الأربعاء 30 أبريل 2025

رجل يتحدث مع الأشجار ويزعم أنها تعطيه نصائح للحياة

موقع أيام تريندز

الرجل الذي يسمع همسات الأشجار حكايات ونصائح من عالم الأخضر
مقدمة حوار مع الصامتين
في عالمنا المليء بالضوضاء والتكنولوجيا يبدو الحديث عن شخص يدعي قدرته على التواصل مع الأشجار ضړبا من الخيال أو الجنون. لكن قصصا عديدة عبر التاريخ وحتى يومنا هذا تؤكد أن هناك من يؤمن بوجود حوار خفي بين الإنسان والأشجار حوار يتجاوز حدود المادة ليدخل عالم الروحانيات والحكمة. هذا المقال يستكشف ظاهرة أولئك الذين يدعون تلقي النصائح من الأشجار ومدى مصداقية هذه الادعاءات من الناحية العلمية والروحية.
جذور الظاهرة تاريخ التواصل مع الأشجار
التراث الثقافي العالمي
عبر التاريخ احتلت الأشجار مكانة مقدسة في العديد من الحضارات. في الأساطير الإسكندنافية كانت شجرة العالم يغدراسيل تمثل مركز الكون وتربط بين العوالم المختلفة . أما في الثقافة الكلتية فقد كان الدرويد الكهنة يعتقدون أن الأشجار تمتلك حكمة عظيمة ويمكنها تقديم النصح والإرشاد.
في الأدب العالمي
الروائي الألماني هيرمان هسه كتب في مقالته الأشجار قائلا تلك الكائنات كانت الواعظ الأشد والأكثر تأثيرا في حياتي. من يعرف كيف يكلمها ويصغي إليها يمكنه تعلم الحقيقة . هذه الرؤية الأدبية تعكس اعتقادا راسخا لدى بعض المبدعين بقدرة الأشجار على نقل الحكمة.
العلم وراء حديث الأشجار
شبكة التواصل الخفية
أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن الأشجار تتواصل بالفعل مع بعضها البعض عبر شبكة معقدة من الفطريات التي تنمو حول جذورها وداخلها والتي يطلق عليها العلماء اسم Wood Wide Web . هذه الشبكة تمكن الأشجار من تبادل العناصر الغذائية وتحذير بعضها من الأخطار.
الذكاء النباتي
يشير عالم الغابات الألماني بيتر فولليبن في كتابه الحياة الخفية للأشجار إلى أن الأشجار لديها قدرات تشبه الذاكرة ويمكنها تمييز جذورها عن جذور الأشجار الأخرى بل وتميز بين الأصدقاء والأعداء بين الأشجار المجاورة .
حكايات واقعية أناس يدعون تلقي النصائح من الأشجار
قصة المشجر الألماني
يتحدث بيتر فولليبن عن تحول جذري في نظرته للأشجار من مجرد مصادر للأخشاب إلى كائنات حية ذكية. يصف كيف أن اكتشافه لجذع شجرة مقطوع منذ 400500 عام لكنه ما زال حيا بفضل دعم الأشجار المحيطة به غير نظرته تماما . اليوم يدعي فولليبن أنه يتعلم من الأشجار دروسا في التكافل والمجتمع.
الفتاة في معسكر أوشفيتز
في كتاب الإنسان والبحث عن المعنى لفيكتور فرانكل تروي قصة فتاة كانت على وشك المۏت في المعسكر النازي. قالت الفتاة إن الشجرة الوحيدة المرئية من نافذة غرفتها كانت تتحدث إليها وتقول أنا هنا! أنا هنا! أنا حياة! حياة أبدية! . هذه القصة تظهر كيف يمكن للإنسان في أحلك لحظاته أن يجد عزاء في التواصل مع الطبيعة.
النصائح التي يزعمون تلقيها من الأشجار
1. الصبر والعمر الطويل
الأشجار التي تعيش مئات السنين تعلم الإنسان قيمة الصبر. كما يقول المثل القديم أفضل وقت لزراعة شجرة كان قبل 20 عاما والثاني أفضل وقت هو الآن.
2. التكيف مع التغيرات
الشجرة التي تنحني مع الرياح تنجو من العاصفة. هذه النصيحة حول المرونة في مواجهة التحديات يزعم البعض أنهم تلقوها من مراقبة حركة الأشجار في الرياح .
3. أهمية الجذور
كما أن قوة الشجرة تكمن في جذورها فإن قوة الإنسان تكمن في ارتباطه بأصوله وقيمه. هذه الحكمة يرددها العديد ممن يدعون التواصل مع الأشجار.
4. العطاء دون انتظار مقابل
الشجرة تمنح الظل والثمار والأكسجين دون أن تطلب شيئا في المقابل. هذا الدرس في الكرم يزعم البعض أن الأشجار تعلمه لهم .
5. العمل الجماعي
في الغابة تدعم الأشجار بعضها البعض عبر شبكات الجذور والفطريات. هذا النموذج في التعاون المجتمعي يقدمه البعض كدرس من دروس الطبيعة .
الجانب العلمي والنفسي للظاهرة
التأثير العلاجي للطبيعة
أثبتت دراسات العلاج بالطبيعة أن التواجد بين الأشجار يقلل من هرمونات التوتر ويحسن المزاج. هذا قد يفسر لماذا يشعر بعض الناس بأنهم يتلقون إجابات عندما يقضون وقتا بين الأشجار.
التخيل الموجه
من الناحية النفسية يمكن تفسير حديث الأشجار على أنه شكل من أشكال التخيل الموجه حيث يعكس العقل الباطن للإنسان حكمته الداخلية على شكل حوار مع كائنات خارجية.
ظاهرة pareidolia
هي ميل الإنسان لتفسير المحفزات الغامضة على أنها شيء مألوف مثل رؤية وجوه في السحب. قد تنطبق هذه الظاهرة
على من يسمعون الأشجار تتحدث.
الخاتمة بين الخيال والعلم
بينما لا يوجد دليل علمي قاطع على قدرة الأشجار على التحدث بالمعنى الحرفي إلا أن العلاقة بين الإنسان والأشجار تبقى علاقة خاصة وغنية بالدروس. سواء كانت النصائح المزعومة من الأشجار مجرد انعكاس لحكمة داخلية أو أنها فعلا شكل من أشكال التواصل الذي لم نفهمه بعد تبقى الحقيقة أن التعلم من الأشجار والطبيعة عموما يمكن أن يجعل حياتنا أكثر حكمة واتزانا.
كما كتب هيرمان هسه من تعلم كيف يصغي لتلك الأشجار لا يعود يبتغي أن يكون شجرة إنه لا يبتغي أن يكون إلا ما هو عليه ذلك هو الوطن كما يقول تلك هي السعادة .