ديفيد شويمر يكشف عن صراعه مع الشهرة وعدم تقبله للحن مسلسل "فريندز

يُعد ديفيد شويمر، نجم مسلسل "فريندز" الذي جسّد شخصية روس جيلر، من أكثر نجوم الكوميديا التلفزيونية شهرة في العالم. ومع ذلك، فإن النجاح الهائل الذي حققه هذا المسلسل لم يأتِ دون ثمن، إذ كشف شويمر في مقابلاته الأخيرة عن صراعه العميق مع الشهرة وتأثيرها السلبي عليه، بالإضافة إلى عدم تقبله لحن المسلسل الذي كان بمثابة تذكير دائم بتلك الفترة التي عانى فيها من ضجيج الشهرة. فيما يلي نستعرض بإسهاب تفاصيل هذه الإفصاحات التي صدرت عنه خلال ظهوره في بودكاست "Making a Scene" مع ماټ لوكاس وديفيد والويامز.
صدمة الشهرة وفقدان الخصوصية
أوضح شويمر أن الشهرة التي جلبها له دور روس في "فريندز" جاءت بشكل مفاجئ وغير متوقع، مما أثر بشكل عميق على حياته الخاصة. فقد ذكر في المقابلة أن التعامل مع الشهرة كان تجربة مخيفة وغير مريحة، إذ أصبح يتعرض للاطلاع على حياته الشخصية من قبل الجمهور ووسائل الإعلام بطريقة مستمرة. وأشار إلى أن الانتقال من حياة العادي إلى حياة مليئة بالتطفل والضغط كان له أثر سلبي كبير، حيث وجد نفسه مضطراً لاستخدام قبعة لتغطية رأسه ومحاولة الاختباء من الأنظار في كل مكان يذهب إليه. يقول شويمر:
"كنت أتمنى لو أمضيت المزيد من الوقت في الاستمتاع بالنجاح بدلًا من الشعور بالقلق المستمر من فقدان الخصوصية."
هذه الظهورات العلنية والنوبات المفاجئة التي تلاحقه في الشوارع، مع مجموعات من المعجبين والسيارات التي تطارده، كانت تذكره دومًا بأن الشهرة ليست دائمًا نعمة، بل قد تتحول أحيانًا إلى نقمة تؤثر على جودة الحياة الشخصية.
تأثير لحن "فريندز" على مشاعره
من بين أكثر الإفصاحات إثارة للجدل ما ناقشه شويمر عن لحن مسلسل "فريندز" الشهير "I'll Be There for You" لفرقة The Rembrandts. ففي مقابلة له على بودكاست "Making a Scene"، اعترف بأن سماع هذا اللحن لفترة طويلة جعله يشعر بالتعب النفسي والإرهاق العاطفي، إذ كان يُستخدم كلما ظهر في البرامج التلفزيونية أو المقابلات، مما جعله يرتبط دائمًا بذكريات الفترة التي كان فيها على قمة الشهرة. يقول شويمر:
"لم أكن أستطيع الاستماع إلى اللحن؛ كنت أسمعه مرارًا وتكرارًا لدرجة أن الصوت نفسه أصبح يزعجني ويبعث في نفسي شعوراً سلبيًا."
هذه الإفصاحات تعكس كيف أن التكرار المطول للحن، الذي أصبح علامة مميزة للمسلسل، تحول إلى عبء نفسي على قلبه وعقله بسبب كثرة التعرض له، خاصةً خلال فترة الذروة في مسيرته المهنية. ورغم أن اللحن يعيد للمتابعين ذكريات جميلة عن "فريندز"، إلا أن شويمر كان يرى فيه رمزية لزمن مضى لا يريد العودة إليه، حيث كان الشعور الدائم بالتكرار والإرهاق يسيطر عليه.
التغيير مع مرور الزمن وتأثير الأبوة
على الرغم من هذه المشاعر السلبية التي رافقت شويمر لفترة طويلة، إلا أن وجهة نظره بدأت تتغير مع تغير معطيات حياته الشخصية. ففي حديثه الأخير، أوضح أنه لم يعد يشاهد المسلسل بعد انتهاء عرضه في عام 2004، معتقدًا أنه انتهى فصل من حياته. إلا أن لقاءه بطفلته، التي اكتشفت المسلسل في سن مبكرة، قلب الموازين بالنسبة له. فقد أصبح يسمع ضحكاتها وهو يشاهدها تستمتع بالمسلسل، مما جعله يعيد النظر في علاقته بكل من اللحن والمسلسل نفسه. قال شويمر:
"كنت أعد الأيام حتى تسمح لي الحياة بترك الماضي، ولكن حينما بدأت ابنتي Cleo تشاهد المسلسل، تغيرت تماماً الطريقة التي أنظر بها إلى كل شيء. ضحكاتها جعلتني أسترجع بعض الذكريات الجميلة."
بهذا التغيير العاطفي، استطاع شويمر أن يجد نوعاً من الراحة والقبول لما قدمه في "فريندز"، رغم آلامه السابقة مع الشهرة واللحن الذي كان يذكّره دوماً بالمشاكل والضغوط.
أثر الشهرة على مساره المهني والشخصي
لم يقتصر الأمر على تأثير اللحن والشهرة على حياته الشخصية فحسب، بل امتد إلى مساره المهني أيضًا. ففي مقابلات سابقة، تناول شويمر كيف أثر اللعب دور روس على فهمه للعالم وطريقة تفاعله مع الآخرين. فقد أصبح يعيش في دوامة لا تنتهي من التعليقات والتوقعات، مما دفعه إلى الانسحاب قليلاً عن الحياة العامة والتركيز على أعماله الخاصة والمشاريع التي تمنحه الحرية الفنية والشخصية. أشار إلى أن العمل في "فريندز" جعله يشعر بأنه عالق في دور واحد، مما أثار قلقه من التصنيف النمطي (Typecasting) في صناعة التمثيل. كما أكد أنه حرص فيما بعد على اختيار أدوار تتيح له تنوعاً أكبر وخروجاً من الصورة النمطية التي أصبحت مرتبطة به بسبب "فريندز".
ومن خلال هذه التجارب، عبّر شويمر عن رغبته في تجربة تحديات جديدة في حياته الفنية، وأن يكون جزءًا من مشاريع تنوعت في المحتوى والأنواع، بعيدًا عن كل تلك الارتباطات العاطفية المعقدة التي تعود للماضي.
خاتمة
إن تصريحات ديفيد شويمر حول تأثير الشهرة واللحن الشهير لمسلسل "فريندز" تكشف النقاب عن الجانب المظلم من حياة النجومية. فرغم النجاح الباهر والشهرة العالمية التي حققها بفضل دوره الشهير، إلا أن الحياة تحت ضوء الشهرة ليست دائماً مليئة بالسعادة والرضا. فقد عانى شويمر من فقدان الخصوصية والتكرار المستمر للحن الذي أصبح رمزاً لتلك الفترة، مما جعله يشعر بالإرهاق النفسي. ومع ذلك، استطاع مع الوقت ومن خلال تجربته مع ابنتيه أن يجد بصيصاً من الراحة وأن يعيد تقييم علاقته بالماضي بطريقة أكثر نضجاً. تلك الإفصاحات تُذكرنا بأن الشهرة مصحوبة بتحديات وصراعات داخلية قد لا تكون ظاهرة للمشاهد العادي، وأن النجاح الحقيقي يتطلب القدرة على تجاوز تلك العقبات.