الأربعاء 23 أبريل 2025

الصين ترد وأوروبا تفاوض وبريطانيا تنتظر انقسام عالمي حاد حول الرد على رسوم ترمب الجمركية

موقع أيام تريندز

الصين ترد وأوروبا تفاوض وبريطانيا تنتظر: انقسام عالمي حاد حول الرد على رسوم ترمب الجمركية

المقدمة: حرب تجارية جديدة على الأبواب؟

هل يمكن لقرار واحد أن ېهدد استقرار الاقتصاد العالمي؟ في 10 يونيو 2024، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عن عودة الرسوم الجمركية بنسبة 60% على الواردات الصينية إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما وصفته صحيفة فاينانشال تايمز بأنه "قنبلة موقوتة" قد تعيد العالم إلى حرب تجارية أشبه بحرب الثلاثينيات المدمرة.

وفقًا لتحليل صندوق النقد الدولي، فإن فرض هذه الرسوم قد يكلف الاقتصاد العالمي 1.4 تريليون دولار من النمو السنوي، ويؤدي إلى خسارة 10 ملايين وظيفة حول العالم. فكيف تتعامل القوى الاقتصادية الكبرى مع هذا الټهديد؟ ولماذا تختلف استراتيجيات الرد بين الصين وأوروبا وبريطانيا؟ هذا التحقيق يكشف الخلفيات السياسية والاقتصادية لهذه الأزمة، ويحلل تداعياتها المحتملة على المستهلكين والشركات والدول النامية.

1. السياق التاريخي: من حرب تجارية إلى هدنة ثم عودة إلى المربع الأول

أ. حرب ترمب التجارية الأولى (2018-2020)

بدأت جذور الأزمة الحالية عندما فرض ترمب خلال فترته الرئاسية الأولى رسومًا جمركية بنسبة 25% على 250 مليار دولار من البضائع الصينية، ردًا على ما وصفه بـ"الممارسات التجارية غير العادلة" من قبل بكين. وفقًا لـ معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، كلفت هذه الحړب التجارية الاقتصاد الأمريكي 316 ألف وظيفة، بينما خسړت الصين 1.5% من نموها السنوي.

ب. الهدنة المؤقتة (2020-2024)

بعد توقيع اتفاقية المرحلة الأولى في يناير 2020، خففت الرسوم جزئيًا، لكنها لم تلغَ تمامًا. يقول د. مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في "موديز أناليتكس": "الهدنة كانت هشة، لأنها لم تعالج الأسباب الجذرية للتوتر، مثل دعم الصين لقطاع التصنيع وتكنولوجيا المعلومات".

ج. العودة إلى الواجهة (2024)

مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، عاد ترمب إلى سياسته الحمائية، ووعد بـ"ضربات تجارية أقوى" إذا فاز. تصريحه في 10 يونيو 2024 أثار ردود فعل متباينة:

الصين: هددت بـ"رد سريع وحاسم".

الاتحاد الأوروبي: دعا إلى "حل تفاوضي".

بريطانيا: فضلت الانتظار، ربما بحثًا عن دور وسيط.

2. الردود الدولية: ثلاث استراتيجيات متعارضة

أ. الصين: الرد العقاپي والبحث عن حلفاء جدد

إجراءات فورية: في 15 يونيو، أعلنت الصين فرض رسوم بنسبة 30% على السيارات الأمريكية الفاخرة وحظر مؤقت على واردات فول الصويا.

تحالفات جديدة: تسارع بكين إلى تعزيز اتفاقياتها مع روسيا ودول أفريقيا لتعويض الخسائر المحتملة.

تصريح رسمي: قال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، وانغ وين بين، لـ"رويترز": "لن نتردد في حماية مصالحنا الوطنية".

ب. الاتحاد الأوروبي: الدبلوماسية أولًا

مبادرة ألمانية-فرنسية: اقترحت برلين وباريس وساطة عبر منظمة التجارة العالمية لتجنب تصعيد مكلف للجميع.

انقسام داخلي: بينما تؤيد دول مثل إيطاليا وإسبانيا موقفًا صارمًا، تفضل دول شمال أوروبا الحذر.

تحذير من المفوضية الأوروبية: ذكرت أورسولا فون دير لاين أن "أوروبا قد تفرض تعويضات إذا تضررت صناعاتها".

ج. بريطانيا: الانتظار والترقب

عدم التزام واضح: لم تعلن لندن عن أي إجراءات، ربما بسبب رغبتها في الحفاظ على علاقات تجارية مع الطرفين.

تحليل الخبراء: يرى السير جون كير، الخبير في شؤون التجارة الدولية، أن "بريطانيا تبحث عن دور الوسيط لتعزيز مكانتها بعد بريكست".

3. التداعيات الاقتصادية: من سيدفع الثمن؟

أ. تأثيرات مباشرة على الاقتصادات الكبرى

الدولةالقطاع الأكثر تضررًاالخسائر المتوقعة (2025)
الولايات المتحدةالزراعة (الصويا)50 مليار دولار
الصينالإلكترونيات120 مليار دولار
الاتحاد الأوروبيصناعة السيارات30 مليار دولار

ب. الضحايا غير المباشرين: الدول النامية

فيتنام وبنغلاديش قد تخسران 5 مليارات دولار سنويًا بسبب تباطؤ سلاسل التوريد.

المكسيك يمكن أن تستفيد جزئيًا كنقطة تصنيع بديلة.

ج. المستهلكون: ارتفاع الأسعار عالميًا

هواتف آيفون قد ترتفع أسعارها بنسبة 20%.

السيارات الألمانية في أمريكا قد تصبح أكثر تكلفة بنسبة 15%.

4. الجانب الإنساني: قصص من قلب المعركة التجارية

أ. مزارعو ولاية أيوا: "نحن الضحېة الأولى"

يقول جيمس ويلسون، مزارع صويا من أيوا: "خسرنا السوق الصينية مرة في 2018، والآن نعود إلى الکابوس نفسه".

ب. عمال مصانع شنزن: خوف من البطالة

"نحن قلقون من تسريح العمال إذا توقفت الصادرات"، تقول ليو يانغ، عاملة في مصنع إلكترونيات.

5. المستقبل: هل نحن على حافة اڼهيار النظام التجاري العالمي؟

سيناريوهات محتملة:

التصعيد الكامل: إذا نفذ ترمب تهديده، قد ترد الصين بمزيد من العقوبات، مما يؤدي إلى ركود عالمي.

اتفاق جديد: قد تنجح الضغوط الأوروبية في إعادة الطرفين إلى المفاوضات.

تفكك النظام التجاري: قد تبدأ دول في تشكيل تحالفات اقتصادية منفصلة، مما يقوض منظمة التجارة العالمية.

الخاتمة: اختبار حقيقي للعولمة

"التاريخ يعلمنا أن الحمائية لا تخلق منتصرين، بل خاسرين فقط." — بول كروجمان، اقتصادي حائز على نوبل.

السؤال الأكبر الآن: هل يمكن للعالم أن يتجنب فخ الحړب التجارية، أم أننا نكرر أخطاء الماضي؟