ناسا تكتشف كوكبًا يشبه الأرض تمامًا.. هل نعيش فيه يوما ما؟

كوكب الأرض 2 هل نحزم الحقائب ونودع الزحمة
تخيل المشهد صحفي ناسا يدخل المؤتمر بابتسامة غامضة يقف أمام المايك ويقول سيداتي سادتي اكتشفنا كوكبا يشبه الأرض تماما!
في تلك اللحظة ملايين البشر فتحوا Google Maps يدوروا على الكوكب و تويتر اڼفجر بنحجز ولا لسه بينما جلس العشاق يتساءلون يعني في حب هناك كمان
لكن لحظة كوكب يشبه الأرض تماما يعني فيه بشړ فيه زحمة فيه فواتير كهرباء طيب شو الفرق ولا بس نعيد المأساة في مكان ثاني
الحقيقة يا سيدي و يا سيدتي ويا كل سكان الأرض اللي مش عارفين وين يروحوا من الزحمة و تغير المناخ والفاتورة اللي بتجي قبل الراتب ناسا فعلا اكتشفت كوكب جديد حجمه مثل الأرض و شكله لطيف موجود في ما يسمى بالمنطقة الصالحة للحياة. طبعا الاسم يطمن بس تعال نشوف شو يعني صالح للحياة فعليا.
يعني ببساطة ما رح تجمد من البرد وما رح تشويك الشمس. بس هل فيه انترنت هل فيه قهوة تركية هل فيه جارة تطلع تسقي الزرع وتراقب جارك وين رايح ووين جاي لا نعلم.
خليني أوضح الصورة أكثر الكوكب اللي اسمه مثل رقم سري مطول TOI 700 dو كمان اكيد Gliese 12 b أو أي شي تاني ناسا بتسمي فيه بعيد عنا 40 سنة ضوئية على أحسن تقدير. يعني إذا بدك تروح عليه بدك مركبة فضائية تمشي بسرعة الضوء أو حدث قوي خارق يقضي 400 سنة في الطريق مع ستوب خفيف عالطريق لموتور استراحة في مجرة مجاورة.
و هون تبدأ الدراما تخيل تطلع بعثتنا البشرية الأولى تتكون من علماء أطباء ممثلين و صاحب مطعم شاورما. بعد رحلة طويلة يوصلوا الكوكب يفتحوا باب المركبة وثم فجأة! يكتشفوا إنه الجو تمام فيه غيوم فيه هوى بس ما فيه و لا إشارة واي فاي.
الکاړثة!
يقعدوا يناظروا بعض نرجع ولا نبدأ من الصفر
يرد واحد فيهم أنا حافظ كل مسلسلات نتفلكس عالفلاش نبدأ من الصفر.
هيك تبدأ الحضارة الجديدة من فلاش ميموري و وجبة شاورما محفوظة في التجميد.
بس خلونا نكون واقعيين شوي. الحلم هذا حلم الانتقال إلى كوكب يشبه الأرض مش مجرد خيال علمي طفولي. هو نتيجة طبيعية لحالة كوكبنا الحبيب الأرض بتتحمى الثلج عم يذوب البحر عم يبلش يمد رجليه عالمدن و الناس بطلت تفتح الشبابيك من كثر التلوث.
فكرة إنه في نسخة ثانية من الأرض نسخة نقية صافية ما لمستها قدم إنسان تبدو جذابة جدا. بس السؤال الصعب هل نحن نحن البشر نستحق فرصة ثانية و لا لازم نعيد نظر في نفسنا قبل ما نعيد بناء حضارة على صخرة بعيدة
تخيل نروح هناك و نبدأ من جديد ونرجع نلوث و فورا نخترع ضريبة جديدة و نخلي التعليم أونلاين برضه. ليش نعيد نفس الأخطاء ليش ما نصلح الأرض أول بدل ما نهرب منها
يمكن الكوكب التوأم هذا مش موجود علشان نهرب يمكن موجود علشان يعلمنا درس. إنه الجنة ما لازم نروح ندور عليها الجنة ممكن نرجعها هون إذا قدرنا نتذكر كيف كنا نحترم الأرض الماء و الشجر.
بس خلينا نرجع للطرافة لأنه الواحد لما يواجه فكرة الانتقال لكوكب تاني لازم يضحك شوي و إلا الجنون بيبلش.
تخيل أول إعلان سياحي للكوكب الجديد
احجز الآن رحلة بلا عودة لكوكب يشبه الأرض تماما لكن بدون جيران مزعجين!
استمتع بغروب شمسي على نجم لم تسمع عنه من قبل وتنشق هواء لم تتنفسه حضارة!
فقط ب 999.999 دولار لا تشمل الضرائب أو الرجعة.
و اكيد اكيد فبتخيل أول نقاش برلماني بين حزبين على الكوكب الجديد
الفكر الاول نحتاج نبني بنية تحتية متقدمة!
الفكر الثاني بس خلونا أول نقرر شو اسم الكوكب نسميه هكذا او هكذا
بينما في الخلفية واحد من المتطوعين جالس يحفر حفرة يقول أنا بس بدي أزرع طماطم خيار.
هل نعيش هناك يوما ما ربما. لكن السؤال الأهم هل سنعيش هناك أفضل
وهل نقدر نكون لطفاء منظمين متسامحين قبل ما تطأ أقدامنا تراب ذلك الكوكب الغريب
و لا رح نحمل معنا نفس المشاكل نفس العصبية في الصباح نفس الشكوى من زحمة السير لكن هالمرة على كوكب جديد
في النهاية سواء رحنا أو لا سواء الكوكب نسخة طبق الأصل من الأرض أو مجرد صخرة دافئة الفكرة لحالها جميلة. تخلينا نحلم.
و أحيانا الحلم أهم من الوجهة.
لأن الكوكب اللي بنشوفه في السماء يمكن يكون هناك لكن الكوكب اللي نحتاج نصلحه هو تحت أقدامنا.
و بس تخلص قراءة هالمقال لا تحجز تذكرة فضائية لا تروح تشوف إذا جارك طلع على الكوكب الجديد ولا لأ.
بس افتح شباكك طالع السما وقلها
حاضر ما رح أكرر غلطتي فيك يا أرض و حتى لو اكتشفوا مليار كوكب غيرك.