الأحد 20 أبريل 2025

تطورات جديدة في قضية ۏفاة أسطورة كرة القدم مارادونا

موقع أيام تريندز

بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على ۏفاة نجم كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، لا تزال قضيته حاضرة بقوة في الإعلام والرأي العام، خاصة مع المستجدات القضائية الأخيرة التي أعادت تسليط الضوء على الملابسات الغامضة التي أحاطت برحيله.

فمارادونا، الذي ټوفي في 25 نوفمبر 2020، لم يكن مجرد لاعب كرة قدم موهوب، بل أيقونة رياضية خالدة ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ اللعبة. غير أن ۏفاته المفاجئة وما تلاها من تحقيقات، أعادت طرح تساؤلات حول دور الفريق الطبي الذي أشرف على حالته، وحول ما إذا كانت هناك مسؤوليات قانونية يجب أن تُحاسب.

في هذا المقال نُلقي نظرة مفصّلة على آخر تطورات القضية، وموقف القضاء الأرجنتيني، وردود الأفعال المحلية والدولية.

رحيل صاډم للعالم

في خضم تفشي جائحة كوفيد-19، جاء نبأ ۏفاة دييغو مارادونا كصدمة للعالم، إذ فارق الحياة عن عمر 60 عامًا إثر أزمة قلبية، وذلك بعد فترة وجيزة من خضوعه لجراحة دقيقة في الدماغ لإزالة تجمع دموي.

رغم أن التقارير الأولية رجّحت أن الۏفاة طبيعية، إلا أن الشكوك بدأت تتصاعد سريعًا، خصوصًا بعد تداول معلومات عن نقص في الرعاية الطبية المقدمة له، وإشارات إلى احتمال وجود تقصير من الفريق الذي تولّى متابعة حالته الصحية بعد خروجه من المستشفى.

تحقيقات موسعة ومتهمون بالجملة

سارعت النيابة العامة في الأرجنتين إلى فتح تحقيق رسمي في ملابسات الۏفاة، وبدأت بسلسلة استجوابات طالت المقربين من مارادونا، وخصوصًا الطاقم الطبي الذي كان يشرف عليه.

مع مرور الوقت، وجهت السلطات اټهامات إلى ثمانية أفراد، بينهم الطبيب المعالج ليوبولدو لوكي، إلى جانب طبيبة نفسية وطبيبة قلب وممرضين آخرين. وجهت إليهم جميعًا تهمة "القټل غير العمد نتيجة الإهمال"، وهي چريمة يُعاقب عليها القانون الأرجنتيني بالسجن لمدد قد تصل إلى 25 عامًا.

واتهمت النيابة هؤلاء بأنهم أهملوا متابعة الحالة الصحية الدقيقة للنجم الأرجنتيني، وأنهم لم يتخذوا التدابير اللازمة لإنقاذه في الوقت المناسب.

تقرير الخبراء: إهمال جسيم

في مايو 2021، صدر تقرير عن لجنة طبية شكلتها النيابة، تضمن نتائج صاډمة. فقد أكدت اللجنة أن مارادونا "عانى من تدهور بطيء وواضح لحالته الصحية"، وأن الفريق الطبي تصرّف بإهمال كبير.

وذكر التقرير أن اللاعب السابق لم يكن في المكان المناسب لتلقي الرعاية المطلوبة، وأن البروتوكولات الطبية لم تُحترم، الأمر الذي اعتُبر مساهمة مباشرة في ۏفاته. التقرير خلُص إلى أن الۏفاة كان بالإمكان تفاديها لو تم تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب.

مستجدات 2025: انطلاق المحاكمة

مع بداية عام 2025، بدأت المحاكمة الرسمية لأعضاء الفريق الطبي المتهم بالتسبب في ۏفاة مارادونا. وقد شهدت الجلسات الأولى حضورًا إعلاميًا واسعًا، إضافة إلى تمثيل لعائلة النجم الراحل التي لطالما طالبت بتحقيق العدالة.

المحكمة الأرجنتينية بدأت الاستماع إلى إفادات الشهود والأدلة الطبية، في محاكمة يُتوقع أن تستمر عدة أشهر نظرًا لتعقيد القضية وكثرة الوثائق والخبراء المشاركين فيها.

النيابة تصرّ على أن ما حدث لمارادونا لم يكن قضاءً وقدرًا، بل نتيجة تقاعس واضح من قبل الطاقم الذي كان يُفترض به أن يحافظ على حياته.

جدل في الشارع الأرجنتيني

داخل الأرجنتين، يرافق القضية جدل واسع. فالبعض يرى أن مارادونا لم يكن ضحېة الإهمال فقط، بل ضحېة لعالمٍ من المصالح الشخصية والضغوط النفسية، وأن المقربين منه استغلوا حالته وتخلوا عنه وقت الحاجة.

في المقابل، هناك من يعتقد أن مارادونا نفسه كان رافضًا أحيانًا للمتابعة الطبية المنتظمة، ما صعّب مهمة الفريق الطبي. ومع ذلك، تبقى القناعة الراسخة عند شريحة واسعة من الجمهور أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها، وأن التقصير لا يُبرَّر مهما كانت الظروف.

مارادونا... أسطورة لا ټموت

بعيدًا عن القضاء والمحاكم، يبقى مارادونا واحدًا من أبرز من لمس الكرة في التاريخ. بطل العالم في مونديال 1986، صاحب الأهداف التي لا تُنسى، واللاعب الذي حوّل نابولي الإيطالي من نادٍ مغمور إلى بطل الدوري.

مارادونا لم يكن فقط لاعب كرة، بل ظاهرة إنسانية بكل تناقضاتها: العبقرية والتمرد، المجد والانحدار، الانتصارات والانكسارات. ورغم معاناته الطويلة مع الإدمان والمشاكل الصحية، ظل في أعين محبيه رمزًا خالدًا.

العدالة على المحك

مع بدء المحاكمة، تترقب الجماهير الأرجنتينية والعالمية ما ستؤول إليه القضية. فهل تتحقق العدالة لمارادونا؟ وهل سيُحاسَب المقصرون كما يجب؟ أم أن الغموض سيبقى يلفّ النهاية المأساوية لأحد أعظم أساطير الكرة؟

ومهما كانت نتيجة هذه المحاكمة، فإن إرث مارادونا سيظل حاضرًا، واسمه سيبقى محفورًا في ذاكرة الملايين كأحد ألمع نجوم الساحرة المستديرة.