إنشاء أول محمية بحرية عابرة للقارات في المحيط الأطلسي

أول محمية بحرية عابرة للقارات في المحيط الأطلسي خطوة تاريخية لحماية التنوع البيولوجي
مقدمة إنجاز بيئي غير مسبوق
في خطوة تعد الأولى من نوعها على المستوى العالمي أعلنت الحكومة البريطانية عن إنشاء أول محمية بحرية عابرة للقارات في مياه جزيرة أسينشن بالمحيط الأطلسي. تمتد هذه المحمية على مساحة شاسعة تبلغ 234291 كيلومترا مربعا وهي مساحة تقارب مساحة بريطانيا نفسها مما يجعلها واحدة من أكبر المناطق المحمية في العالم. يأتي هذا الإعلان تتويجا لجهود حماية البيئة البحرية التي تشهد تزايدا ملحوظا في السنوات الأخيرة .
خصائص المحمية البحرية الفريدة
موقع استراتيجي وحياة بحرية فريدة
تقع محمية أسينشن البحرية في موقع استراتيجي في منتصف المحيط الأطلسي وتتميز بتنوع بيولوجي استثنائي حيث تحتوي على
أكبر أسماك المارلين حجما في العالم
التجمع الأكبر عالميا للسلاحف البحرية الخضراء
مستعمرات من الطيور البحرية الاستوائية النادرة
أسراب طائر الفرقاط الذي تتميز به المنطقة
نظام الحماية الصارم
تتبنى المحمية نظاما متدرجا للحماية حيث
يمنع بتاتاً صيد أنواع الأسماك في مساحة تزيد عن نصف المساحة المحمية
يخضع الصيد في الجزء المتبقي لرقابة صارمة
يتم تمويل عمليات الرقابة والحماية بتبرع قدره 300 ألف جنيه إسترليني من مؤسسة لويس بيكون الخيرية
الجهود الدولية السابقة والمبادرات الموازية
سياق عالمي لحماية المحيطات
يأتي إعلان محمية أسينشن في إطار جهود دولية متزايدة لحماية المحيطات حيث
عينت عدة حكومات مساحات كحدائق بحرية في منطقة بولو شمال المحيط الهادي
أقامت محميات حول جزيرتي إيستر وبيتكيرن جنوب المحيط الهادئ
أنشأت نيوزيلندا محميات حول مجموعة جزر كيرماديك
التزام بريطاني واسع النطاق
تندرج هذه المبادرة ضمن التزام أوسع للحكومة البريطانية حيث
تعهد حزب المحافظين في 2015 بإقامة حزام أزرق حول المحميات البحرية
يهدف هذا الحزام إلى تغطية مناطق أعالي البحار التابعة لبيطانيا
سيسهم في حماية مساحة تعادل ثلاثة أضعاف ونصف مساحة بريطانيا
التحديات والانتقادات
فجوة بين التوصيات العلمية والإجراءات
على الرغم من أهمية هذه الخطوة إلا أن هناك بعض التحفظات
تبقى المساحات المحمية أقل بكثير من توصيات العلماء لحماية الكائنات الحية
هناك حاجة لزيادة المخزون السمكي في المحيط بشكل أكبر
مع ذلك تمثل هذه الخطوة تقدما ملحوظا مقارنة بالأعوام القليلة الماضية
تحديات التمويل والرقابة
تواجه المحمية تحديات عملية تتعلق ب
تكاليف الرقابة والمراقبة في مساحة شاسعة
مكافحة الصيد غير الشرعي
جمع وتحليل البيانات العلمية اللازمة
الرؤية العلمية وأهمية المحمية
إرث تاريخي وعلمي
تمتلك جزيرة أسينشن أهمية علمية خاصة حيث
زارها العالم تشارلز داروين في القرن التاسع عشر
كانت محل اهتمام العلماء لعقود طويلة
تعتبر مختبرا طبيعيا فريدا لدراسة النظم البيئية البحرية
فوائد متعددة الأبعاد
ستوفر المحمية العديد من الفوائد منها
حماية التنوع البيولوجي الفريد
تعزيز مخزون الأسماك على المدى الطويل
الحفاظ على الأنواع المھددة بالانقراض
توفير فرص للبحث العلمي والدراسات البيئية
الخاتمة نموذج للتعاون الدولي
تمثل محمية أسينشن البحرية نموذجا رائدا للتعاون بين الحكومات والمؤسسات الخيرية والعلماء في حماية المحيطات. على الرغم من التحديات فإن هذه المبادرة تفتح الباب أمام إمكانية إنشاء شبكة عالمية من المحميات البحرية العابرة للحدود وهو ما يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لتحقيقه. مع التخطيط لافتتاح المحمية رسميا في 2017 تبرز أسينشن كمنارة أمل في الجهود العالمية للحفاظ على ثروات المحيطات للأجيال القادمة .