الجمعة 25 أبريل 2025

بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد تستقطب 2100 صياد

موقع أيام تريندز

شهدت مياه أبوظبي حدثاً استثنائياً يجمع بين الأصالة والمنافسة، حيث توافد 2100 صياد من مختلف أنحاء الإمارات ودول الخليج للمشاركة في بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد

هذه البطولة التي تُعد واحدة من أضخم الفعاليات البحرية في المنطقة، لم تكن مجرد منافسة على العوائد المادية، بل احتفالاً بالتراث البحري الإماراتي وتأكيداً على أهمية الحفاظ على الثروة السمكية.

تفاصيل البطولة: أكثر من مجرد منافسة

1. مشاركة قياسية وتنظيم محكم

بلغ عدد المشاركين في هذا العام 2100 صياد، بينهم محترفون وهواة، بالإضافة إلى عائلات شاركت في فئة الهواة. تم تقسيم المنافسة إلى فئتين رئيسيتين:

الصيد من القارب: للمحترفين الذين يتقنون فنون الصيد في المياه العميقة.

الصيد من الشاطئ: للهواة والعائلات، بهدف تشجيع الجميع على ممارسة هذه الرياضة.

2. جوائز كبرى تحفز المشاركين

بلغت قيمة الجوائز المادية والعينية مئات الآلاف من الدراهم، وشملت:جائزة أكبر سمكة كنعد: لأثقل سمكة يتم صيدها وفقاً للمعايير المحددة،جائزة الصياد المتميز: تُمنح لمن يلتزم بأعلى معايير الصيد المستدام، بالاضافة إلى جوائز عينية مقدمة من شركاء البطولة، تشمل معدات صيد حديثة وهدايا قيمة

3. شروط صارمة لضمان الاستدامة

حرص المنظمون على أن تكون البطولة نموذجاً للصيد المسؤول، حيث شملت القواعد:

  • حظر استخدام الشباك العشوائية التي تضر بالبيئة البحرية.
  • تحديد حد أدنى لحجم الأسماك المسموح بصيدها للحفاظ على الثروة السمكية.
  • منع الصيد في المناطق المحمية للحفاظ على التوازن البيئي.

فن صيد الكنعد: بين المهارة والخبرة

1. سمكة الكنعد: سرعة وتحدٍّ

تُعرف سمكة الكنعد (الأسقمري) بسرعتها الفائقة، التي تصل إلى 80 كم/ساعة، مما يجعل صيدها تحدياً كبيراً للصيادين. تعيش هذه الأسماك في المياه العميقة، وتتواجد بكثرة قرب السواحل الإماراتية خلال مواسم الصيف.

2. أساليب الصيد التقليدية والحديثة

اعتمد المشاركون في البطولة على عدة طرق للصيد، منها:

  • الصيد بالخيط (الحدافة): الأكثر شيوعاً، ويعتمد على مهارة الصياد في جذب السمكة.
  • الصيد بالقصبات البحرية: باستخدام خيوط متينة من نوع "البرايد" لمقاومة أسنان الكنعد الحادة.
  • الطُعم الأمثل: مثل الحبار الطازج أو الأسماك الصغيرة (البرية)، والتي تجذب الكنعد بشكل فعال.

3. نصائح الخبراء لصيد ناجح:  

  1. اختيار الوقت المناسب: يُفضل الصيد فجراً أو غروباً، عندما تكون الأسماك أكثر نشاطاً.
  2. استخدام المعدات المناسبة: قصبات صيد قوية وخيوط متينة لتجنب الانقطاع.
  3. الالتزام بالحصص المسموح بها: لضمان عدم الإضرار بالتوازن البيئي.

أدوات الصيد الحديثة: بين التكنولوجيا والتراث

شهدت البطولة استخداماً واسعاً لأحدث معدات الصيد، مثل: قصبات الصيد البحرية المصممة لتحمل قوة الأسماك الكبيرة، خيوط "البرايد" عالية المقاومة، أجهزة السونار لتحديد مواقع تجمعات الأسماك.

ورغم التطور التكنولوجي، حافظ الكثير من الصيادين على الأدوات التقليدية، مؤكدين على أهمية الحفاظ على التراث.

أبعاد البطولة: الجانب المجتمعي والاقتصادي

1. تعزيز السياحة البحرية

جذبت البطولة أكثر من 5000 زائر يومياً، مما ساهم في تنشيط القطاع السياحي في أبوظبي. كما شهدت الفنادق والمنتجعات القريبة إقبالاً كبيراً من المشاركين والزوار.

2. دعم الاقتصاد المحلي

شاركت 50 شركة متخصصة في معدات الصيد في فعاليات مصاحبة، مما وفر فرصاً تسويقية واقتصادية للعلامات المحلية.

3. إحياء التراث الإماراتي

ضمت الفعاليات ورش عمل عن تاريخ الصيد في الإمارات، وعروضاً للقوارب الخشبية التقليدية، مما عزز الوعي بالتراث البحري.

تغطية خاصة: يوم في حياة المتسابقين

يقول سالم الظاهري، أحد المشاركين: "بدأنا الرحلة قبل الفجر بساعتين، نجهز الطعوم ونخطط لأفضل المواقع. الصيد هنا ليس مجرد رياضة، إنه شغف نربّي عليه أبناءنا."

بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد ليست مجرد منافسة، بل مدرسة حية تعلم الأجيال الجديدة أخلاقيات الصيد وأساليب الحفاظ على الثروة السمكية. مع تزايد الإقبال سنوياً، تؤكد أبوظبي مكانتها كعاصمة للرياضات البحرية في المنطقة.

هل تعلم؟

يمكن أن تعيش سمكة الكنعد حتى 12 سنة. كما تصنف الإمارات من أوائل الدول في تنظيم بطولات الصيد المستدام

للراغبين بالمشاركة العام القادم:

يُفتح باب التسجيل للمهتمين بالمشاركة في البطولة  حيث يمكن للراغبين تعبئة استمارات المشاركة واطلاعهم على الشروط والأحكام. كما ينظم النادي سلسلة من ورش العمل التدريبية المجانية قبل شهرين من انطلاق المنافسات، والتي تهدف إلى تأهيل المشاركين وتعريفهم بأحدث تقنيات الصيد المستدام، إلى جانب استعراض اللوائح والقوانين المنظمة للبطولة.

وتشمل هذه الورش جلسات عملية على الشاطئ لتعليم أساسيات الصيد البحري، بالإضافة إلى محاضرات نظرية يقدمها خبراء في مجال الثروة السمكية حول أفضل الممارسات للحفاظ على البيئة البحرية أثناء ممارسة رياضة الصيد. ويحرص المنظمون على توفير كل السبل التي تضمن مشاركة آمنة وناجحة لجميع المتسابقين.