جامعة هارفارد تطلق برنامجًا مجانيًّا بالكامل عبر الإنترنت للحصول على شهادات معتمدة

موقع أيام تريندز

جامعة هارفارد تطلق برنامجًا مجانيًّا بالكامل عبر الإنترنت للحصول على شهادات معتمدة

فرصة ذهبية للتعلّم من أعرق جامعات العالم دون أي تكلفة

في خطوة تعكس التزامها المتزايد بنشر التعليم عالميًّا وتعزيز فرص الوصول إليه، أعلنت جامعة هارفارد الأمريكية، إحدى أعرق وأهم المؤسسات الأكاديمية في العالم، عن إطلاق برنامج تعليمي مجاني بالكامل عبر الإنترنت، يتيح للراغبين من مختلف أنحاء العالم فرصة الحصول على شهادات معتمدة دون الحاجة لدفع أي رسوم مالية.

مبادرة تعليمية عالمية من قلب هارفارد

البرنامج الذي يأتي تحت مظلة مبادرة التعليم المفتوح في جامعة هارفارد، يهدف إلى كسر الحواجز الجغرافية والاقتصادية التي تعيق الملايين من الوصول إلى التعليم العالي، خصوصًا في التخصصات ذات الطلب العالي في سوق العمل مثل علوم الحاسوب، الذكاء الاصطناعي، العلوم الإنسانية، وإدارة الأعمال.

ووفقًا للبيان الرسمي الذي نشرته الجامعة عبر منصاتها الرقمية، فإن هذه المبادرة تستهدف الأفراد الطموحين من مختلف الأعمار والخلفيات التعليمية، وتفتح لهم المجال للانضمام إلى بيئة تعليمية مرموقة يشرف عليها نخبة من أساتذة هارفارد.

شهادات معتمدة وجاهزة لسوق العمل

اللافت في هذا البرنامج أنه لا يقتصر على تقديم المحتوى التعليمي فقط، بل يمنح المتعلّمين شهادة معتمدة من جامعة هارفارد عند إتمام المقررات بنجاح، ما يمنحهم ميزة تنافسية في سوق العمل، ويُضفي مصداقية أكاديمية عالية على سيرهم الذاتية.

وتؤكد الجامعة أن الشهادات المقدّمة تحمل نفس الاعتراف الأكاديمي الذي تحظى به الشهادات الصادرة عن برامجها التقليدية، مما يجعلها مؤهِّلة للاستخدام في التقديم للوظائف أو لمواصلة الدراسة الأكاديمية في مؤسسات أخرى.

منصة رقمية وتنوّع في التخصصات

يعتمد البرنامج على منصة edX الشهيرة، والتي أسّستها جامعة هارفارد بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وتوفّر المقررات بصيغة فيديوهات تعليمية، اختبارات، ومهام تفاعلية مصممة بأسلوب حديث يناسب مختلف أنماط التعلم.

وتشمل قائمة الدورات المجانية المتاحة:  
- مقدمة في علوم الحاسوب (CS50)  
- أساسيات الذكاء الاصطناعي  
- القيادة في عالم الأعمال  
- الفلسفة الأخلاقية  
- ريادة الأعمال والابتكار  
- تحليل البيانات الضخمة  

شروط الالتحاق وسهولة الوصول

أحد أبرز جوانب هذه المبادرة هو إلغاء الحاجة إلى شروط قبول معقدة، حيث يمكن لأي شخص التسجيل عبر الإنترنت  واختيار الدورة المناسبة له. كما لا يشترط وجود خلفية أكاديمية مسبقة، ما يجعل البرنامج متاحًا لشرائح واسعة من المتعلمين.

ورغم أن حضور الدورات ومتابعتها مجاني بالكامل، تتيح الجامعة خيار دفع رسوم رمزية في حال رغبة الطالب في الحصول على شهادة موثقة بإمضاء هارفارد، لكن في عدد من الدورات – وضمن هذه المبادرة الجديدة – تُمنح الشهادات دون أي مقابل مادي.

خطوة نحو مستقبل تعليمي أكثر عدالة

يرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثّل تحولًا نوعيًا في فلسفة التعليم العالي، وتؤكد أن المؤسسات الأكاديمية الكبرى باتت تدرك أهمية شمولية التعليم وضرورة مواكبته للعصر الرقمي.

ويؤكد مسؤولو جامعة هارفارد أن هذه المبادرة ما هي إلا بداية لبرامج أكثر توسعًا ستُطرح تباعًا في الأشهر المقبلة، لتشمل تخصصات جديدة وتقدّم أدوات تفاعلية أكثر تطورًا.

في عصر يتسارع فيه التحول الرقمي والتخصص الدقيق، تقدم جامعة هارفارد فرصة استثنائية للطامحين إلى التميز، وتُشرع أبواب الأمل نحو آفاق مهنية وعلمية واسعة.

إنها دعوة لكل من يحلم بالتعلّم من نخبة النخبة، دون أن يعيقه الموقع الجغرافي أو التكاليف الباهظة.