فيسبوك يختبر أدوات جديدة لتصفية المحتوى العاطفي

في خطوة جديدة نحو تحسين تجربة المستخدم، بدأ موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باختبار مجموعة أدوات متطورة تهدف إلى تصفية المحتوى العاطفي الزائد على المنصة. تأتي هذه المبادرة في إطار سعي الشركة إلى توفير بيئة رقمية أكثر توازناً، خاصة بعد تصاعد الانتقادات حول تأثير المنشورات العاطفية المبالغ فيها على الصحة النفسية للمستخدمين.
ما الهدف من تصفية المحتوى العاطفي؟
يعتمد فيسبوك بشكل كبير على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدم وتقديم محتوى يتناسب مع اهتماماته. ومع ذلك، لوحظ في الفترة الأخيرة أن المحتوى العاطفي أو المثير للمشاعر — مثل منشورات الحزن الشديد أو الڠضب — يتم تداوله بشكل واسع، مما قد يؤثر سلباً على الحالة المزاجية للمستخدمين. لذلك، تسعى الشركة الآن إلى تطوير أدوات قادرة على تقليل ظهور هذا النوع من المحتوى في الصفحة الرئيسية دون منعه كلياً.
كيف تعمل الأدوات الجديدة؟
الأدوات التي يتم اختبارها حالياً تعتمد على تقنية تحليل اللغة والسياق لفهم طبيعة المنشور، ومدى احتوائه على محتوى عاطفي قوي. وبمجرد تحديد نوع المنشور، يتم تصنيفه بناءً على درجة العاطفة، ومن ثم يمكن للمستخدمين تخصيص إعداداتهم لتقليل أو زيادة ظهور هذا النوع من المنشورات حسب رغبتهم الشخصية.
ردود الأفعال الأولية
حتى الآن، تنوعت آراء المستخدمين حول هذه الميزة. فبينما رحّب البعض بإمكانية تقليل المحتوى المرهق نفسياً، اعتبر آخرون أن هذه الخطوة قد تُستخدم للحد من حرية التعبير أو لإخفاء بعض الأصوات المؤثرة. فيسبوك من جهته أكد أن الميزة اختيارية تماماً وتخضع للتعديل بحسب تفضيلات كل مستخدم.
فيسبوك ومستقبل أكثر توازناً
هذه الخطوة تُمثل جزءاً من خطة طويلة الأمد لفيسبوك لجعل منصته مساحة آمنة وداعمة، وليس فقط ساحة لتبادل الأخبار والانفعالات. ومع استمرار التجارب، من المتوقع أن تُحدث هذه الأدوات نقلة نوعية في طريقة استهلاك المحتوى على المنصة، وتفتح الباب أمام مزيد من التحكم في التجربة الرقمية لكل مستخدم.