الإثنين 21 أبريل 2025

السماء تمطر دماء في الهند.. تحليل العلماء يكشف السبب المرعب

موقع أيام تريندز

ظاهرة المطر الأحمر في الهند: الحقيقة وراء "الډماء" المتساقطة من السماء

في عام 2001، شهدت ولاية كيرالا في جنوب الهند ظاهرة غريبة أثارت الذعر والجدل حول العالم، حيث هطلت أمطار بلون أحمر قاتم يشبه لون الډماء، ما جعل السكان يطلقون عليها اسم "المطر الدموي". 

لكن ما حقيقة هذه الظاهرة؟ وهل هي أمر خارق للطبيعة أم لها تفسير علمي منطقي

ما هو المطر الأحمر؟

المطر الأحمر هو نوع من الهطول المطري يظهر بلون مغاير للون الطبيعي للمطر، وأشهر ألوانه هو الأحمر، لكن تم رصد أمطار بألوان أخرى مثل الأخضر والأصفر وحتى الأسود في حالات نادرة.

هذه الظاهرة ليست محصورة في الهند فقط، بل تم تسجيلها في دول أخرى مثل إسبانيا وسريلانكا وأماكن مختلفة حول العالم. 

إلا أن حاډثة كيرالا تبقى من أكثرها إثارة وغموضاً.

تفاصيل حاډثة كيرالا

بين شهري يوليو وسبتمبر من عام 2001، تساقطت أمطار حمراء في مناطق مختلفة من كيرالا.

 لوّنت هذه الأمطار الملابس والأسطح والأشجار بلون وردي مائل إلى الأحمر، ما جعل الناس يظنون أن ما يهطل من السماء هو دماء حقيقية.

 في البداية، سادت تكهنات غريبة، مثل أن السبب يعود إلى انفجار نيزك أو حتى نشاطات خارقة للطبيعة.

لكن بعد تحليل عينات من المياه، توصل العلماء إلى تفسير علمي.

التحليل العلمي للظاهرة

بعد الدراسات والفحوصات الميدانية، اكتشف العلماء أن اللون الأحمر في مياه المطر ناتج عن وجود أبواغ (Spores) من طحالب مجهرية تُعرف باسم Trentepohlia.

هذه الطحالب تنتج صبغة حمراء تُعرف باسم أستازانتين (Astaxanthin)، وهي من فئة الكاروتينات. عندما تتكاثر هذه الأبواغ بكثافة في الهواء، يتم نقلها بواسطة الرياح وتعلق في الغيوم، ثم تسقط مع الأمطار، مما يعطي المطر لونه الغريب.

بمعنى آخر، لم تكن هناك "دماء" في السماء، بل كائنات دقيقة طبيعية لها لون أحمر تسببت في تلوين مياه الأمطار.

هل هي ظاهرة خطېرة؟

علميًا، لا يُعد المطر الأحمر خطرًا مباشرًا على الصحة.

 لكن في بعض الحالات قد يكون مؤشرًا على تلوث بيئي أو وجود نشاطات صناعية تؤثر في الغلاف الجوي. فمثلاً، بعض الباحثين رجّحوا أن تلوث الهواء بدخان المصانع أو بمواد كيميائية معينة قد يساعد في تكثيف هذه الظاهرة أو تغيير لون المطر.

أمثلة مشابهة حول العالم

ظاهرة المطر الملون سُجلت في أماكن أخرى مثل:

  • إسبانيا (2014): تساقط مطر أحمر نتيجة لطحالب مجهرية من بيئة مائية عذبة تحوّلت للون الأحمر.
  • سريلانكا ودول أخرى: رُصدت أمطار بألوان صفراء وخضراء نتيجة غبار صحراوي أو تلوث جوي.

خلاصة

ظاهرة المطر الأحمر تبدو مرعبة للوهلة الأولى، لكنها في الواقع نتيجة لتفاعلات بيئية دقيقة ومفاجئة، تجمع بين الطقس، والكائنات المجهرية، والتغيرات المناخية. 

وبالرغم من مظهرها الغريب، إلا أنها لا تمثل خطرًا مباشرًا على الإنسان، بل تذكرنا بمدى تعقيد الطبيعة وقدرتها على إدهاشنا.