالأمان.
وليست أنيستون وحدها في هذا المجال. فالنجم الإنجليزي ديفيد بيكهام يشتهر بخرافة الألوان، إذ يختار ملابسه بعناية بناءً على "الحظ". أما المغنية ليدي غاغا، فتصمم طقوسًا خاصة قبل كل حفل لتطهير المكان من "الطاقة السلبية". كذلك استخدمت أديل التنويم المغناطيسي للإقلاع عن الټدخين، في حين لجأ ماټ ديمون إلى الجلسات الإيحائية للاستعداد الذهني لأدواره السينمائية.
هذه العادات، مهما بدت خارجة عن المألوف، تشكّل جزءًا من المشهد النفسي للمشاهير، الذين يبحثون باستمرار عن أدوات تحافظ على توازنهم في وسط ضاغط.
من التوتر إلى التوازن: التأمل والتنويم في حياة جينيفر اليومية
ما يميّز تجربة جينيفر أنيستون هو أنها لم تعتمد على التنويم المغناطيسي كحل منفرد، بل دمجته ضمن روتين يومي يشمل التأمل واليوغا. هذا الدمج بين العلاج الإيحائي والممارسات الذهنية ساعدها في استعادة توازنها النفسي، والتعامل مع الضغوط بطريقة أكثر وعيًا.
في عالم سريع الإيقاع، تعكس تجربة أنيستون نموذجًا واقعيًا لإمكانية التوفيق بين الحياة العصرية والهدوء الداخلي، من خلال ممارسات لا تعتمد فقط على الأدوية، بل على وعي الإنسان بذاته، وطاقة العقل في التغيير.
الخرافة أم الأمل؟ حين تتحول الطقوس الشخصية إلى أدوات للشفاء
رغم الانتقادات التي قد تطال حديث أنيستون عن الخرافات، يبقى لها موقف واضح: هي تؤمن بالطاقة الإيجابية، لكنها تحذر من الانجراف وراء معتقدات بلا سند علمي. قالتها بوضوح: "البعض يبالغ في تصديق هذه الأشياء، لكني أؤمن بأن الطاقة الإيجابية هي الأهم."
بين الطقوس الغريبة والتقنيات النفسية المعترف بها، يبرز تساؤل مهم: هل هذه الممارسات مجرد خرافات، أم أنها أدوات شخصية للشفاء؟ في الحقيقة، لا يمكن فصل الجانب النفسي عن القناعات الذاتية. فالمعتقد، حين يكون صادقًا ومتزنًا، قد يتحول إلى وسيلة فعالة لتخطي العقبات، حتى وإن كان مظهره أقرب إلى الخيال.
وفي نهاية المطاف، تلخص أنيستون تجربتها بعبارة تلخّص فلسفتها: "العقل البشري قوي جدًا، وما نصدقه يمكن أن يصبح واقعنا."
هكذا، تتحوّل الرحلة من الخۏف إلى الطمأنينة، ليس عبر السحر، بل عبر إعادة فهم الذات، وتسخير قوة العقل لتجاوز الهواجس.