شلالات الډم في أنتاركتيكا لغز السائل الأحمر الذي حيّر العلماء

موقع أيام تريندز

في قلب القارة القطبية الجنوبية المتجمدة، حيث تسود البرودة القارسة وتغطي الجليدات معظم المعالم الطبيعية، تظهر واحدة من أغرب الظواهر الطبيعية على وجه الأرض: شلالات الډم في أنتاركتيكا. هذا الاسم الغريب لم يُطلق من فراغ، بل جاء من مظهر مائي مذهل يبدو وكأنه ډم حقيقي يتدفق من نهر جليدي.

هذه الظاهرة الغريبة حيّرت العلماء لعقود، وأثارت تساؤلات حول أصل هذا السائل الأحمر الذي يشق طريقه وسط الجليد الأبيض الناصع، في تناقض بصري مثير وغامض.

ما هي شلالات الډم؟

تقع شلالات الډم في وادي "تايلور" الجليدي ضمن منطقة القارة القطبية الجنوبية المعروفة بـ "وادي ماكموردو الجاف". وتم اكتشافها لأول مرة عام 1911 على يد الجيولوجي الأسترالي "غريفيث تايلور"، الذي اعتقد أن اللون الأحمر ناجم عن الطحالب الحمراء. لكن مع التقدم العلمي، تم الكشف عن أسباب أكثر عمقًا وتعقيدًا.

السر وراء اللون الأحمر

اللون الدموي للشلالات لا يعود لأي كائن حي أو طحالب، بل هو نتيجة لتدفق مياه مالحة غنية بأكاسيد الحديد من أعماق النهر الجليدي. فعندما يتفاعل الحديد مع الهواء، يتحوّل إلى أكسيد الحديد، وهو نفس العنصر الذي يعطي الصدأ لونه الأحمر. هذا التفاعل الكيميائي هو ما يمنح المياه هذا المظهر الشبيه پالدم.

وتُعد هذه المياه من أقدم المياه الجوفية المحجوزة تحت الجليد، ويُعتقد أنها محاصرة منذ ملايين السنين، في بيئة معزولة تمامًا عن الضوء والأوكسجين.

لماذا شلالات الډم مهمة علميًا؟

تُعتبر شلالات الډم مصدرًا غنيًا للمعلومات العلمية، فهي تحتوي على ميكروبات نادرة قادرة على البقاء في بيئة عديمة الأوكسجين وشديدة الملوحة، ما يفتح الباب لفهم أشكال الحياة المتطرفة التي قد توجد على كواكب أخرى مثل المريخ.

ويُجري العلماء دراسات مستمرة على هذه الظاهرة لفهم تأثير التغيرات المناخية، ونمط الجليد، واحتمال وجود بيئات مشابهة في أماكن أخرى من النظام الشمسي.

خاتمة: الطبيعة أكثر غرابة مما نتصور

شلالات الډم في أنتاركتيكا تُجسد كيف يمكن للطبيعة أن تفاجئنا بأسرارها. فرغم التقدم العلمي الهائل، ما زالت هذه الظاهرة تثير الكثير من الأسئلة، وتجذب الباحثين والمستكشفين من مختلف أنحاء العالم. إنها تذكرة حيّة بأن كوكب الأرض لا يزال يحتفظ بأسرار لم تُكتشف بعد.