مذكرات جديدة لمارك هوبس بعنوان "فهرنهايت-182"ماذا يروي فيها؟

فهرنهايت-182": مارك هوبس يكشف المستور في مذكراته الجديدة
أصدر الصحفي والكاتب الاستقصائي الأمريكي مارك هوبس مذكراته الجديدة التي حملت عنوانًا مثيرًا للفضول: فهرنهايت-182، كاشفًا فيها خبايا سنواتٍ من العمل خلف الكواليس في كبرى المؤسسات الإعلامية والسياسية في الولايات المتحدة. الكتاب، الذي بدأ يثير جدلاً واسعًا منذ صدوره، يُعد شهادة شخصية واعترافًا صريحًا عن حقبة متقلبة من التاريخ الأمريكي الحديث.
فهرنهايت-182: الرمز والرسالة
الرقم "182" لا يأتي صدفة. يشرح هوبس في المقدمة أنه يشير إلى "درجة الغليان الأخلاقي" التي بلغها النظام الإعلامي الأمريكي، على حد تعبيره، في أعقاب أحداث سياسية وأمنية فارقة خلال العقدين الأخيرين. وفي تلميح واضح إلى عنوان كتاب وفيلم "فهرنهايت 9/11"، يُعيد هوبس توجيه البوصلة نحو ما يصفه بـ"حقيقة الغرف المغلقة"، حيث تُصنع الأخبار وتُطمس الحقائق.
اعترافات صحفي داخل العاصفة
يتنقل هوبس في كتابه بين محطات شخصية ومهنية مؤثرة، بدءًا من عمله مراسلًا ميدانيًا خلال غزو العراق، مرورًا بتغطيته الانتخابات الأمريكية، وانتهاءً بتجربته الصدامية مع دوائر النفوذ في واشنطن. ويكشف في أكثر من فصل عن ضغوط مورست عليه لحذف تقارير حساسة، وتعديل أخرى بما يخدم أجندات محددة.
في فصل مثير بعنوان *"غرفة رقم 9"*، يروي تفاصيل اجتماع سري جمعه بأحد كبار المسؤولين الإعلاميين في 2015، حيث قُدّم له عرض بـ"مزايا استثنائية" مقابل التزامه بخط تحرير معين. لكنه، كما يقول، رفض العرض وبدأ بعدها يتعرض لحملة ممنهجة من التهميش والإقصاء.
بين الجرأة والجدل
لم تمرّ المذكرات مرور الكرام. ففي الوقت الذي رحّب بها عدد من الصحفيين والمدافعين عن حرية التعبير بوصفها "وثيقة شجاعة"، شكك آخرون في بعض تفاصيلها، معتبرين إياها محاولة لـ"تصفية حسابات قديمة" أو للفت الأنظار.
ورغم ذلك، حصد الكتاب اهتمامًا لافتًا، وتصدّر قوائم الكتب الأكثر مبيعًا في فئة السير الذاتية خلال أسبوعه الأول، مع دعوات لإجراء تحقيقات في ما ورد فيه من مزاعم.
يُختتم "فهرنهايت-182" بتساؤل مفتوح: "إذا كان الإعلام مرآة الأمة، فكم عدد الشقوق في هذه المرآة؟"، في إشارة إلى الحاجة المُلحّة لإعادة النظر في دور الصحافة ومصداقيتها.
في مذكراته، لا يسعى مارك هوبس فقط لسرد قصة شخصية، بل لقرع جرس إنذار قد لا يُسَرّ لسماعه الكثيرون، لكنه – بحسب ما يراه – ضرورة تأخرت كثيرًا.