الأربعاء 30 أبريل 2025

تركي آل الشيخ يعلن عن أفلام سعودية جديدة بعد انتهاء تصوير فيلم 7 Dogs

موقع أيام تريندز

السينما السعودية.. من الحظر إلى العالمية

بعد عقود من غياب السينما كفنٍّ مؤسسي في السعودية، أضحت المملكة اليوم تُشكل أحد أبرز الأسواق الناشئة في صناعة الأفلام عالميًا، بفضل رؤية 2030 التي حوّلت الثقافة والترفيه إلى ركيزة اقتصادية. وفي خطوة تعكس تسارع هذا التحول، أعلن المستشار تركّي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، عن إنتاج سلسلة أفلام سعودية طموحة تلي انتهاء تصوير فيلم "7 Dogs" (سبعة كلاب)، الذي يُعدّ أحد المشاريع السينمائية الأولى بالشراكة مع هوليوود. هذا الإعلان ليس مجرد خبر فني، بل هو إشارة إلى مرحلة جديدة في صناعة محتوى سعودي يُحاكي الهوية ويخترق الحدود.

1. "7 Dogs": البوابة الذهبية للسعودية نحو هوليوود

أ. القصة وراء الفيلم: مزيج من الغموض والثقافة المحلية

"7 Dogs" فيلم إثارة مبني على قصة حقيقية لسبعة كلاب بوليسية سعودية شاركت في مهمات أمنية خطېرة.

إخراج ديفيد آير (مخرج فيلم "سرب الڠضب") وتمثيل نجوم عالميين مثل جيسون ستاثام، مع مشاركة ممثلين سعوديين في أدوار رئيسية.

تصوير المشاهد في مواقع سعودية بارزة: جبال العلا، وشواطئ جدة، مما يسلط الضوء على التنوع الجغرافي للمملكة.

ب. الأهداف الاستراتيجية: أكثر من مجرد فيلم

دمج الهوية السعودية في السرد العالمي: استخدام الرموز المحلية 

تدريب الكوادر المحلية: تعاون تقنيين سعوديين مع طواقم هوليوود لنقل الخبرات في مجالات الإضاءة، والمؤثرات البصرية.

التسويق السياحي: عرض المعالم السعودية كـ"شخصية إضافية" في الفيلم لجذب السياحة السينمائية.

ج. ردود الفعل الدولية والمحلية

تصريح آل الشيخ لـفارايتي: "الفيلم جسر لفهم ثقافتنا دون تنميط".

تحفظات بعض النقاد على "التعامل التجاري مع التراث"، مقابل إشادة بتوظيف العناصر المحلية في عمل تجاري عالمي.

2. الإعلان عن الأفلام الجديدة: تفاصيل المشاريع وأبعادها الثقافية

في مؤتمر صحفي بمقر الهيئة العامة للترفيه بالرياض، كشف آل الشيخ عن خريطة إنتاجية تشمل 5 أفلام طويلة، تتنوع بين الدراما التاريخية، والخيال العلمي، والكوميديا الاجتماعية، مع تركيز على شراكات دولية.

أ. الفيلم الأول: "أميرة نجد" (دراما تاريخية)

القصة: تستعيد سيرة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن (شقيقة الملك عبد العزيز)، مع تركيز على دورها السياسي المُهمّش في تأسيس السعودية.

الشراكة: إنتاج مشترك مع استوديوهات BBC Film البريطانية، وإخراج هايفا المنصور (مخرجة "وجدة").

الجدل المتوقع: تصوير دور المرأة القيادي في فترة محافظة، وكيفية تعامل السيناريو مع الحساسيات التاريخية.

ب. الفيلم الثاني: "صندوق الأسرار" (خيال علمي)

القصة: فريق علماء سعوديون يكتشفون مخطوطات قديمة في مغارة جبلية تؤدي إلى كشف أسرار حضارة "عاد" المفقودة.

التقنية: استخدام تقنيات CGI متطورة بالشراكة مع استوديوهات NEOM، وتصوير مشاهد الحركة في مدينة ذا لاين المستقبلية.

الرمزية: الجمع بين التراث العربي القديم ورؤية مستقبلية، كتعبير عن رؤية 2030.

ج. الأفلام الأخرى: تنويع السينما السعودية

"طاش ما طاش" (كوميديا اجتماعية): إعادة إحياء مسلسل الكوميديا السعودي الشهير في نسخة سينمائية، بمشاركة نجوم الجيل القديم والجديد.

"ظل الريح" (غموض نفسي): قصة كاتبة سعودية تكتشف مؤامرة مرتبطة بجرائم أخلاقية في المجتمع الراقي بجدة.

"رالي ديزرت" (أكشن): فيلم سباقات سيارات مبنى على بطولة رالي داكار السعودية، بالتعاون مع منتجي سلسلة "Fast & Furious".

3. آل الشيخ: الرجل الذي يغيّر قواعد اللعبة

أ. استراتيجياته في صناعة السينما

الاستثمار في الشباب: إطلاق مسابقة "سينمائيك" لدعم المواهب السعودية في كتابة السيناريو.

 

ب. التحديات التي يواجهها

الرقابة المجتمعية: كيف يعالج الأفلام القضايا الحساسة دون الاصطدام بالخطوط الحمراء؟

المنافسة الإقليمية: مقارنة بتجربة السينما المصرية والإماراتية، هل يمكن للسينما السعودية أن تفرض نفسها؟

4. الأثر الاقتصادي والاجتماعي: ماذا تعني هذه الأفلام للسعودية؟

أ. اقتصاديات السينما: أرقام مُذهلة

إيرادات صالات السينما: وصلت إلى 320 مليون دولار في 2023، 

خلق فرص عمل: توظيف أكثر من 8 آلاف شاب سعودي في مجالات الدبلجة، والإنتاج، والتوزيع.

ب. تغيير الصورة النمطية

السعودية الجديدة على الشاشة: أفلام تُظهر المرأة كـ"محرك للقصة" بدلًا من دورها الثانوي التقليدي.

مواجهة التطرف: فيلم "الانفتاح" (غير مدرج في القائمة) الذي يتناول خطاب الكراهية، أثار نقاشًا حول دور الفن في مكافحة التطرف.

ج. ردود الفعل الدولية: بين الإشادة والريبة

تقرير هوليوود ريبورتر: "السعودية تُعيد تعريف القوة الناعمة في الشرق الأوسط".

انتقادات منظمات حقوقية لـ"استغلال الفن لتلميع صورة النظام"، خاصة بعد فيلم "The Red Sea" الذي يتجاهل قضايا معتقلي الرأي.

5. مستقبل السينما السعودية: هل تصبح "هوليوود الشرق الأوسط"؟

أ. مؤشرات النجاح

الانتشار العالمي: فيلم "الشمس" (2022) حصد جوائز في مهرجانات البندقية وكان.

التعليم السينمائي: افتتاح أول كلية سينما في جامعة الملك عبد الله عام 2024.

ب. العقبات الرئيسية

نقص البنية التحتية: لا تزال الاستوديوهات المحلية محدودة مقارنة بالإمارات أو مصر.

الاعتماد على الخبرات الأجنبية: 70% من طواقم الإنتاج ليست سعودية.

ج. توقعات الخبراء

تقرير PwC: السعودية قد تحتل المركز الثاني في الشرق الأوسط في إيرادات السينما بحلول 2027.

تحذيرات من "الفقاعة": التوسع السريع قد يؤدي إلى إنتاج أفلام رديئة تسعى للكمّ لا النوعية.

السينما.. سلاح السعودية الجديد

السينما في عصر تركّي آل الشيخ لم تعد مجرد وسيلة ترفيه، بل أداة لإعادة تشكيل الهوية، وتعزيز الاقتصاد، وإدارة الصراع الثقافي العالمي. ورغم التحديات، فإن الإعلان عن هذه الأفلام يؤكد أن المملكة تُمسك بمفتاح تحوّلها من دولة "مستهلكة" للثقافة إلى "مُصدرة" لها.