علماء يطورون لقاحًا عالميًا ضد جميع سلالات الإنفلونزا

لقاح الإنفلونزا الشامل هل سنودع الزكام للأبد!
كل شتاء يتكرر المشهد نفسه أنف يسيل رأس يصدع سعال يهز الغرف وعبارة عندي رشح تصبح شعار الموسم. الإنفلونزا هذا الضيف الثقيل الذي لا يدعى يقتحم حياتنا كل عام بثقة لا تطاق وكأنه يعرف أنه سيجدنا غير مستعدين.
لكن يبدو أن العلم قرر أن يقول له كفى عبثا!. والبطاقة الحمراء جاءت على هيئة لقاح عالمي للإنفلونزا لقاح واحد فقط يحمينا من جميع أنواعها الحالية منها والمستقبلية الموسمية والكارثية الفيروسات ذات الأجنحة والتي بدون!
مهتم تعرف كيف خليك معي لأن اللي جاي أغرب من الخيال وأقرب جدا للواقع.
مشكلة الإنفلونزا فيروس عنده شخصية درامية!
لو حاولنا تشبيه فيروس الإنفلونزا بشخص فهو بالتأكيد درامي مزاجي ويغير شكله كل دقيقة!
هو ليس فيروسا واحدا بل عائلة ممتدة ومتقلبة تضم أنواعا وسلالات لا يمكن حصرها بسهولة
فيروسات إنفلونزا A B C
سلالات متعددة مثل H1N1 H3N2 H5N8 إلخ
وطبعا كل سنة يطل علينا نوع جديد كأننا في حلقة من مسلسل تركي!
هذه القدرة على التغيير السريع تجعله كابوسا للعلماء. لقاح السنة الماضية لا ينفع للسنة التالية. وكل عام يبدأ سباق التطعيم بلعبة التنبؤ بالسلالة المقبلة أحيانا تصيب وأحيانا تخيب وأحيانا تنام وتصحى تلاقيه رجع باسم مستعار جديد!
لقاح mRNA الخارق بطل القصة!
هنا يظهر لقاح عالمي جديد يعتمد على تقنية ال mRNA وهي تكنولوجيا جعلت فيروس كورونا يرتعد من الخۏف وأثبتت أن الجسم يمكنه تعلم الحماية من أي ټهديد بذكاء وخفة ډم.
ما فعله العلماء ببساطة بس مش فعلا ببساطة! أنهم جابوا الشيفرات الوراثية ل 20 سلالة إنفلونزا مختلفة 18 من النوع A و من النوع B وبرمجوها داخل لقاح واحد.
يعني تخيل بدل ما نعطي جسمك درسا خصوصيا كل سنة عن إنفلونزا جديدة بنعمله دورة تدريبية كاملة فيها كل السيناريوهات. وحتى لو ظهر إنفلونزا نسخة 2075 الجسم يكون جاهز يقول آه شفنا مثلك قبل كده!.
مين ورا الاختراع ده
البطولة هنا لفريق من جامعة بنسلفانيا بقيادة الدكتور سكوت هينسلي اللي باين من كلامه إنه ما عاد يتحمل السعال الجماعي في المكاتب بالتعاون مع مختبرات متخصصة في تقنيات mRNA.
أول تجارب اللقاح تمت على فئران وخنازير وهي كائنات تستخدم بكثرة في تجارب الطب الحيوي لأنها تشبه البشر من حيث المناعة نوعا ما. والنتائج
استجابة مناعية قوية ضد جميع السلالات
حماية طويلة المدى
لا آثار جانبية مقلقة
وحالة معنوية ممتازة خصوصا لدى الفئران حسب تعبير الباحثين!
مش بس وقاية ده تحذير مبكر!
أحد أبرز ميزات اللقاح الجديد هو أنه لا ينتظر ظهور السلالة بل يستبقها. يعني لو ظهرت سلالة جديدة من إنفلونزا الطيور أو الخنازير أو حتى إنفلونزا البطاطا من يدري فإن اللقاح سيكون جاهزا للتعامل معها لأنه علم الجسم كيف يتعامل مع طيف واسع جدا من الفيروسات.
هو مش بس بيحميك هو بيخلي جهازك المناعي يقول
أنا شوفت النوع ده قبل كده خليني أرتب أموره قبل ما يعملي دوشة!
إيش يعني دا كله يعني إنفلونزا رايحة في داهية
خلينا نكون واقعيين
التجارب على البشر لم تبدأ بعد لكنها قريبة
السلامة على المدى الطويل تحتاج متابعة دقيقة
إنتاج لقاح شامل على نطاق عالمي مسألة لوجستية كبيرة
لكن الأهم النية موجودة والخطوات ثابتة والتقنية أثبتت كفاءتها. وإذا مشت الأمور كما يخطط العلماء فقد نصل إلى مرحلة يصبح فيها الزكام مجرد ذكرى مثل شرائط الكاسيت أو أجهزة البلاكبيري.
ردود أفعال العالم مندهشة ومتحمسة مع شوية شك!
كعادته المجتمع العلمي استقبل النبأ بحذر أكاديمي لطيف واو هذا واعد جدا بس خلينا نشوف تجارب البشر أول.
منظمة الصحة العالمية وصفت الفكرة بالاختراق المحتمل
أما الناس فقد انقسموا بين
أخيرا حل لكل أنواع الرشح خليني أول واحد!
وهممم mRNA مؤامرة جديدة! خليني أشوف الفيسبوك أولا!
وطبعا لا يخلو الإنترنت من التعليقات الساخرة
يعني السنة الجاية مش حنعرف نتغيب عن الشغل بقولنا عندي إنفلونزا!
طب يعملوا لقاح عالمي ضد النكد كمان!
إذا نجح اللقاح كيف ممكن يتغير العالم
1. نهاية فصل الإنفلونزا ما في خوف من كل شتاء جديد.
2. جاهزية للأوبئة لو ظهر فيروس جديد الجهاز المناعي مستعد يرد عليه من أول لحظة.
3. أمان أكثر لكبار السن والأطفال وهم الفئات الأكثر تضررا من الإنفلونزا.
4. توفير مليارات الدولارات تصرف سنويا على الرعاية الصحية الإنتاج السنوي للقاحات والإجازات المړضية.
5. مزيد من الثقة في تكنولوجيا mRNA التي قد تستخدم لاحقا ضد أمراض أكثر فتكا مثل السړطان!
طيب متى نحصل عليه
الخبر الحلو اللقاح موجود الآن في مراحله قبل السريرية والتجارب البشرية يتوقع أن تبدأ خلال أقل من عام.
الخبر الأهدأ ما راح يكون متاح للعامة قبل 3 إلى 5 سنوات في حال أثبت فعاليته وسلامته.
لكن زي ما بيقول المثل العلمي الجديد
لقاح عالمي تأخرت عليه خير من لقاحات موسمية ما تنفع أصلا!
النهاية لا هذه مجرد بداية!
مشوار القضاء على الإنفلونزا لم ينته لكنه لأول مرة صار له خريطة واضحة وبوصلة تشير نحو حل دائم لا مؤقت.
قد يكون المشهد خياليا لقاح واحد يحميك مدى الحياة من فيروس يغير قناعه كل سنة لكن إذا كنا وصلنا للقمر وصغرنا الحواسيب بحجم الجيب وعلمنا السيارات تقود نفسها فلقاح ضد الإنفلونزا بالعقل والعلم ممكن جدا.
حتى ذلك الحين خذ احتياطاتك لا تبوس أي أحد مش واثق منه واشرب زنجبيل وراقب لأن العلم قادم لإنقاذ الشتاء القادم من السعال والعطس والنوم ببطانية وفوقها جاكيت.