روبوت جراحي جديد يجري عمليات معقدة دون تدخل بشړي

روبوت جراحي جديد ينجز عمليات معقّدة دون تدخل بشړي: مستقبل الطب بين أيدٍ آلية
في تطوّر لافت وغير مسبوق في عالم الجراحة والذكاء الاصطناعي، كشف باحثون في إحدى الشركات الرائدة في التكنولوجيا الطبية عن روبوت جراحي جديد قادر على تنفيذ عمليات جراحية معقّدة بدقة متناهية ودون أي تدخل بشړي مباشر. الحدث الذي اعتبره الكثيرون "قفزة نوعية في مستقبل الرعاية الصحية"، يفتح الباب أمام عصر جديد من الطب الآلي الذي قد يغيّر وجه الجراحة كما نعرفها.
ابتكار تقني يلامس الخيال العلمي
الروبوت، الذي يحمل اسم "Autonomous Surgical System" أو "النظام الجراحي الذاتي"، طوّرته شركة أمريكية بالتعاون مع باحثين من جامعات مرموقة، ويعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم العميق لتحليل الحالة الطبية للمريض واتخاذ قرارات فورية أثناء الجراحة. والأكثر إثارة أن الروبوت لا يحتاج لتوجيه بشړي أثناء العملية، بل يقوم بتنفيذها اعتمادًا على خوارزميات متقدمة وبيانات مخزنة.
أول عملية ناجحة: إنجاز يدوّي في تاريخ الطب
في تجربة أولى أجريت بمستشفى جامعي في ولاية ميريلاند الأمريكية، نجح الروبوت في إجراء عملية معقّدة لترميم الأمعاء لدى أحد المرضى. العملية استغرقت ساعتين، وأظهرت نتائج ما بعد الجراحة أن دقة الغرز، وسرعة التعافي، وتقليل الڼزيف، فاقت تلك التي تتم عبر الجراحين التقليديين.
الدكتور "مايكل فينلي"، أحد المشرفين على التجربة، قال:
"ما شاهدناه كان ثوريًا بكل المقاييس. الروبوت اتخذ قرارات أثناء الجراحة أفضل من تلك التي قد يتخذها الجراح البشري تحت ضغط الوقت."
كيف يعمل الروبوت؟
يعتمد الروبوت على نظام تصوير ثلاثي الأبعاد فائق الدقة، قادر على رسم خريطة دقيقة لأعضاء الجسم، إضافة إلى أذرع مرنة تحاكي حركة اليد البشرية ولكن دون ارتعاش أو خطأ. كما يحتوي على وحدة "تشخيص فوري" تسمح له بتحليل الأنسجة أثناء الجراحة واتخاذ القرار الأنسب بناءً على ذلك.
ويُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل آلاف الحالات الطبية السابقة، ما يمنح الروبوت قدرة على التكيّف مع كل حالة على حدة، في خطوة تقرّبه من "الحدس الطبي" الذي طالما كان حكرًا على البشر.
جدل طبي وأخلاقي يرافق التطور
ورغم الحماس الكبير في الأوساط الطبية، إلا أن ظهور هذا الروبوت أثار أيضًا موجة من التساؤلات الأخلاقية والمهنية، خصوصًا في ما يتعلق بمسؤولية الخطأ الطبي، ومدى قبول المرضى لإجراء عملية دون وجود طبيب بشړي مباشر.
لكن في المقابل، يرى مؤيدو التقنية أن هذا النوع من الروبوتات سيساعد في تقليل الأخطاء الطبية الناتجة عن التعب أو التقدير الخاطئ، وسيوفر خدمات طبية متقدمة في المناطق النائية التي تفتقر إلى جراحين متخصصين.
ما القادم؟
تخطط الشركة المطوّرة لإجراء تجارب أوسع على الروبوت خلال الأشهر المقبلة في أوروبا وآسيا، قبل أن تبدأ بمرحلة التسويق التجاري خلال عام 2026. ويأمل المطوّرون أن يصبح الروبوت جزءًا من غرف العمليات الحديثة حول العالم، خصوصًا في التخصصات التي تتطلب دقة فائقة مثل جراحة القلب والأعصاب.
ويشير الخبراء إلى أن هذه التقنية، إذا أثبتت نجاحها واستقرارها، قد تغيّر هيكلية التدريب الطبي مستقبلًا، وتعيد تعريف دور الجراح في غرفة العمليات، من منفذ مباشر إلى مشرف أو مبرمج لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
الروبوت الجراحي الذاتي ليس مجرّد أداة طبية جديدة، بل هو عنوان لعصر قادم يتداخل فيه الذكاء الاصطناعي مع العلوم الطبية بشكل غير مسبوق. وبين الحذر والحماسة، يبقى المستقبل مفتوحًا على احتمالات هائلة... وربما أسرع مما نتصور.