وحش 'مونغو' في الكونغو هل هو ديناصور نجا من الانقراض

موكيلي-مبمبيه، أو «مونغو» كما يسميه السكان المحليون، كائن أسطوري يُفترض أنه يعيش في مستنقعات حوض نهر الكونغو، وقد وَصَفه بعض المستكشفين الغربيين بأنه يشبه ديناصوراً مائيّاً ذو عنقٍ طويل وجسم ضخم . رغم إجراء العديد من البعثات الاستكشافية خلال القرن العشرين، لم يُعثر على أي دليلٍ مادي أو أحفوري يُثبت وجوده. التفسيرات العلمية الشائعة تُرجّح أن شهود العيان أخطأوا في التعرف على حيوانات معروفة مثل الأفيال والغُرَبانات المائية، أو ظنُّوا رؤية زواحف كبيرة أو ثعابين عملاقة، وأن الأسطورة تعززت بفعل التأثير الثقافي الغربي على الحكايات الأصلية (ناشونال جيوغرافيك؛ New Lines Magazine). من الناحية الجيولوجية والحفرية، انتهى عهد الديناصورات غير الطائرة قبل حوالي 66 مليون سنة دون أن ينجو أي نوع منها حتى العصر الحديث
خلفية الأسطورة
الأصول التاريخية
أول تسجيل موثق لحكايات موكيلي-مبمبيه يعود إلى تقرير ألماني عام 1913، نقلاً عن أدلّة شفهية لأهالي الغابة، الذين وصفوا مخلوقاً ضخم الچثة بحجم فيل أو فرس النهر، يتمتع برقبة طويلة وقرن أو سن بارز، وذيل يشبه ذيل التمساح .
في كتاب وليلي لاي «الأسماك الرئوية والوحيد القرن» الصادر عام 1941، أشار فون شتاين إلى تشابه روايات مختلفة عن الۏحش، وذكر مساره الواضح الذي يمتد إلى مناطق وجود نباتات مفضلة لديه .
تحوّل الأسطورة إلى ديناصور
مع انتشار رسومات الديناصورات في الصحف والمجلات الغربية خلال أوائل القرن العشرين، بدأت الروايات تُصوِّر موكيلي-مبمبيه كديناصور مائي شبيه بالساروپودات، وهو انطباع ترسّخ بفعل الثقافة الشعبية الغربية أكثر منه على أساس ملاحظات ميدانية موثقة .
التحقيقات والاستكشافات
بعثات القرن العشرين
1980–1981: قاد المستكشف هنري باول وعالم الفيروسات روي ماكال بعثتين إلى غابات الكونغو، وجمعا شهادات محلية متعددة، لكنهما لم يسجّلا أي حفريات أو آثار ملموسة .
1983: حاول عالم الأحياء مارسلين أغنانغا توثيق الۏحش بالتصوير، لكن لقطاته لم تُظهر شيئاً واضحاً، وتعرّضت رواياته إلى انتقادات لاحقة بشأن تناقضها ونقص الشهود المؤيدين .
1985 و1992: نظمت رحلتا وايت بيلي غيبونز مزيداً من الاستكشافات، إلا أن المجتمع العلمي انتقد منهجيتهما واستبعادهما روايات سكان الغابة الذين شككوا بوجود الكائن أساساً .
التفسيرات المحتملة
سوء التعرّف على الأفيال أو الفُصُول المائية (الهَيبُوبوتاموس): توضح دراسات ميدانية أن كثيرين ممن ادعوا رؤية وحش شاهدوا فيلاً يسبح أو فرس نهر يطفو جزئياً على سطح الماء (ناشونال جيوغرافيك).
رؤية ثعابين عملاقة أو زواحف مائية: أوردت بعض الروايات احتمال أن تكون الأناكوندا أو ثعابين نهرية ضخمة وراء هذه المشاهدات، ما غذى الخيال الشعبي وربط الكائن بزواحف ما قبل التاريخ (Cryptid Wiki).
العناصر الروحية والثقافية: في التراث اللسانغالي، كان مونغو في البداية كياناً روحياً مرتبطاً بالمياه والمعتقدات البيئية، قبل أن تتحوّل قصته في المطبوعات الغربية إلى مخلوق ديناصوري (New Lines Magazine).
الرأي العلمي
تؤكد الأبحاث الحفرية والجيوكرونولوجية أن الديناصورات غير الطائرة انقرضت جماعياً قبل نحو 66 مليون سنة جراء تأثير نيزكي تشيكسولوب في شبه جزيرة يوكاتان . لا توجد أية شواهد علمية على استمرار أي جنسٍ منها إلى اليوم، وقد أكدت دوريات Nature وغيرها من المجلات العلمية غياب أي بقايا أو تطورات لاحقة تدعم احتمال بقاء ديناصورات مائية في العصر الحديث (Nature؛ Sci.News).
الخلاصة
رغم الجاذبية الأسطورية لروايات موكيلي-مبمبيه، لا يوجد أي دليل مادّي أو حفرى يثبت كونه ديناصوراً باقياً على قيد الحياة. القصص المنقولة شفويّاً طُوّرت وتحوّلت بفعل الثقافة الغربية، وتفسيرات العلماء ترجّح أن شهود العيان أخطأوا في تشخيص حيوانات معروفة أو زواحف كبيرة، بينما ينفي الإجماع العلمي بقاء أي ديناصورات غير طائرة بعد انقراض نهاية العصر الطباشيري.