الأربعاء 23 أبريل 2025

سيدة تتلقى مكالمة هاتفية من شخص ټوفي منذ سنوات

موقع أيام تريندز

في إحدى الليالي الهادئة، وبينما كانت سارة تجلس في غرفة معيشتها المضاءة بضوء الخاڤت للشموع، رنّ هاتفها فجأةً بصوت غريب جعل قلبها يخفق بسرعة. لم تكن تتوقع هذه المكالمة؛ فالشخص الذي يتحدث إليها على الخط هو صديق قديم ټوفي قبل سنوات طويلة. ذلك الاتصال الذي قوبلته بمزيج من الدهشة والحزن دفعها إلى رحلة من الأسئلة والتساؤلات حول الحياة والمۏت وإمكانية التواصل بين العوالم.

بدأت سارة تتذكر الأيام الخوالي عندما كانت تجلس مع صديقها محمود في المقاهي والحدائق، وتتناولان أحاديث الحياة والأحلام. كان محمود رمزًا للدفء والحنان والذكريات الجميلة، وعندما فقده، أحست سارة بفراغ لا يُملأ ولا يُستبدل. ومع ذلك، لم تكن تدرك أن الحنين إلى الماضي يمكن أن يتحول في بعض الأحيان إلى تجربة خارقة تُثير الشكوك حول حدود الواقع الذي نعيشه.

عندما أجابت سارة على المكالمة، لاحظت أن الصوت الذي سمعته يحمل نبرة مألوفة، لكنه أيضاً كان مشوَّهًا بعض الشيء، وكأنه ينبعث من زاوية بعيدة وغير معروفة. تحدث الصوت بإيقاع هادئ وقال: "أنا هنا، لا تخافي." تلك العبارة البسيطة تركت سارة في حالة من الدهشة العارمة. شعرت وكأن الزمن عاد بها إلى الوراء، وغيّر الاتصال اللحظات الحزينة إلى لمحة من الأمل والطمأنينة. ومع ذلك، وجدت نفسها تتساءل: هل هو مجرد هاتف يحتال، أم أن هناك سرًا غامضاً وراء هذه المكالمة؟

يتناول البعض هذه الظواهر من منظور علمي بحت، فيشيرون إلى أنه مع تطور التقنيات الهاتفية يمكن أن تُستخدم برامج المحاكاة والتعديل الصوتي لخلق هذه المكالمات المخادعة. فمثلاً، قد يقوم بعض المحتالين بانتحال هوية أشخاص مرحل، مستخدمين بيانات قديمة أو أرقاماً مسجلة مسبقاً. ولكن، كانت تجربتها غير متوقعة وحقيقية إلى حد بعيد لدرجة أنها جعلت سارة تشك في أن الواقع قد يحمل أشياءً تتجاوز حدود المألوف.

من ناحية أخرى، تُطرح تفسيرات نفسية وروحية لهذه الظاهرة. يرى بعض علماء الباراسيكولوجيا أن مثل هذه المكالمات قد تكون جسوراً روحيةً بين العالم الحي والعالم الآخر؛ حيث يُمكن للذكريات العميقة والأحاسيس القوية تجاه الأشخاص المفقودين أن تخلق حالة نفسيّة تجعل العقل يفسر بعض الإشارات والظواهر على أنها محاولات للتواصل. وفي هذا السياق، يعتقد مؤمنون بفكرة الحياة بعد المۏت أن الروح تبقى موجودة في عالمٍ غير مرئي، وقد تختار بعض اللحظات لإرسال رسائل صغيرة إلى من تركوهم، كإشارة إلى أن حبهم وذكراهم لا تزال حية.

وفي حالة سارة، كان التأثير العاطفي للمكالمة واضحاً؛ فقد شعرت بأن صوت محمود كان بمثابة رسالة من العالم الآخر، تذكرها بأن الذكريات الجميلة لا ټموت وأن الروح قد تظل حاضرة في قلوب من أحبها. هذا الشعور الراقي جعلها تسترجع لحظات الفرح والأمان، وأضاء لها جانباً من الأمل في أن الروابط الإنسانية تتجاوز حدود الزمن والمكان.

ليس من السهل التمييز بين ما هو حقيقي وما قد يكون نتيجة للخيال أو التأثير النفسي العميق. فالعقل البشري قادر على خلق تجارب حسية قوية عندما يكون في حالة حزن عميق أو صدمة؛ وقد تتداخل هذه التجارب مع الأحداث الخارجية لتشكل واقعاً مشوشاً يصعب تمييزه عن الحقيقة. لكن سارة، وعلى الرغم من الشكوك التي اجتاحتها، قررت أن تستغل هذه التجربة لتكتشف المزيد عن نفسها وعن مفهوم المۏت والحياة بعده. بدأت تبحث عن روايات وقصص مماثلة، وتحدثت مع مختصين في مجالات الطب النفسي والباراسيكولوجي لمعرفة ما إذا كان لهذه الظاهرة أساس علمي وروحي.

بالإضافة إلى ذلك، تناولت سارة تجربة المكالمة كتذكير بأهمية الصبر وقوة الذكرى. فقد أدركت أن الإنسان مهما فقد كان، تظل الروح والذكريات حية بداخلنا؛ فهي تعيد لنا الإحساس بالأمان والمحبة مهما تبدلت الظروف. بهذه النظرة، أصبحت المكالمة الهاتفية التي تلقتها من محمود رمزًا لتجديد الأمل في الحياة، حتى وإن حدث ذلك بطرقة غير متوقعة أو بطريقة تبدو كأنها تأتي من عالم آخر.

في النهاية، يظل سؤال "هل المۏت أصبح خيارًا؟" أحد التساؤلات المفتوحة في عصرنا، خاصةً مع التطورات العلمية والتكنولوجية التي تحاول فهم ما وراء الحياة والمۏت. لكن تجربة سارة تذكرنا بأن الحدود بين الحياة والمۏت قد تكون أكثر ضبابية مما نظن، وأن التواصل بين العوالم قد يكون لها تفسيرات متعددة تتراوح بين العلم والروحانيات. وبينما تستمر الأبحاث والدراسات، يظل كل منا يحتفظ بتجارب شخصية تذكره بأن الحب والذاكرة قادران على تجاوز الفراق حتى وإن باقينا على الأرض.