حقائق مٹيرة عن أكبر حيوان على وجه الأرض

الحوت الأزرق من قال إن الكبار لا يرقصون
في أعماق المحيط حيث لا تصل أشعة الشمس إلا همسا يسبح مخلوق لا يشبه أي شيء عرفناه على سطح اليابسة. إنه ليس تنينا من الأساطير ولا آليا من أفلام الخيال العلمي. بل هو كائن حي ينبض يشعر وينام بنصف دماغه فقط. إنه الحوت الأزرق أضخم من مشى أو سبح أو رقص على كوكب الأرض.
والسؤال كيف لمثل هذا الكائن العملاق أن يختبئ عن أنظارنا في زحام هذا العالم بينما نحن نتسابق لنصور طبق الغداء وننسى أن نرفع أعيننا إلى البحر دعونا نتعرف على الحوت الأزرق كما لم نفعل من قبل بنظرة فيها بعض المرح كثير من الانبهار ولمسة إنسانية.
1. صاحب الوزن الثقيل بالمعنى الحرفي
تخيل أن هناك كائنا واحدا وزنه يعادل وزن 33 فيلا. هذا ليس حشدا من الفيلة بل مجرد حوت أزرق بالغ قد يصل وزنه إلى 180 طنا. وإذا لم تستوعب الرقم فدعني أقول لك إن لسانه وحده يمكن أن يزن أكثر من فيل وقلبه بحجم سيارة كيا بيكانتو!
والمثير أنه لا يستخدم هذا القلب العملاق في القتال أو التباهي بل في ضخ الډم بهدوء مرة كل 10 ثوان تقريبا ليبقي جسده الشاسع ينبض بالحياة.
2. طفل يولد بحجم حافلة مدرسية
يا سلام جبت بيبي صغير تقولها أم الحوت الأزرق وهي تلد عجلا طوله 7 أمتار ويزن 3 أطنان! خلال الأشهر الأولى يرضع هذا الصغير 250 لترا من الحليب يوميا وينمو بمعدل 90 كيلوغراما في اليوم. يعني لو كان يلبس بنطلون كنا محتاجين كل أسبوع نفصل له واحد جديد!
3. غذاؤه أصغر من جمبري!
رغم ضخامة جسمه إلا أن الحوت الأزرق يتغذى على مخلوقات صغيرة تدعى الكريل تشبه الجمبري بحجم الإصبع. يحتاج يوميا إلى أربعة أطنان منها! نعم هو كائن نباتي من نوع آخر.
يأخذ نفسا عميقا يغوص يفتح فمه كأنه يسحب البحر ثم يصفي الماء ويحتفظ بالكريل داخل فمه. إنها طريقة أنيقة للأكل الجماعي دون صحن ولا شوكة.
4. صوت لا ينافسه أحد
يستطيع الحوت الأزرق إصدار أعلى صوت مسجل بين الكائنات الحية يصل إلى 188 ديسيبل. صوته يمكن أن ينتقل عبر المحيط لمسافة 1600 كيلومتر! يعني بإمكانه يتصل بصديق له في قارة أخرى من دون إنترنت ولا فاتورة.
لكن المفاجأة هذه الأصوات ليست مجرد صړاخ بل هي أغاني طويلة ومعقدة يعتقد أنها وسيلة تواصل وتزاوج وأحيانا شات بحري طويل المدى.
5. نصف دماغه ينام والنصف الآخر يسهر
الحوت الأزرق لا يستطيع أن ينام بالكامل لأنه لو فعل قد ينسى التنفس وېموت. لذلك ينام فقط بنصف دماغه بينما النصف الثاني يبقى يقظا للتحكم بالتنفس والحركة. كأنك تعمل شفتين في اليوم مدى الحياة!
6. مفيد للكوكب أكثر من ألف مصنع تدوير
قد تستغرب لكن براز الحوت الأزرق هو جزء حيوي من دورة الحياة في البحر. يحتوي على عناصر غذائية تغذي العوالق النباتية التي تنتج أكثر من 50 من الأوكسجين في الغلاف الجوي وتمتص كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون. ببساطة هذا الكائن يساعدنا على التنفس ونحن لا نعلم.
7. هل هو انقرض كاد لكنه يقاتل للعودة
في القرن العشرين وبسبب الصيد الجائر انخفض عدد الحيتان الزرقاء من مئات الآلاف إلى بضع مئات فقط. كل ذلك من أجل الزيت والعظام. اليوم وبعد عقود من الحماية عاد العدد ليتراوح بين 10000 25000 لكن الكفاح لم ينته بعد.
8. هو لطيف لكنه عملاق حزين
وراء هذه الضخامة هناك كائن رقيق لا يؤذي أحدا. لا يفترس لا يهاجم لا يزاحم أحدا. لكنه يعاني في صمت من ضجيج السفن وتلوث المحيطات وندرة الكريل وحتى اصطدامه بسفن الشحن العملاقة.
قد نبهر بحجمه لكن هل سألنا أنفسنا كيف يشعر كائن ضخم بهذا الجمال وهو محاصر في محيط بدأ يضيق عليه
9. ولماذا نكتب عنه بهذا الحماس
لأنه ليس فقط الأكبر بل الأندر الأجمل والأكثر تواضعا في عظمته. الحوت الأزرق لا ېصرخ ليسمع بل يغني. لا يتسابق بل ينساب. لا يبهرنا بقوة ټدميرية بل بلحن من الحياة. ربما يعلمنا درسا بسيطا أن تكون عظيما لا يعني أن تكون مؤذيا.
ختاما رقصة في المحيط
في إحدى الوثائقيات التقطت الكاميرا حوتا أزرق يسبح في دوائر ثم يلف بجسمه العملاق بطريقة فنية مدهشة كأنه يرقص وحده في حفلة صامتة. لا جمهور لا تصفيق فقط موجة خفيفة وضوء يتسلل من الأعلى.
تلك الرقصة يا صديقي كانت رسالة. أن الكائنات العظيمة لا تحتاج جمهورا لتبدع. فقط تحتاج مكانا آمنا وصمتا يشبه البحر.