أسرار الدماغ في لحظة المۏت

موقع أيام تريندز

أسرار الدماغ في لحظة المۏت: 

رحلة العلم إلى ما وراء الستار الأخير  
لطالما شكلت لحظة المۏت أحد أعظم الألغاز التي حيرت البشرية عبر العصور. مع تقدم العلوم العصبية والتقنيات الطبية، بدأ العلماء في كشف النقاب عن بعض الأسرار التي تحدث داخل الدماغ أثناء هذه اللحظة الحرجة. 

 تم تجميع كم هائل من البيانات من دراسات سريرية وتجارب على الحيوانات وحالات أشخاص عادوا من المۏت السريري، مما يقدم لنا رؤية غير مسبوقة لهذه الظاهرة.  
الفصل الأول: المۏت السريري والمۏت الدماغي - الفرق العلمي  
قبل الخوض في تفاصيل ما يحدث للدماغ، من الضروري التمييز بين:  
1. المۏت السريري: توقف القلب والتنفس، ولكن الدماغ لا يزال يعمل لفترة قصيرة (4-6 دقائق دون أكسجين قبل حدوث تلف دائم).  
2. المۏت الدماغي: توقف كامل وغير قابل للعكس لوظائف جذع الدماغ، بما في ذلك التنفس والدورة الدموية التلقائية.  
معظم الدراسات حول "لحظة المۏت" تركز على الفترة الانتقالية بين الحياة والمۏت، خاصة خلال الدقائق التي تلي المۏت السريري.  
الفصل الثاني: العاصفة الكهربائية في الدماغ المحتضر  
أظهرت دراسات حديثة، مثل تلك التي أجراها باحثون في جامعة ميشيغان (2023) على الفئران، أن الدماغ يمر بنشاط كهربائي مكثف في الدقائق التي تلي توقف القلب. هذه الموجة، المسماة "إزالة الاستقطاب المنتشر" (Spreading Depolarization)، تشبه تسونامي عصبي يغمر الدماغ، حيث تفقد الخلايا العصبية طاقتها وتنطلق إشارات كهربائية فوضوية قبل أن تختفي إلى الأبد.  
ما الذي يسبب هذه العاصفة العصبية؟  
- نقص الأكسجين (نقص التأكسج): يؤدي إلى فشل مضخات الأيونات في الخلايا العصبية، مما يتسبب في تسرب الشحنات الكهربائية.  
- تراكم النواقل العصبية: مثل الجلوتامات، التي تسبب فرط التحفيز والتلف العصبي.  
الفصل الثالث: تجارب الاقتراب من المۏت (NDEs) - هل هي ظاهرة عصبية بحتة؟  
أفاد العديد من الناجين من المۏت السريري بتجارب متشابهة، مثل:  
- رؤية نفق من الضوء.  
- الشعور بالانفصال عن الجسد (تجربة الخروج من الجسد).  
- استرجاع ذكريات قديمة (حياة تلمع أمام العين).  
التفسيرات العلمية المحتملة:  
1. نشاط الفص الصدغي: وجدت دراسات أن تحفيز هذه المنطقة (مثلًا في مرضى الصرع) يسبب هلوسات مشابهة لتجارب الاقتراب من المۏت.  
2. إفراز الدوبامين والإندورفين: قد يخلق هذا شعورًا بالسکينة والنشوة.  
3. نظرية "الدماغ المحتضر": يقترح بعض العلماء أن هذه التجارب هي محاولة الدماغ تفسير النشاط الكهربائي الفوضوي في لحظاته الأخيرة.  
الفصل الرابع: هل يبقى الدماغ واعيًا بعد المۏت السريري؟  
في دراسة مٹيرة أجراها د. سام بارنيا (2024) في جامعة ستوني بروك، تم رصد نشاط دماغي في بعض المرضى بعد توقف القلب لدقائق، رغم عدم وجود نبض. هذه النتائج أثارت جدلًا حول:  
- إمكانية استمرار الوعي لفترة قصيرة بعد المۏت السريري.  
- التحديات الأخلاقية في تعريف "المۏت" في الطب الحديث.  
الفصل الخامس: التغيرات الكيميائية والجينية في الدماغ المحتضر  
اكتشف العلماء أن بعض الجينات تزداد نشاطًا بعد المۏت، مثل:  
- جينات الالتهاب: تحاول إصلاح التلف.  
- جينات النمو العصبي: قد تحفز محاولات أخيرة لإنقاذ الخلايا.  
كما ترتفع مستويات الكالسيتونين والسيروتونين، مما قد يفسر مشاعر السلام التي يصفها البعض.  
الفصل السادس: هل يمكن عكس المۏت الدماغي؟ تجارب حديثة تثير الأمل ، أعلنت شركة BioQuark عن تجارب لاستعادة بعض وظائف الدماغ في الحيوانات بعد المۏت باستخدام:  
- الخلايا الجذعية.  
- البروتينات المحفزة للنمو العصبي.  
لكن هذه الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولى وتثير تساؤلات أخلاقية عميقة.  
الخلاصة: المۏت ليس لحظة واحدة، بل عملية معقدة  
يتفق العلماء على أن المۏت عملية ديناميكية، وأن الدماغ قد يمر بمراحل متعددة قبل التوقف الكامل. بينما تقدم لنا العلوم إجابات جزئية، تبقى الأسئلة الفلسفية والدينية حول "ما بعد المۏت" خارج نطاق الاختبار التجريبي.  
يبدو  أسرار الدماغ في لحظة المۏت: رحلة العلم إلى ما وراء الستار الأخير  

لطالما شكلت لحظة المۏت أحد أعظم الألغاز التي حيرت البشرية عبر العصور. مع تقدم العلوم العصبية والتقنيات الطبية، بدأ العلماء في كشف النقاب عن بعض الأسرار التي تحدث داخل الدماغ أثناء هذه اللحظة الحرجة.

 تم تجميع كم هائل من البيانات من دراسات سريرية وتجارب على الحيوانات وحالات أشخاص عادوا من المۏت السريري، مما يقدم لنا رؤية غير مسبوقة لهذه الظاهرة.  

 المۏت السريري والمۏت الدماغي - الفرق السر الأكبر الذي لم يُكشف بعد هو: هل الوعي يختفي مع توقف الدماغ، أم أنه ظاهرة أكثر تعقيدًا؟ الإجابة قد تغير فهمنا للحياة نفسها.