هل كنت تعرف الفرق بين حساسية القمح وحساسية الجلوتين؟

موقع أيام تريندز

في عالم يزداد فيه الوعي بالصحة والتغذية، تكثر المصطلحات التي نسمعها يوميًا حول الأنظمة الغذائية والمواد التي قد تضر أو تفيد أجسامنا. من بين هذه المصطلحات، كثيرًا ما نسمع عن "حساسية القمح" و"حساسية الجلوتين"، وكثيرًا ما يتم الخلط بينهما، رغم أن الفرق بينهما ليس فقط في التسمية، بل في الأسباب، والأعراض، والتشخيص، وحتى طريقة العلاج.

فهل فعلاً هناك فرق بين الحالتين؟ وهل من الضروري أن نميز بينهما؟ الإجابة هي: نعم، وبشكل كبير. إليك التفاصيل.

أولاً: ما هو القمح وما هو الجلوتين؟

لفهم الفرق، علينا أولًا معرفة ما نتحدث عنه:

القمح: هو نوع من الحبوب، ويُعد من المكونات الأساسية في غذاء الإنسان، ويوجد في الخبز، والمعكرونة، والبسكويت، والكعك، والعديد من المنتجات الغذائية.

الجلوتين: هو نوع من البروتينات يوجد داخل بعض الحبوب مثل القمح، الشعير، والجاودار (الراي). بمعنى آخر، الجلوتين جزء من القمح، لكنه ليس القمح كله.

ثانيًا: حساسية القمح (Wheat Allergy)

حساسية القمح هي رد فعل مناعي حاد تجاه أحد البروتينات الموجودة في القمح، وليس بالضرورة الجلوتين فقط. في هذه الحالة، يتعامل جهاز المناعة مع بروتينات القمح كأجسام غريبة ضارة، ويبدأ في محاربتها.

أعراض حساسية القمح:

الطفح الجلدي أو الحكة

صعوبة في التنفس أو صفير في الصدر

تورم في الوجه أو الحلق

غثيان أو قيء

في الحالات الشديدة: صدمة تحسسية (anaphylaxis) وهي حالة طارئة تهدد الحياة

التشخيص والعلاج:

يتم تشخيص حساسية القمح من خلال اختبارات الجلد أو فحوصات الډم التي تقيّم رد فعل جهاز المناعة تجاه بروتينات القمح. والعلاج الوحيد هو تجنب القمح تمامًا، بما في ذلك جميع المنتجات التي تحتوي عليه، حتى لو كانت خالية من الجلوتين.

ثالثًا: حساسية الجلوتين (أو عدم تحمّل الجلوتين / حساسية الجلوتين غير الزلاقية)

حساسية الجلوتين أو كما يسميها الأطباء أحيانًا "عدم تحمّل الجلوتين"، تختلف عن "حساسية القمح". وهي ليست رد فعل مناعي قوي، بل حالة مزمنة يعاني فيها الشخص من أعراض مزعجة عند تناول الجلوتين، لكنها لا تصل إلى درجة التفاعل التحسسي الحاد.

أعراض حساسية الجلوتين:

الانتفاخ والغازات

آلام في البطن

تعب مزمن أو ضبابية ذهنية

صداع

آلام في المفاصل

أحيانًا طفح جلدي أو إسهال

التشخيص والعلاج:

لا توجد حتى الآن فحوصات دقيقة لتشخيص حساسية الجلوتين غير الزلاقية. غالبًا ما يتم التشخيص باستبعاد حالات أخرى مثل "الداء الزلاقي" أو "حساسية القمح"، ثم مراقبة الأعراض عند إيقاف تناول الجلوتين. والعلاج يكون باتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين.

رابعًا: ماذا عن الداء الزلاقي (Celiac Disease)؟

الخلط بين المفاهيم لا يتوقف هنا. هناك أيضًا حالة ثالثة تُعرف بـ الداء الزلاقي، وهي مرض مناعي ذاتي (Autoimmune)، يهاجم فيه الجسم الأمعاء الدقيقة عند تناول الجلوتين. وهي أكثر خطۏرة من حساسية الجلوتين غير الزلاقية، وتتطلب تشخيصًا دقيقًا، وعلاجًا صارمًا بنظام خالٍ من الجلوتين تمامًا.

نصيحة ختامية

إذا كنت تعاني من أعراض مزعجة بعد تناول القمح أو منتجاته، فلا تفترض أن الأمر بسيط أو أنك فقط "تعبت من الطعام". من الأفضل دائمًا مراجعة الطبيب المختص أو أخصائي تغذية للتأكد من الحالة بدقة. التفرقة بين حساسية القمح وحساسية الجلوتين قد تغيّر نمط حياتك بالكامل، وتحمي صحتك على المدى البعيد.